|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 15998
|
الإنتساب : Jan 2008
|
المشاركات : 2,894
|
بمعدل : 0.46 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
آمالٌ بددتها السنونْ
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 11:47 PM
((المشهد الثاني))
في يوم ما ساق القدر مرور القابلو الكهربائي
الذي يستوجب الحفر له
عمق متر وبعرض أربعون سنتيمتر
الذي أروم به تغذية محطة تصفية الماء
أن يمر من أمام باب دار العجزة
أخذ هذا الحفر وقتا يقدر بساعة من الزمن
كي أضع أنبوب بقطر ستة أنجات كي أسهل
أنسيابية المرور وبنفس الوقت
مرور القابلو بسهولة أثناء المد
هذا الوقت الذي أستغرقه العمل
جعلني ألتقي ببعض ممن يسكنون هذه الدار
وتجاذبنا الحديث المؤلم عن معاناتهم
فقال لي أحدهم بعد أن أبتلت جفون عينيه
ياأبن أخي
((هكذا يتكلم الكبار مع ممن هم أصغر منهم))
أنا لي ثلاثة أولاد متزوجين ولي بنتان كذلك متزوجات
ماتت زوجتي وبقيت وحيدا وليس لي دار تأويني
غير بيوت أولادي كما هو العرف والتقليد
لكنهم سامحهم الله عندما أسكن مع أحدهم
يقوم بأمر من زوجته أن يرسلني للآخر
الى ان جاء بي القرار الى دار العجزة
بقرار منهم وبأمر من زوجاتهم
وما بقي لي غير واحدة من بناتي
تطل عليّ كل شهرين أو أكثر
وها أنا أصارع الزمن الذي أفنيته عليهم
وتوصيلهم الى هذه المكانة التي هم عليها الآن.
((يا أبن أخي))
والدمع يترقرق بعينيه
هل هذا عدل وإنصاف ؟؟؟
لكنني مع هذا فوضت امري الى الله
وأدعوا لهم بالتوفيق رغم هذه القطيعة.
دمعت عيناي وأنا أستمع حديث هذا الشيخ المسن
ودعوت له الله أن يمن عليه بالصحة .
نادى عليّ كبير العمال
بأن العمل قد أنجز وعلينا الأنصراف
تصافحنا وتعانقنا للوداع
وعيوننا تهمل بالدموع
والحمد لله
في مجتمعاتنا الكثير من هذه المآسي
لكن للأسف الأبناء هم من يقومون بها
بعناد وأصرار
فعلى الخيرين دعم دور المسنين
وتقديم يد العون لهم
هذا مشهد من الحياة
|
|
|
|
|