[ابو جعفر العراقي]

البحرين ورحيل فرحتي وهي ممزوجة بالدم


يتساءل الجميع

عن فرحتي المعهودة

هل رحلت أم أودعت في الملحودة

تنهدتُ

ثم قلت لهم:

رحلت

وهي بالدم ممزوجة

كلما أداوي منها جرحاً

تفجر آخراً

وهو ينشد للحزن أنشودة

في كل قطرة تسيل

تترآى فيها صوراً لفقدان أحبة

وصوراً لبكاء وعويل

صور لأطفال تبكي في أرض البحرين

وعويل لنساء فقدتْ أحبتها

وبكاء لأرض سال عليها دماء أهلها

وأشجار قد يبست حزناً على شباب فارقها

كانوا تحت ظلها يستظلون

يبثون حزنهم وتدمع العيون

الورود كلها أصبحت حمراء

قطع المحتل عنها الماء

وسقاها ظلماً بدم الشهداء

الأرض سقت بالدماء

واتشحت بالسواد السماء

روحي هناك في البحرين

تتجول في الطرقات دامعة العين

وإذ أنا بطفل يجرني من ردائي

يبكي ويقول لي:

عمااااه قد دنس المحتل ديرتي

وآخر عمااااه قد مزقوا برصاصهم كرتي

وآخر عمااااه قد داسوا بأقدامهم وردتي

وآخر عماااه لطخ الغزاة بالدم صورتي

و

و

و

فبكيت واحتضنتهم وهم يبكون

ونشيجهم يعلو أصواتَ الرصاصات

تطلق صدورهم الآهات والزفرات

فرفعت طرفي بالدعاء لرب السماء

أن يحفظ أهلنا في البحرين

ويذيق عدوهم عذاب الدارين

أعداء الحرية والإنسانية

أعداء الوحدة الوطنية

والنصر حليف المؤمنين

ولو بعد حين