[بو هاشم الموسوي]

بارك الله تعالى في شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام ولعنة الله على أعداءهم ومخالفيهم إلى يوم الدين.
------------------

لمن يدّعي أنّها خرجت للإصلاح

النصوص واضحة ووصريحة في أنّ الملعونة كان غرضها قتال سيّدها مولى الموحّدين عليه السّلام لا الإصلاح كما يدّعيه البكريّة، بدليل:
1- ما دخل الحميراء في أن تطلب بدم نعثل بن عفّان.

2- أنّ النبيّ الأعظم حذّرها من الخروج على أمير المؤمنين عليه السّلام؛ لكنّها عصت وأبت إلّا الفتنة وقتل الإمام علي عليه السّلام

- قال الحاكم النيسابوري:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي ثنا يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال:
"لمّا بلغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا الحوأب قالت: ما أظنني إلا راجعة فقال الزبير لا بعد تقدمي و يراك الناس و يصلح الله ذات بينهم قلت: ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله (ص) يقول: كيف بإحداكن إذ نبحتها كلاب الحوأب".

تعليق الذهبي في التلخيص: سكت عنه الذهبي في التلخيص(1).

- قال ابن حبّان:
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع و علي بن مسهر عن إسماعيل عن قيس قال:
"لما أقبلت عائشة مرت ببعض مياه بني عامر طرقتهم ليلا فسمعت نباح الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب قالت: ما أظنني إلا راجعة قالوا: مهلا يرحمك الله تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله بك قالت: ما أظنني إلا راجعة إني سمعت رسول الله (ص) يقول: (كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)".

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين(2).

- قال أبو يعلى الموصلي:
حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا محمد بن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال:
"مرت عائشة بماء لبني عامر يقال له الحوأب فنبحت عليها الكلاب فقالت: ما هذا؟ قالوا: ماء لبني عامر، فقالت: ردوني ردوني سمعت رسول الله (ص) يقول: (كيف بإحداكن إذا نبحت عليها كلاب الحوأب)".

قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح(3).

- قال نعيم بن حماد المروزي بسند صحيح
حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل سمع حذيفة بن اليمان، يقول:
"لو حدّثتكم أنّ أمّكم تغزوكم أتصدقوني؟ قالوا: أو حقّ ذلك؟ قال: حق" (4).

أقول:
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أخبر هذا الخبر عن النبيّ الأعظم لأنّه كما هو معلوم قد خصّه النبيّ ببعض الأسرار والمغيّبات والفتن وهذه إحداها وهي فتنة الملعونة مع جملها وجيشها، ونصّه: (تغزوكم)، نصّ صريح وواضح على أنّها أرادت الحرب والقتال.
وهناك أدلّة ووشواهد عديدة أعرضنا عن ذكرها في إثبات بغضها لسيّدها وسيّد العرب والعجم عليه السّلام لكن في هذه النّصوص والمصادر الكفاية، ولا يوجد مجال للتبجّح بقول السّفهاء أنّها أرادت (الإصلاح)!!

على الهامش:
- روى ابن عبد ربّه الأندلسي، قصّة أم أوفى، قائلاً:
"دخلت أم أوفى العَبْدية على عائشة بعد وَقعة الجمل، فقالت لها: يا أمّ المؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟
قالت: وجبت لها النار.
قالت: فما تقولين في امرأة قَتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً في صعيد واحد؟
قالت: خذوا بيد عدوّة الله"(5).

ــــــــــــــــــــــ

(1) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص129، ح4613.
(2) ابن حبّان، صحيح ابن حبّان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، ج15، ص282، ح6732.
(3) أبو يعلى، المسند، تحقيق حسين سليم أسد، ج8، ص282، ح4868.
(4) نعيم بن حمّاد، الفتن، تحقيق سهيل زكّار، ص45.
(5) أحمد بن عبد ربّه الأندلسي، العِقد الفريد، تحقيق أحمد أمين وآخرون، (بيروت، دار الأندلس، 1416/ 1996)، ج3، ص382.

ولا نقول إلّا:
إنّي أديـنُ بحـبّ آل مـحمّـدٍ ** وبَني الوصيّ شهودِهـم والغُيَّبِ
وأنا البريء من الـزُّبير وطَلحة ** ومِن الّتي نَبحـت كلابُ الحُوّب

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد
والعن عدوّتهم الحميراء النابحة عليها كلاب الحوأب ،،،