|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 01-05-2011 الساعة : 02:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله
تابع
2- الفرق بين الوضع العراقي والوضع البحراني .
حين نتكلم عن استلهام تجربة عراقية قديمة ونجاحها ، لا بد لنا من معرفة الفرق بين الحالتين العراقية والبحرانية ، ولهذا فان استراتيجيات التفكير تخلف وفق المعطيات الحقيقية.
العراق كان محكوما لحكم عسكري من قبل جماعة من القرويين (من قرية نائية غير مذكورة في الخرائط العراقية اسمها العوجة وتمثل اعوجاج طبعها وسليقتها) ، يمثل هؤلاء الناس بقايا الحكم العماني بكل عقده واستهتاره بحقوق الشعوب ، وكان فكرهم مبني على فكرة قومية هلامية يؤمن بها أصحابها أنفسهم . وقد وصل الامر ان سلموا الحكم لفرد واحد فقط ، ولا يمكن أي إصلاح معه ولا يمكنه ان يتفاهم مطلقا ، ومصير أي ناصح أو قائل كلمة حق هو الموت السريع بلا رحمة مع التمثيل والتشفي ، (وقيل انه كان يشرب الدماء حقيقة) . وقد باءت كل محاولات التفاهم معه من قبل السياسيين والمراجع وأدت إلى قتل وتشريد كل الناصحين وكل المتفاهمين ، ولم يكن هناك صاحب قرار يمكنه أن يتفاهم أو يقدم أي إصلاح حقيقي في الوضع العراقي .
وقد جرت تصرفات من قبل صدام قللت الرغبة العالمية في إبقاءه في الحكم ، وقد هدد ما كان يجب أن يحفظه ، وهو امن الخليج ، فأصبح خطرا بدل أن يكون شرطيا ليدفع الخطر ، وحين فقد شرط بقاءه ، وهو تأييد القوى الكبرى له ، دخل في قائمة المرميين في سلة المهملات.
و قد فقد صدام قوته بتعاون شعبي كبير ، وحرب معلنة من قبل الأمريكان له مع حصار شديد ، فرغم تنازلاته المهينة ، فلم يعد يصلح أبدا ، لأنه بقي بلا نظام أصلا ، وفقد الدولة ثم فقد السلطة ، وبقي عبارة عن مجموعة عصابات إجرامية تعمل في النهار ، وتهرب ليلا ، لتحكم البلد ليلا عصابات لم يسيطر عليها صدام.
ثم ان صدام لم يبقِ مخالفا له في الرأي حتى من قبيلته ، فأصبح رئيس العصابة ، يمثل لونا واحدا ، ولا يوجد أي خيارات أخرى .
أما وضع البحرين :
فان أسرة دخيلة على جزيرة البحرين استطاعت ان تحكم الجزيرة منذ سنة منذ 1780م بموافقة أهل الجزيرة ، وتبين ان الحاكم الجديد كان يرى نفسه فاتحا لدولة الكفر بالطاغوت ، وبهذا فان هذه الأسرة تمكنت خلال 230 سنة شمسية وتقريبا 240سنة قمرية من الحكم وامتلاك كل مقدرات الدولة والشعب وأصبحت الجزيرة ملكية خالصة للعائلة ، وهذه الأسرة فيها حوالي 4 آلاف شخص ليسوا كلهم على نفس الطريقة ونفس المستوى من الإجرام ، وهم مختلفون في معالجة الوضع ، ولكن في الغالب ينتصر المتشددون ، لأسباب موضوعية يسهم فيها الشعب البحراني غالبا حيث لا يدعم الشعب الصوت المعتدل داخل الأسرة الحاكمة ، فينتصر المجرم والمتشدد ، بدعوى أن الشعب يشكل خطرا على الأسرة وعلى الحكم السني ، وهؤلاء المتشددون المنتفعون يشغلون آلية الطائفية بإجراءات طائفية ليتحسس منها الشعب فيطالب بحقوقه فتكون المطالب نفسها طائفية ، لأنها ترفض طائفية الحكم. وهكذا دوليك اللعبة السياسية ، فأشخاص لا يعرفون الا الخمر والنساء ولحم الخنزير والطاعة للأجانب بشكل مذل لا يمكن أن يمثلوا طائفة السنة وعلى الأقل المتدينين منهم ، وإنما هم راكبون على الطائفية ، منتفعون بهذه الآلة لتفتيت قوة الشعب ، فالمشكلة هي عدم فهم الموازنة بين المعتدلين والطائفيين البغيضين ،.
ان بعض اسرة آل خليفة ساهمت كثيرا في نشوء الثورات على الحكم (وهذا أمر سري إلى حد ما ولكن المهتمين يعرفون ذلك) لأنهم يعلمون بان مصيرهم اسود جدا في المستقبل نتيجة تصرف الطائفيين ، وهناك سبب آخر لتصرفهم وهو هدف استراتيجي ، حيث أن إحدى الدول الخليجية قررت في السبعين من القرن المنصرم ، ادعاء نصرة آل خليفة في البحرين ضد الروافض ، ولهذا طلبت تغيير الاتجاه السكاني فرحلوا جزء من قبيلة الدواسر باتفاق امني سري ، ليجنسوا في البحرين ، وتبع ذلك حملات تجنيس ، فان هذا كان كمينا لأسرة آل خليفة – كما يعتقد هذا الفريق- من اجل السيطرة عليهم ، بالتفريق بينهم وبين شعبهم من جهة والإتيان بانصار وهميين وهم في الحقيقة جنود مدسوسة داخل المجتمع لتفريغ قوة آل خليفة من السلطة وتحويل البحرين إلى محافظة بالتدريج إلى تلك الدولة ، وقد تنبه القسم الكبير من آل خليفة إلى خطورة هذا المخطط ، واعتبروا ان المتشددين منهم جواسيس لتلك الدولة التي رتبت المخطط .
فالمسألة ان قسما مهما من آل خليفة يشعرون انهم في خطر كما ان الشعب البحراني في خطر من هذه القوة التي تكونت بواسطة الدولة الخليجية ، ولهذا فان كل هذه التسهيلات عبارة عن نوع من الإزاحة التدريجية لنفس قدرة آل خليفة . ومنطق هذا الاتجاه في الأسرة هو ان الشيعة في الجزيرة لم يكونوا أبدا عامل تهديد للحكم ، وإنما كان بعض الحكام وذوي النفوذ هم من يعتدي على الشيعة على مر التاريخ ، فلم نر أي تهديد شيعي للحكم الخليفي ، بل كان الشيعة هم من ثبت حكم آل خليفة بعد الاستقلال ، بالاستفتاء تحت الإدارة الأممية ، وهم من رفض الانتماء غير العربي ، وكان بإمكانهم ذلك، ولم يخذل الشعب الشيعي الحكم السني رغم سلبياته على مر السنين.
بينما الخطر الحقيقي هو من نفس تلك الجهة التي صدرت إلى البحرين عشائر موالية كليا لذلك الحكم ، الذي أهدى هذه الأسر بجنسيات مزدوجة او متعددة ، بل انهم أنفسهم سجلوا في عدة دول حتى تضاعفت نفوس المنطقة بالكذب والدجل ، فإن بعض الدواسر وغيرهم، يملكون خمس جنسيات وولائهم الوحيد لمن أرسلهم ,.فهذا هو تفكير بعض آل خليفة من العقلاء الذين يعرفون نوع المخاطر على بلادهم ، وهم يرون ان كل هذا مفتعل من طرف خفي من اجل تغيير الوضع وجعل البحرين خاضعا للغير وسلب الإرادة الوطنية ونشر الظلم في البلد باسم آل خليفة.
لكن نحن نعلم ان هذه الجهة من الأسرة الحاكمة مبعدون عن الحكم ، لتوجهاتهم الصحيحة في استقرار البلد ولرؤيتهم المستقلة عن بعض الدول التي تريد جرهم إلى الأخطاء.
اما المجرمون الذين يقفون خلف الأحداث ويظهرون ان القضية يقوم بها كل الحكم ، فهم في الحقيقة قد وصل بهم الامر ان وضعوا الملك وولي عهده في الإقامة الجبرية والإتيان بهم للتصوير ، وتواجدهم في مشاريع بعضها لتجريد البحرين من كل استقلال له ، بل ان بعضها يحرم الملك من القرار أصلا كما حدث في الاتفاقات المتأخرة ، وهذا يدل على ان وجوده ديكور فقط والا فهو أقل من ان يكون ملكا يحكم على نفسه بالسقوط وتفريغ سلطاته وهذا غير معقول من ملك يدرك وضعه جيدا ، فالصورة واضحة صورة انقلاب .
فالصورة الحقيقية للقيادة في البحرين هي ان هناك حكاما سريين يجب لا يخطئ الشعب تشخيصهم حتى لا يصوبوا نحو الهدف الخطأ ، وهناك من يمكن التعاون معه من آل خليفة لتحسين الأمور ، وهذا الوضع لم يكن متوفرا في العراق ، ولهذا فان المسار الذي سار عليه الشيخ عيسى قاسم حفظه الله والشيخ علي السلمان مسار من يدرك الحقائق ويفهم ما يجري ، وهم لا يخطئون معرفة من هو العدو؟ ومن هو الصديق ؟ لهذا طلب المراجع السير خلف العلماء الإعلام حفظهم الله ولا يقصدون الا أمثال هؤلاء وأما من يتاجر ويريد ان يركب الموجة فليس للمرجعة شأن بهم. .
والخلاصة: أن الفارق بين الوضع في العراق والوضع في البحرين أن العراق كانت رؤيته واحدة بينما الوضع في البحرين له رؤى متعددة يمكن التفاوض معها .
وللحديث بقية .....>
|
|
|
|
|