|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 10-06-2011 الساعة : 01:13 PM
إن أدنى مطالعة لمجمل آراء وتوجهات كتابات كبار المحللين الأميركيين والبـريطانيين على وجه الخصوص تظهر مقدار الأهمية الاستراتيجية التي يوليها هؤلاء الكتاب لمواقف الإمام السيستاني المرجعية في الساحة العراقية.
إنهم يعتقدون أن الإمام هو المسؤول عن مجمل النشاط السياسي القائم على رفض الاحتلال والمطالبة بخروج القوات المحتلة من أرض العراق وإنشاء مجلس وطني منتخب من قبل الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي ويعتقد كذلك بضرورة إجراء انتخابات مليونية حقيقية بإشراف دولي يستطيع العراقيون أن يعبـروا فيها ومن خلالها عن أهدافهم الوطنية وأمانيهم في التحول من الاستبداد إلى الديمقراطية ومن لا شرعية السلطة البائدة إلى شرعية الدستور المكتوب بالأيدي العراقية والقائم على شرعية الأمة وممثليها المؤهلين إلى كتابته وبلغته الدستورية التي لا تسقط حقاً من حقوق الشعب العراقي ولن تقيم أود باطل ما دام نبض الأمة لا يزال مستمراً بدفق أكبـر تؤصله في ذلك تضحيات أبناء العراق وتاريخ طويل من الكفاح والمقابـر الجماعية وقتال الشرفاء.
ويعتقدون كذلك أن الإمام لديه سلطة أكبر من سلطات الإدارة المدنية الأميركية وسلطات الصيغ السياسية التي تشكلت بعيد انهيار النظام في 9/4. وأنّ تلك السلطة المرجعية قادرة على الضغط وبقوة من أجل تحقيق مطالب الناس وينصح عدد من الكتاب البـريطانيين إلى عزل مرجعية الإمام السيستاني عن محيط الجماهير المسلمة في العراق.
لأن السيستاني لا يطالب بدولة ليبـرالية يحدد شروطها وسقف خصائصها حاكم مدني واتجاهات وألوان سياسية باهتة في مجلس الحكم ومستشارون غرباء لا علاقة لهم بالشعب العراقي وخصوصياته الفكرية والعقائدية والثقافية والروحية بل يطالب بدولة تكون منسجمة مع واقع الناس ووقائع الحياة العراقية وتنهي مسرحية تحويل العراق إلى (علف لحروب قذرة) قادتها السلطات السابقة داخل العراق وخارجه لغرض تحقيق أهداف بعيدة كل البعد عن مصالح العراقيين وأمانيهم في الحياة الحرة الكريمة.
إن المتابع لمجمل كتابات السياسيين في الغرب والولايات المتحدة الأميركية يلحظ الأهمية التي يولونها هم وعدد كبير من مراكز الدراسات الاستراتيجية للإمام ومرجعيته ويسبغون أوصافاً وتعريفات غاية في الدقة وفي أحيان كثيرة بعيدة عن الواقع على حركته ومديات تأثير مرجعيته في وقائع الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد لكن يجب أن ننتبه (وهذا ما سيلاحظه القراء في الكتاب) إلى أن بعض الكتاب الغربيين يحاولون تحميل الإمام ما لا تحتمله حركته السياسية والروحية وبالتالي الإيحاء وكأن الإمام هو المسؤول عن تفاقم الأزمة وليس استمرار الاحتلال وما يولده يومياً من انعكاسات حقيقية على الشارع والمؤسسات وحتى يوميات العراقيين.
إن الخبث في الخطاب الإعلامي والسياسي لعدد من الكتاب الغربيين واضح هنا وضوح الشمس هدفه إفساد الحياة السياسية العراقية وتأليب الأجواء ضد المرجع وموقع النجف من الأزمة العراقية ومحاولة إبعاد المرجعية الدينية ودورها الأبوي عن الدخول في صلب القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي المقدمة القضية الكبـرى المتمثلة في العمل على إنهاء الاحتلال وخروج القوات الأميركية وإقامة الحكومة العراقية عبـر الانتخابات الديمقراطية وبإشراف الأمم المتحدة.
إن هذا الكتاب أخذ على عاتقه تتبع أهم الأدوار السياسية التي تقوم بها مرجعية الإمام السيستاني وتؤديها بمهارة وقدرة فائقة في أجواء عراقية حرجة وفي ظل وجود أساليب ومحاولات تستهدف اغتيال البلاد وتصفية كل العناصر الفاعلة والحيوية والمؤثرة وإسقاط العراق كوطن وموقع ودور وحاضرة في أتون المواجهات العرقية والقومية والفتن والحروب الأهلية وجره إليها جراً رغم أن تلك المحاولات فشلت في تحقيق أهدافها بفعل مواقف وعمل المرجعيات الوطنية في البلاد وفي مقدمتها الإمام السيستاني دام ظله.
كما أن هذا الكتاب سيناقش نصوص كبار الكتاب والسياسيين الغربيين والأميركيين التي سلطت الضوء وبتباين واضح على مرجعية الإمام وهدفنا في ذلك إدراك موقع المرجع في الحركة السياسية الغربية وأهميته المتزايدة في صناعة القرار العراقي والأهم من كل ذلك إدراك أن الإمام يمثل (رأس الشاقول) في كل الذي يجري، بكل ما تختزنه تلك المفردة من اعتدال ووسطية وعقل كبير ودراية وخبـرة طويلة في التعامل مع الأوضاع العراقية الحالية.
إن الكتاب سيركز أيضاً على الجهود السياسية الوطنية التي يؤديها ويقوم الإمام بها في إطار تسريع خطوات نقل الحاكمية والسلطة للشعب العراقي وتعتبـر تلك المهمة ـ هي المهمة الأولى للمرجع الكبير وفي هذا الإطار سيؤكد الكتاب على النفوذ الواسع للإمام في مجال الحركة الاستقلالية العراقية بما يقدم به نفسه كل يوم وما يحظى به من احترام وتقدير عاليين من قبل الفريق السياسي العراقي في مجلس الحكم والقوى السياسية الأخرى خارجه وفي المحيط العربي والإسلامي والدولي.
أن الكتاب سيلاحق وجهات نظر الإمام السيستاني السياسية المتعلقة بأحوال العراق الحالية وكيفية رؤية العراق المستقل. أنها أول إطلالة من زاوية النظر لتطلعات مرجع كبير كالإمام السيستاني على العراق الدستوري ـ الديمقراطي ـ التعددي وعلى العراق الذي ينوء بحمولات ثقيلة في الراهن وتحديات جسام في المستقبل.
الأدوار التوفيقية والفتاوى التلفيقية
يحاول البعض التشكيك بالأدوار الوطنية والإسلامية التي تنهض بها مرجعية الإمام فيضعها في الخانة الشيعية تارة والفارسية تارة أخرى ويجتزأ البعض الآخر من (معاني) و(دلالات) مواقف و(فتاوى) الإمام ليلبسها ثوب الفتنة التي يريد سعياً لتشكيل مواقف وقرارات من شأنها أن تحدث ارتباكاً واضحاً وفاضحاً في الصف الوطني العراقي.
ومن جملة المواقف و(الفتاوى) التي لعب ولا يزال هذا البعض (لأسباب طائفية محضة) على منوالها وإيقاعها موقف الإمام من وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. ولأن هذا البعض يستهدف الإساءة للإمام ولموقع المرجعية الدينية ومنزلتها الاجتماعية والسياسية في العراق والعالم الإسلامي فقد حاول الطعن بموقف الإمام الواضح من هذا الوجود في البلاد. تارة عبر القول بأن الإمام ليس لديه فتاوى واضحة إزاء ضرورة القيام بجميع الأساليب لطرد القوات الأمريكية والمتحالفة معها من العراق وتارة يتذرع بعدم وجود موقف أساسي من مجمل الأفعال العسكرية ـ الميدانية التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.
|
|
|
|
|