|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 5808
|
الإنتساب : Jun 2007
|
المشاركات : 949
|
بمعدل : 0.15 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
basheer1957
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 26-06-2007 الساعة : 06:51 PM
جواب سماحة الشيخ هادي العسكري :
نحن نحيلك الى التاريخ ومطالعة حياتها ، وبين يديك جميع المصادر والكتب والسجلات بأجمعها ، افحص وفتّش عن مجموع ايامها قبل زواجها ، وفي مدة عيشها في بيت زوجها ، سيدة كانت في غُرّة ايام الشباب وغضارتها ، وزهرة مستقبل الحياة ونضارتها ، لم يتجاوز من عمرها الشريف عقدان من الزمن ، هل اعتلت أو ابتليت ؟ هل اشتكت من ألم أو اشتكت من سقم ؟ هل كانت مريضة أم كانت عليلة ؟ هل كانت في تلك الايام سكتات قلبية أو امراض خبيثة ؟ هل دهمتها عوارض طبيعية ؟ فما كانت علة وفاتها وغروب شمس حقيقتها وافول بدر وجنتها ؟ وما هو السبب في موتها ؟ فإن لم تجد شيئاً سأل زوجها وابن عمها القريب اليها ، واسمع بما يجيبك عنها وهو يخاطب اباها بعد دفنها ومفارقتها ، وهو العليم الخبير بما جرى عليها ، وما آذاها ، والصادق في ما يقول عنها ، ولا يبالغ في ما يدعي لها وعليها ، يقول عليه السلام : وستنبئك ابنتك بتضافر اُمّتك على هضمها، فاحفها السؤال واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر . نعم تضافر الاُمّة على ظلمها ، ولا يعني غصب الخلافة فانه ظلم لزوجها وليس مباشرة لها .
وان كنت في شك من هذا فاسأل البعيد عنها والموالي لاعدائها ، والمنحاز الى الغاصبين لحقها ، والقابل التابع للغاصب لحقها وخلافة ابيها ، وهو من اكابر اعلام المخالفين لها ولزوجها ، يقول ابن أبي الحديد في شرح النهج : 14 ـ /193 في قصة خروج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله الى المدينة ومتابعة الكفار لطلبها ، فأدركها هبار بن الاسود فروّعها وكانت حاملاً فطرحت ما في بطنها ، فلذلك اباح رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة دم هبار ، يقول ابن أبي الحديد قرأت هذا الخبر على النقيب أبو جعفر ، فقال : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله أباح دم هبار لأنه روّع زينب فالقت ما في بطنها ، فظهر الحال انه لو كان حياً لأباح دم من روّع فاطمة حتى القت ذا بطنها . فقلت : اروي عنك ان فاطمة رُوّعت فالقت المحسن ، فقال : لا تروه عني ولا تروي بطلانه . يا سبحان الله ! جرى الحق على لسانه ومنعه شيطانه عن نشره وروايته ، أو خاف واتقى من سلطان وقته وزمانه ومن مشاغبي افراد نحلته واتباعه فالله اعلم به وهو يحاسبه في يوم لقائه.
ثم دع هذا وأخبرني عن دفنها وعرفني قبرها ، وشخّص لي مدفنها كريمة وحيدة باقية لسيد الرسل طه ، ومنها انتشرت ذريته وهي أم ابيها وكم اوصى بها وهي التي قال صلى الله عليه وآله الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، وقال فيها : آذاني من آذاها ، والله يقول في كتابه سورة الاحزاب 57 : ( ان الذين يؤذّون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذاباً مهيناً ) ، توفّت وهي غضبى عليهما كما ذكره البخاري في صحيحه ، اوضح لي لمإذا دفنت سراً ؟ لمإذا دفنت ليلاً ؟ لمإذا لم يحضرا ليشيعها ؟ فلمإذا اُخفي حتى قبرها عنهما ؟ تلك آيات لاُولى النهى ، وتذكرة وتبصرة لم تذكر أو يخشى ، وقطع لعذر واعتذار لكل متجاهل اعمى أو من تعامى ، والله بالمرصاد لمن انكر شهادتها أو شكك فيها ، فزاد عليهما في ظلمهما وآذاها .
تذاكر قوم عن حرف يدور عليه رحى الكلمات ويستعمل اكثر من سائر الحروف في المكلمات فاتفقوا انها حرف الألف فقام امير المؤمنين علي عليه السلام فارتجل خطبة خالية عنها وفي يوم من الايام أيضاًارتجل خطبة اخرى خالية عن حروف المعجمة وكلا الخطبتين تجدهما مع مصادرها في كتاب ( نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ) الجزء الاول منه للعالم العلامة المعاصر الشيخ المحمودي .
وهذا من منفردات علي عليه السلام ومختصاته ؛ فلم يذكر التاريخ له شبيهاً ونظيراً ولا مثيل في ما سبقه ولا لحقه احد ، ان يأتي ارتجالاً من دون سابقه تأمل ولا ترو من اتى بها ، وهناك حكاية يحكى ان معاوية كتب اليه هذه العبارة وقصد بها غليان قدره بمقدار علو قدره فكتب عليه السلام واجابه بهذه العبارة ، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً ، وهذه توضيحها : غَركّ عِزكَ فَصارَ قُصار ذُلِكَ ذَلّكَ فَاخشَ فاحِشِ فِعلِكَ فَعّلَكَ تَهدِي بِهُدى .
المصدر السابق
|
|
|
|
|