[حالم في الخريف]

ايها الحوثي الثائر.... سلام الله تعالى عليك
اسمح لي اولا ان انحني اجلالا واكبارا لشجاعة الحوثيين وبسالتهم وصمودهم في مواجهة الهجمة الوحشية التكفيرية السعودية الدائرة في فلك اميركا شأنها شأن نظام صالح المتهرئ المتعفن... انا والله اجل واكبر هذا الوعي الذي لديكم بحقيقة الصراع الذي يقوده الاستكبار العالمي برأسه الاميركي ضد مواطن القوة والاقتدار الحقيقة في عالمنا الاسلامي..
ايها الثائر المبجل..
ان التصادم ضد قوى الاستكبار واذنابها سواء كان دفاعيا ام هجوميا يتطلب استعدادات ذاتية وموضوعية فكما يتطلب فهما ودراية بقوى النفس وما يحيط بالمكون المتعرض للتصادم من ظروف خارجية وبيئية وكذلك استعدادا عقائديا رصينا فأنه يتطلب كذلك دعما لوجستيا ورؤية استراتيجية ناجحة عالمية شمولية تستقرئ الاحداث وتستبق النتائج لتجمع اكبر قدر من الخيارات على ساحة المواجهة المفتوحة..
ولو اخذنا حزب الله مثالا حيا فأننا سوف نجده على رأس الهرم في المخطط البياني لأمثلة القوة الناجحة على مدى التأريخ الاسلامي.. فحزب الله بنى نفسه بناءا ذاتيا رصينا بمباركة وتسديد ودعم ومباشرة واشراف من قيادة الجمهورية الاسلامية في ايران وعلى رأسها الامام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه حتى اذا استقام قوة وطنية في الجسد اللبناني وفرض نفسه كمكون رئيسي في حياة لبنان ومصيرها راح يستقدم كل رؤى ووسائل النجاح التي تحققها الجمهورية الاسلامية في صراعها ضد قوى الاستكبار العالمية فراح يعلن من غير خوف ولا وجل ان اسباب قوته التي خرجت من الاطار المحلي الضيق وعبر حدود الاقليمية الشرق اوسطية الى ان اصبح قوة عالمية احدثت هزة عنيفة في الاوساط العسكرية الحديثة عندما خاض الحزب معركة الشرف الكبرى في تموز عام 2006 ضد جيش الكيان الاسرائيلي فألحق الحزب اقسى خسائر عرفها الجيش الصهيوني الذي يعد ثاني اقوى تكنولوجيا في العالم بتفاصيل قد يضيق المجال لذكرها الان وقد صرح العدو الصهيوني بذاته عن مدى حجم الخسارة في حرب تموز عام 2006..مصدرها ارتباطه الوثيق بأيران.. ولم يخف حزب الله ان اسباب قوته وانتصاراته هو ايمانه العميق بالمشروع الاسلامي الذي تقوده الجمهورية الاسلامية في ايران وان ارتباطه بالقيادة الاسلامية فيها هو ارتباط عقائدي ايديولوجي مصيري بالاضافة الى الارتباط اللوجستي والاعلامي والمادي والعسكري.
وهنا اسمح لي بالقول ان القوة التي تنشدون هي بين ايديكم ولم تكن في يوم من الايام بعيدة عنكم انها تنبع من داخلكم كل ماعليكم فعله هو تقوى الله ونظم امركم كما يقول امير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام ثم استيراد النجاح الخارق لقوانين الاستكبار العالمي الذي حققه حزب الله المظفر .. فأذا اردتم النجاح الحقيقي والنصر المؤزر فأمامكم تجربة نجاح فريدة من نوعها في التأريخ الاسلامي تختلف اختلافا جذريا عن كل الابواب التي قد تطرقونها المرتبطة بهذه الجهة او تلك او بتلك المرجعية او غيرها مع احترامنا وتقديرنا لكل التوجهات والمرجعيات الشيعية غير ان النجاح الحقيقي والفاعل والذي له لون وطعم وكتلة وكيان وواقع هو الذي عليه حزب الله المعروف بتوجهاته وارتباطاته..
اخي الثائر الحوثي ..
انما انا ناصح لكم اؤمن بالواقع والارقام والحقائق ولا ارى ان العواطف والخيالات والتصورات والتقديسات الذاتية الغيرموضوعية والمشاعر الانفعالية قد تصنع مصير شعب في يوم من الايام انما يصنع مصائر الشعوب هي الحقائق وابجديات الواقع ليس الا ..
فعليكم بحزب الله انموذجا و اسوة فاهرعوا اليه فأنتم اولى بهكذا تجربة من حركة حماس والجهاد الاسلامي اذ يجمعكم مع الحزب اسم علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه واسماء بنيه المنتجبين روحي فداهم اجمعين.. ودعوا عنكم باقي الابواب التي قد اغلقت منذ زمن بعيد على التنظير والتطبير ولا اعتبار لديها لبناء المجتمع ماديا ومدنيا وحضاريا ولا قيمة لديها لبناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني المتحضر..
وتحية ملؤها التقدير والود للأبطال الحوثيين سدد الله خطاهم بحق محمد وأله الطيبين الطاهرين المعصومين..
وتحية لك اخي الثائر الحوثي وسلام من الله ورحمة وبركات