عضو برونزي
|
رقم العضوية : 42302
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 484
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحسين مصباح الهدى
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-07-2011 الساعة : 01:02 PM
الطائفة الأولى والثانية
وهي التي تنقل كلمات الأئمة عليهم السلام في تحديد هذا المولود المبارك، وأنه ابن العسكري. والروايات في هذا الشأن كثيرة جداً جداً، وكثير من هذه الروايات اكتفت بالإشارة إلى صفات الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه بأنّ له غيبة, والناس يتحيرون فيه من طفولته.
نحن نأخذ من تلك الروايات التي تحدد بأنه ابن الإمام العسكري (ع) لنؤكد كذب مدّعاهم, وما قاله إحسان إلهي ظهير وابن تيمية بأن الحسن العسكري (ع) توفي وهو عقيم.
هذا كذب وافتراء، فالروايات كثيرة جداً, وسنذكر منها بعض ما يشير إلى أنه ابن الإمام العسكري (ع) وأنه الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام.
وللاختصار نذكر بعضاً منها فهذا المقدار يكفينا لإثبات التواتر, كما سيتضح في نهاية الكلام إن شاء الله.
الشيخ الصدوق في إكمال الدين وإتمام النعمة: " أنّ الإمام الحسن المجتبى (ع) بعدما اضطر إلى مهادنة ابن هند _ معاوية _ قال: "إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره..". (1)
الأول الإمام علي (ع) والثاني الإمام الحسن(ع) والثالث الإمام الحسين(ع) والتاسع من ولده الإمام المنتظر(ع).
وعبارة الإمام المنتظر(ع) لتحديد وصف التاسع، وهذا يعني أنه قد ولد, لأن الثامن وهو الإمام الحسن العسكري(ع) هو وآباؤه الطيبون في الجنة فيكون الإمام المنتظر (ع) التاسع.
وكذلك بسند معتبر في إكمال الدين وإتمام النعمة, قال الحسين بن علي (ع): " في التاسع من ولدي سنّة من يوسف سلام الله عليه". (2)
وفي رواية أخرى قال: " قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي _ تحديد بالتاسع _ وهو صاحب الغيبة ". (3)
وكذلك عن سيد الشهداء (ع) قال: " منّا اثنا عشر مهدياً أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحق يحيي الله به الأرض بعد موتها, ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون, له غيبة يرتد فيها أقوام, ويثبت على الدين فيها آخرون ", فيؤذون ويقال لهم : } مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ {, أما إن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله". (4)
وهناك روايات أخرى عن سائر الأئمة عليهم السلام, نكتفي بالإشارة إلى بعض منها فقط.
عن علي بن الحسين زين العابدين (ع) قال : "القائم منّا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا: لم يولد بعد.
وكأنّ الإمام يدري سيأتي إحسان إلهي ظهير وينكر ولادته, حتى يقولوا: لم يولد بعد. ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة". (5)
وعن الإمام الباقر (ع) :
قال الصدوق في إكمال الدين وإتمام النعمة بسنده عن أم هانئ الثقفية وهي امرأة شريفة معروفة في ذلك الوقت.
قالت أم هانئ: قلت : يا سيدي ما معنى قول الله عز وجل }فَلا اُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ{ (6) قال: "نعم المسألة سألتيني يا أم هانئ، هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة, تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام, ويهتدي فيها أقوام, فيا طوبى لك إن أدركتيه, ويا طوبى لمن أدركه". (7)
وعن الإمام الصادق (ع) روايات كثيرة بهذا المعنى.
منها: معتبرة صفوان بن مهران عن الصادق (ع) أنه قال: "من أقرّ بجميع الأئمة عليهم السلام وجحد المهدي (ع) كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمداً صلى الله عليه وآله نبوّته. فقيل له: يا بن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته". (8)
رواية أخرى بسند ابن محمد الحميري في حديث طويل يقول فيه: قلت للصادق (ع): يا ابن سول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحّة كونها. فأخبرني بمن تقع؟ فقال (ع): "إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي, وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان وخليفة الرحمن. والله لو بقى في غيبته ما بقى نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ". (9)
هكذا كان الأئمّة عليهم السلام يعلمون بتعليم الله تبارك وتعالى.
قال الصادق (ع) : "إن الله تعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا, فقيل له: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين, آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال ويطهر الأرض من كل جور وظلم ". (10)
ورواية عن الإمام الكاظم (ع) قال : "إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنّكم أحد عنها.
يا بنيّ إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به. إنّما هي محنة من الله عز وجل امتحن الله بها خلقه, ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحّ من هذا لاتبعوه".
فقلت: يا سيدي ومن الخامس من ولد السابع؟
فقال: " يا بنيّ عقولكم تضعف عن ذلك, وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه". (11)
وهناك رواية في إكمال الدين وإتمام النعمة أيضاً عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:
سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى (ع) قصيدتي التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات
يميّز فينا كل حقّ وباطل ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا (ع) بكاءً شديداً, ثم رفع رأسه إليّ فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين, فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم؟ فقلت : لا، يا مولاي إلاّ أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملؤها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني, وبعد محمد ابنه علي, وبعد علي ابنه الحسن, وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته, المطاع في ظهوره, لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً. وأما "متى" فإخبار عن الوقت, فقد حدّثني أبي, عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال صلى الله عليه وآله: مثله مثل الساعة التي لا يجليها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتة. (12)
وهناك روايات عديدة عن الإمام الرضا (ع) بهذا المعنى. (13) وعن الإمام الجواد (ع) ذكر الشيخ الصدوق في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة: حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي الحسني قال: دخلت على سيدي محمد بن علي الجواد (ع) وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره, فابتدأني فقال لي: يا أبا القاسم _ عبد العظيم الحسني كان يكنّى بأبي القاسم _ إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره, وهو الثالث من ولدي, والذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصّنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً, وإن الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (ع) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي.
ثم قال (ع) : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج. (14)
وهناك روايات أخرى عن الإمام الجواد (ع) والإمام العسكري (ع). مؤدّاها واحد, فقد جاء في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة بسنده إلى محمد بن عثمان العمري (رض) يقول: سمعت أبي يقول:
سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: "إنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه إلى يوم القيامة, وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية", فقال (ع): "إنّ هذا حق كما أن النهار حق _ يعني كان الوقت نهاراً, فقال كما أن النهار هذا موجود فهو كذلك _ فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي, من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية. أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون, ويهلك فيها المبطلون, ويكذب فيها الوقّاتون, ثم يخرج, فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة". (15)
وهنالك روايات كثيرة عن أمير المؤمنين (ع)وعن كل واحد من ولده الأئمّة الأطهار عليهم السلام, وهذه الروايات الصريحة التي ذكرناها هي بعض منها.
الهوامش:
--------------------------------------------------------------------------------
(1) إكمال الدين وإتمام النعمة : 315 الحديث 2.
(2) إكمال الدين وإتمام النعمة : 316 الحديث 1.
(3) إكمال الدين وإتمام النعمة : 317 الحديث 2.
(4) إكمال الدين وإتمام النعمة : 323 الحديث 6.
(5) إكمال الدين وإتمام النعمة : 330 الحديث 14.
(6) التكوير : 15 ـ 16.
(7) إكمال الدين وإتمام النعمة : 330 الحديث 14.
(8) إكمال الدين وإتمام النعمة : 333 الحديث 1و : 338 الحديث 1و : 338.
(9) إكمال الدين وإتمام النعمة : 33.
(10) إكمال الدين وإتمام النعمة : 335 الحديث 7.
(11) مسائل علي بن جعفر : 325 الحديث 810, الإمامة والتبصرة: 113 الحديث 100, الكافي : 1/336 الحديث 2, علل الشرائع : 1/244 الحديث 4, إكمال الدين وإتمام النعمة : 360 الحديث 1, دلائل الإمامة للطبري: 534 الحديث 516, كتاب الغيبة للطوسي : 377 الحديث 284.
(12) إكمال الدين وإتمام النعمة : 372 الحديث 6.
(13) راجع : إكمال الدين وإتمام النعمة: 369 الباب 35 ما روي عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام.
(14) إكمال الدين وإتمام النعمة : 377 الحديث 1.
(15) إكمال الدين وإتمام النعمة : 409 الحديث 9.
|