بسم الله الرحمن الرحيم
-حقيقة طلب الحسين(ع) ان يضع يده بيد يزيد.3
نقل الطبري في تاريخه رسالة من عمر بن سعد الى عبيد الله ومنها(..هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى أو أن نسيره إلى أي ثغر من ثغور المسلمين شئنا فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم أو أن يأتي يزيد أمير المؤمنين فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه..)
وهذا القول باطل وربما يكون من وضع عمر بن سعد لكي يتملص من قتال الحسين(ع) ان صحت الروية الية والا فإن المتابع لحركة الامام وتصميمه على الشهادة يذعن بكذب هذا القول عليه , واراد الله سبحانه ان يظهر الحقيقة على لسان عقبة بن سمعان مولى الرباب زوجة الحسين(ع) الذي نجى من المعركة قال كما في تاريخ الطبري: (عن عقبة ابن سمعان قال صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى العراق ولم أفارقه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلا وقد سمعتها ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا أن يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال دعوني فلا ذهب في هذه الأرض العريضة حتى ننظر ما يصير أمر الناس..)
وقال سبط بن الجوزي في التذكرة بعد ذكر هذه الاكذوبة( ولا يصح ذلك عنه ..)ثم يستشهد برواية عقبة بن سمعان.
4-القول بخطأ الحسين بثورة او الائمة بعدم الثورة
هناك من يحاول الطعن بعصمة الائمة (ع) وذلك باختلاف المواقف اتجاه الحكومة الفاسدة والحاكم المستبد ويقولون لوكانت ثورة الحسين(ع) صحيحة فهذا يعني خطأ الائمة الباقين(ع) بعدم الثورة او العكس.
وفي صدد الجواب على ذلك نقول:
ان هذا الاشكال يدل على بساطة المستشكل او علمه بالحق ومجانبته وذلك كون القياس مع الفارق باطل والأئمة (ع) اختلفت مواقفتهم باختلاف الظروف فهم (ع) كالطبيب الذي يعطي كل مرض علاجه الخاص به.
ولذا نرى نفس الحسين(ع) الثائر لم يقم بثورتة لعدة سنين وحينما تغيرت الظروف قام بها, وهذا لا يعني انه اخطأ في احد الموقفين بل انه عالج كل وقت بما يلائمه, تماما كجده المصطفى(ص) فهو يرى تعذيب اصحابه وقتلهم ولم يقم بثورة مسلحة ولكن بعد عدة سنين حمل السلاح .
هناك عدة قضايا ممكن ان يصل اليها الباحث ونحن نختصر ذلك على قضية واحدة من تلك القضايا وهي ان هناك امر مهم وجوهري في الشريعة الاسلامية وهو ان هناك اتجاه ينادي باماتة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واطاعة الحاكم وان كان فاسقا وهذا فيه هدما للشريعة فلابد ان يبين اهل البيت الحقيقة فكان الحسين(ع) هو المبين لهذه الحقيقة واوضح بطلانها بتضحيته وبعد ان اثبت الحسين(ع) ذلك بقي الامر يدور على مدار الظروف هل هي مؤهلة للثورة ام لا .
فبعد الحسين(ع) كان دور الامام السجاد يختلف فلو ثار وقتل-كون الانصار قلة- لم تكن لثورته اهمية ومأساة الطف وفاجعة الحسين(ع) لا زالت طرية , فكان له دور اخر مهم وهو جلب الامة للالتفاف حول اهل البيت وتوضيح منزلتهم واستثمار مأساة كربلاء في ذلك , وقد سلك طريق الدعاء وبث تعاليم اهل البيت عن طريق الدعاء وترك لنا الصحيفة السجادية التي سميت بزبور ال محمد(ص) لما فيها من علوم ومعارف .
وقد ادى الامام ما عليه وكان قطب الرحى تدور من حوله قلوب المسلمين وتهفو اليه النفوس ولعل حادثة هشام بن عبد الملك حينما لم يستطع الوصول الى الحجر الاسود وانفرج المسلمون لزين العابدين(ع) ومحاولة هشام انكار معرفة الامام وكان الفرزدق حاضر فانشد ميميتة والتي مطلعها هذا الذي تعرف البطحاء وطئته , هذا خير دليل على نجاح الامام بمهمته.
ومع ذلك كان الامام يدعم الثورات كدعمه لثورة المختار في زمانه
ثم جاء دور الامامين الباقر والصادق(ع) وكان الظرف انذاك مختلف فنهاية دولة بني امية وبداية دولة العباسيين وخروج بعض الافكار الالحادية فاستغل الامامامين هذا الظرف بعد تمهيد الامام السجاد لهم جذب قلوب الناس ومحبتهم فشرعوا بفتح علوم اهل البيت ونشروا تعاليم الاسلام الحقيقية الغير محرفة .
وهكذا باق الائمة (ع) لكل واحد منهم دوره بما يتلائم والظروف المحيطة به.
والحمد لله رب العالمين
طلبني من الاخوة ان يثرو البحث بما عندهم من علم