المشكلة عند اهل السنة هي تصحيح ما كان لا ما ينبغي ان يكون فبما ان الخلافة كانت لابي بكر اولا فهو الافضل رغم اقرار عمر انها فلتة وقى الله المسلمين شرها كما في صحيح البخاري وهكذا عمر ثم عثمان ثم علي(ع) وتصحيحهم لما كان خوفا من الطعن في الصحابة لعدم مبايعة الاولى بالخلافة والذي يسبب فقدان حلقة بيننا وبين النبي(ص) فلم يتم الوثوق بما نُقل عنه(ص)بيد اننا نرى ان الله قد اعد لهذا الدين حملة وامر الناس بالرجوع اليهم وهم اهل البيت وقد وضح القران الكريم والسنة الشريفة ذلك باية التطهير والمودة وحديث الثقلين والسفينة وغير ذلك من النصوص, وبهذا ينبغي ان نضع كل صحابي بمنزلته فلا خوفا على الشريعة وقد اعد الله سبحانه بعد نبيه(ص) اهل البيت لهذه المهمة.
ونحن نذكر هنا بعض النصوص وباختصار والتي تفضله على غيره:
1- الاصطفاء: لو تأملنا القران الكريم لوجدنا ان النبوة مصطفاة لبيت ابراهيم فإبراهيم واسحاق واسماعيل ولاحفاده يعقوب ويوسف وكذا موسى واخوه هارون وداود وابنه سليمان(ع) وهكذا وقد وضح القران الكريم هذا الاصطفاء بقوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين .ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم 33- 34 ال عمران
وفي صحيح مسلم: (رسول الله(ص) يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم).
وفي المعجم الكبير للطبراني في حديث رجاله ثقاة عن النبي(ص) لفاطمة(ع)(... اما ترضين يا فاطمة ان الله عز وجل اختار من اهل الارض رجلين احدهما ابوك والاخر زوجك).
قد بين النبي(ص) ان بني هاشم هم المصطفين من بين بطون قريس والنبي(ص)وعلي (ع) من بني هاشم خلافا للخلفاء الثلاث الذين فضلوهم,وقد بين الحديث الثاني اختيار علي(ع) بعد النبي(ص) وبسند رجاله ثقاة.
2- حديث الطائر المشوي:
في المستدرك: (عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كنت أخدم رسول الله (ص)فقدم لرسول الله (ص) فرخ مشوي فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير قال فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي رضي الله عنه فقلت ان رسول الله (ص)على حاجة ثم جاء فقلت ان رسول الله(ص) على حاجة ثم جاء فقال رسول الله(س) افتح فدخل فقال رسول الله(ص) ما حبسك علي؟
فقال إن هذه آخر ثلاث كرات يردني انس يزعم انك على حاجة فقال ما حملك على ما صنعت فقلت يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي فقال رسول الله(ص) ان الرجل قد يحب قومه . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ولما لهذا الحديث من اهمية نتوسع فيه قليلا : حديث الطائر جاء باسانيد كثيرة جدا وحتى اذا كانت طرقه ضعيفة فلكثرتها يرتفع الى الصحة اما اذا كان فيه سند صحيح فيكفي للاستلال به فكيف وانا نرى اكثر من سبعة طرق للحديث صحيحة ؟!!.
وروي عن اثني عشر صحابيا ومن التابعين الكثير : قال الحاكم: هذا الحديث على شرط البخاري ومسلم، وقد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً.
ولكثرة طرقه الف بعض علماء السنة كتبا خاصة به وهم
الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ , ابن عقدة ,الحاكم النيسابوري ,ابن مردويه ,أبو نعيم ,أبو طاهر ابن حمدان , الذهبي وقال: في تذكرة الحفاظ ج3: " واما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا قد افردتها في مصنف ومجموعها يوجب ان يكون الحديث له أصل ".
وبهذا يكون علي(ع) احب الخلق الى الله عدى النبي(ص) فهو الداعي لغيره واذا كان احب الخلق الى الله يكون احب الخلق الى رسوله(ص) وقد جاء ما يبين هذا ايضا :
فقد أخرج التّرمذيّ بسنده عن بن بريدة عن أبيه قال كان أَحبُّ النّاس إلى رسول الله(ص)فاطمةَ ومن الرّجال عليّاً والحديث حسّنه الترمذيّ في السنّن وصححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبيّ في التلخيص وصحّحه أبو إسحاق الجويني الأثري في تهذيب خصائص أمير المؤمنين
وعن النّعمان بن بشير قال ((استأذن أبوبكر على رسول الله(ص) فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول :والله لقد عرفت أنّ عليّاً أحبّ اليك من أبي ومني مرتين أو ثلاثاً فاستأذن أبوبكر فدخل فأهوى اليها فقال يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله .
أخرجه الهيثمي في المجمع وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وقال الحافظ بن حجر في فتح الباري أخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي بسند صحيح.