[مرتضى البدراني]

هذا الحديث في أحسن حالاته حسن لوجود شهر بن وحشب و قد ضعف شعيب الأرناؤوط هذا الحديث وحسن حديثه حسين سليم أسد
وقال الألباني في إرواء الغليل ج1 ص258:
241 - ( روى أبو داوود عن بعض أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن بلالا أخذ في الإقامة فلما أن قال : " قد قامت الصلاة " قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) " أقامها الله وأدامها " ) . ص 67 . ضعيف . رواه أبو داود ( 528 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة ) ( 02 1 ) والبيهقي ( 1 / 411 ) من طريق محمد بن ثابت عن رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة ، أو عن بعض أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن بلالا . الحديث . وزاد : " وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان " .
قلت : وهذا إسناد واه :محمد بن ثابت وهو العبدي ضعيف . ومثله شهر ابن حوشب والرجل الذي بينهما مجهول)
وقال في ج3 ص117:
(وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجة ( 1283 ) وكذا ابن أبي شيبة ( 2 / 6 / 2 ) والمحاملي ( 2 / 121 / 2 ) من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن عمرو بن عطاء عنه مرفوعا مثل حديث سمرة . وهذا سند ضعيف ، موسى بن عبيدة ضعيف . وله طريق أخرى بلفظ : " صلى رسول الله صلى الله وسلم العيد ركعتين ، لا يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب لم يزد عليها شيئا " . أخرجه أحمد ( 1 / 243 ) عن شهر بن حوشب عنه . وشهر ضعيف أيضا .)
و راجع ج5 ص76 وج6 ص88 وقد وردت فيه توثيقات وتضعيقات
لكن فلنفرض وثاقة شهر بن حوشب
أما الآية المباركة فهي عليك لا لك
" يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِير اً"سور الاحزاب (32-34
1-فانظر قال الله(عزوجل) بيوتكن ثم أهل البيت ثم رجع وقال بيوتكن
والبيت على حد علمي مفرد والبيوت جمع فهل نقول إن الله قصد بيوت نساء النبي (ص) بصيغة الجمع ثم بالإفراد ثم بالجمع
إذا لا بد أن البيت الذي قصده مغاير لبيوت نساء النبي (ص) ووضعه هنا بين الآيات التي تتحدث عن نساء النبي (ص) من أجل أن لا تشملوا نساء (ص) بالآية فلو كانت في آية منفردة لقلتم قصد بأهل بيته نساءه ولكن ذكر البيت بين البيوت قد قطع الطريق على كل تلك المحاولات
2-إن رسول الله (ص) بكل تأكيد سيكون واحد من المشمولين بهذا الآية
فهل نقول إذهاب الرجس والتطهير الذي في الآية هو للنبي (ص) و لوزوجاته بنفس المستوى
فإن كان هن بنفس مستواه (ص) فقد أصبحن معصومات وهذا باطل قطعا
وإن كان هو (ص) بنفس مستواهن فقد سلبتم منه العصمة وهذه أيضا باطل بالضروروة
وإن قلتم بالتفريق بين مستوى العصمة فهذا مخالف لصربح الآية التي شملتهم بنفس مستوى التطهير وإذهاب الرجس
3-كيف يطهر الله نساء النبي من الرجس ويقول قبلها
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً }الأحزاب30
والفاحشة المبينة الذنب العظيم الظاهر
فأي إذهاب للرجس وأي تطهير و الله (سبحانه وتعالى) يحذرهن من الذنوب العظيمة
فلو شملتهن فلكانت على أقل تقدير عصمتهن من الكبائر والله(سبحانه وتعالى) منزه عن العبثية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
4-انظر لهذا الحديث:
صحيح ابن حبان
6976 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم و عمر بن عبد الواحد قالا : حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار : عن واثلة بن الأسقع قال : سألت عن علي في منزله فقيل لي : ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه و عليا عن يساره و حسنا وحسينا بين يديه وقال : ( { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [ الأحزاب : 33 ] اللهم هؤلاء أهلي ) قال واثلة : فقلت من ناحية البيت : وأنا يارسول الله من أهلك ؟ قال : ( وأنت من أهلي ) قال واثلة : إنها لمن أرجى ما أرتجي

قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
فهذا واثلة بن أسقع أصبح من أهل بيته حسب رواياتكم وواثلة ليس لا من نساءه ولا من الخمسة
أما الحديث:
1-كيف تعارض حديث صحيح بحديث أقل منه قوة
بدلا من أن تجمعوا بين الأحاديث تقدموا القوي على الأقوى منه
2-إقرا الحديث جيدا ولاحظ كلماته
حدثني شهر بن حوشب قال سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : حين جاء نعى الحسين بن على لعنت أهل العراق فقالت قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين بن عمك قالت هو في البيت قال فاذهبي فادعيه وائتني بابنيه قالت فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد وعلى يمشى في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس على عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره قالت أم سلمة فاجتبذ من تحتى كساء خيبر يا كان بساطا لنا على المنامة في المدينة فلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليهم جميعا فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل قال اللهم أهلي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قلت يا رسول الله ألست من أهلك قال بلى فادخلي في الكساء قالت فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه على وابنيه وابنته فاطمة رضي الله عنهم
ففيه:

1-ركزت أم سلمة على قول (دخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه على وابنيه وابنته فاطمة رضي الله عنهم)
أي لم يشملها الدعاء فكيف وتريدون أن تدخلوهن عنوة
2-انتبه عندما قالت أم سلمة في الحديث المشهور أنا معهم أي مع أصحاب الكساء قال(ص):إنك إلى خير
أما عندما قالت أنا من أهلك قال بلى
وهذا يدل على عدم شمولها بالتطهير المراد بالآية المباركة
ومراد رسول الله أهله لكن لا كأهل البيت المقصودين بالآية ويدل عليه مارواه الحاكم في المستدرك
3558 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد بن الدوري ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ثنا شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضوان الله عليهم أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ؟ قال : إنك أهلي خير و هؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق
هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه

تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط مسلم
أنظر قوله (ص):إنك أهلي خير و هؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق
ورواية أخرى
4705 - حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه و أبو العباس محمد بن يعقوب قالا : ثنا الحسن بن مكرم البزار ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دنيار عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة : قالت : في بيتي نزلت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال : هؤلاء أهل بيتي
هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه

تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري
فقال هؤلاء أهل بيتي ولم يقل من أهل بيتي أي هؤلاء فقط ولا أحد غيرهم مشمول بالآية فكيف تريدون معارضة كل هذه الأحاديث بحديث واحد
3-معارض بحديث أقوى وهو منعها من الدخول وهذا يضع علامة إستفهام على صحة الحديث
فقد روي بلفظ (أنت على مكانك وإنك إلى خير)
في سنن الترمذي ح3205 وح3787 وكلاهما صححهما الألباني
وبلفظ (إنك إلى خير)
الترمذي ح3871 صححه الألباني
مسند أحمد ح26551 صححه الأرناؤوط
ومسند أبي يعلى ح7021 صححه حسين سليم أسد