عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Basij
Basij
عضو برونزي
رقم العضوية : 66624
الإنتساب : Jul 2011
المشاركات : 376
بمعدل : 0.07 يوميا

Basij غير متصل

 عرض البوم صور Basij

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : Basij المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-09-2011 الساعة : 03:18 PM


و هذا یعنی أیضاً عودة تسلط الغرب و تثبیت النماذج المتهرئة الغربية والبعيدة عن مبادئ الثورة ثم سیطرة الأجنبي علی الأوضاع .
و لو أن هذه الخطط لم تفلح بأجمعها فإن تجربتنا تقول إنهم سیعمدون إلی أسالیب منها إثارة الفوضى و الاغتیالات و الحرب الداخلیة بین أتباع الأدیان أو القومیات و القبائل و الأحزاب ، بل بین الشعوب و البلدان الجارة ، إلی جانب و فرض الحصار الاقتصادي و المقاطعة و تجمید الأرصدة الوطنیة و أیضاً الهجوم الشامل الإعلامي و الدعائي . إن الهدف من وراء کل ذلك جعل الشعوب تشعر بالتعب و الیأس ، و الثوار بالتردید و الندم ، و الأعداء یعلمون أن مثل هذه الحالة تجعل هزیمة الثورة ممکنة و میسورة . اغتیال النخب الصالحة و الفاعلة و الإساءة إلی سمعة الآخرین ، و من جهة أخری شراء ذمم العناصر الهزیلة هي أیضاً من الأسالیب المتداولة للقوی الغربیة و أدعیاء التمدن والأخلاق!!
إن وثائق وکر التجسس الأمریکي التي وقعت بید الثورة الإسلامیة في إیران الإسلام ، أوضحت بدقة أن کل هذه الدسائس قد خطط لها نظام الولایات المتحدة الأمریکیة . إعادة الرجعیة و الاستبداد و الحاکمیة التابعة في البلدان الثوریة مبدأ یجیز لهم ممارسة کل هذه الأسالیب القذرة .
3- و في آخر قسم من حدیثي أضع أمام تشخیصکم و انتخابکم توصیات استقیها من تجاربنا العینیة في إیران و من مطالعة دقیقة لبقیة البلدان .
من المؤکد أن ظروف الشعوب و البلدان لیست علی نحو واحد فی جمیع الأمور. لکن ثمة بیّنات تستطیع أن تکون للجمیع مفیدة.
أول الحدیث هو أنه من الممکن التغلب علی کل هذه الموانع الآفات و اجتیازها اجتیازاً منتصراً بالاتکال علی الله و الاعتماد علیه و حسن الظن بما ورد في کتابه العزیز من وعد بالنصر ، و التحلّي بالتعقل و العزم و الشجاعة ، إنکم طبعاً قد نهضتم بعمل کبیر کبیر و مصیري. لذلك لا بّد أن تتحملوا من أجله أیضاً متاعب کبیرة ، أمیر المؤمنین علي علیه السلام یقول: « فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ وَ فِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ وَ مَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَر...»
توصیتی الهامة أن تروا أنفسکم دائماً في الساحة :
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) و اجعلوا الله سبحانه نصب أعینکم و ثقوا بأنه في عونکم ( وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )
و أن لا تکون الانتصارات مبعث غرور و غفلة : ( اِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَ الْفَتْحُ وَ رَاَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ في دينِ اللهِ اَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ اِنَّهُ كانَ تَوّاباً ) هذه دعامات حقیقیة لکل شعب مؤمن .
توصیتي الأخری إعادة قراءة أصول الثورة بشکل مستمر . الشعارات و الأصول یجب أن تخضع للتنقیح و التطبیق مع أصول الإسلام و محکماته. الاستقلال و الحریة و العدالة ، و عدم الاستسلام أمام الاستبداد و الاستعمار ، و رفض التمییز القومي و العنصري و المذهبي، و رفض الصهیونیة رفضاً صريحاً وهي التي تشكل أركان النهضات المعاصرة في البلدان الإسلامیة ، هي بأجمعها مستقاة من الإسلام و القرآن .
دوّنوا مبادئکم ، و حافظوا بحساسیة کبیرة علی أصالتکم ، و لا تدعوا أعداءکم یدوّنون نظام مستقبلکم ، لا تدعوا أصولکم الإسلامیة تُقدم قرباناً علی مذبح المصالح العابرة .
الانحراف في الثورات یبدأ من الانحراف في الشعارات و الأهداف ، لا تثقوا إطلاقاً بأمریکا و الناتو و بالأنظمة المجرمة مثل بریطانیا و فرنسا و إیطالیا التي جثمت لأمد طویل علی صدور بلدانکم و وزّعت بينها بلدانكم و نهبت ثرواتكم ، تعاملوا معها بسوء ظن و لا تصدّقوا ابتساماتهم ، فوراء هذه الابتسامات و الوعود تکمن الخیانات و المؤامرات. ابحثوا عن حلولکم من منبع الإسلام الفیّاض وردّوا وصفات الأجانب إلیهم .
توصیتي المهمة الأخری الحذر من الاختلافات المذهبیة و القومیة و العنصریة و القبلیة و الحدودیة . اعترفوا بالتفاوت و وجّهوه بإدارة حاذقة . التفاهم بین المذاهب مفتاح النجاة .
أولئک الذین یضرمون نیران التفرقة المذهبیة أو یعمدون إلی تکفیر هذا و ذاك ، هم عملاء الشیطان و جنده حتی لو لم یعلموا هم بذلك .
إقامة النظام عمل کبیر و أساسي ، إنه عمل معقد و صعب . لا تدعوا النماذج العلمانیة أو اللیبرالیة الغربیة ، أو القومیة المتطرفة ، أو الاتجاهات الیساریة المارکسیة تُفرض علیکم .
إن ا لمعسکر الشرقي قد انهار و المعسکر الغربي يتوسل بالعنف و الحرب و الخدعة، ليحافظ على بقائه و ليس له عاقبة خير متصورة في الأفق.
مرور الزمان بضررهم و لصالح تيار الإسلام.الهدف النهائي یجب أن يتمثل في التوجه نحو الأمة الواحدة الإسلامية و بناء الحضارة الإسلامية الجديدة علي أساس الدين و العقلانية و العلم و الأخلاق.
تحرير فلسطين من مخالب الوحش الصهيوني هو أیضاً هدف كبير . بلدان البلقان و القفقاس و آسیا الغربیة قد تحررت من سیطرة الاتحاد السوفیتي السابق بعد ثمانین سنة من الاحتلال ، فلماذا لا تستطیع فلسطین المظلومة بعد سبعین سنة أن تتحرر من أسر السیطرة الصهیونیة ؟!
الجیل المعاصر في البلدان الإسلامية له قدرة النهوض بمثل هذا العمل الكبير. جيل الشباب مبعث افتخار مَنْ سبقه من أجيال . يقول الشاعر العربي:
قالوا:أبو الصخر من شيبان قلت لهم كلا لعمري و لكن منه شيبانُ
و كم أبٍ قد علا بابنٍ ذُری شَرَفٍ كما عـلا برسولِ الله عدنانُ
ثقوا بجيل شبابكم أحيوا روح الثقة بالنفس في وجودهم و غذّوهم بتجارب الآباء و الأجداد .

و ثمة ملاحظتان مهمتان في هذا المجال :
الأولى : أن أحد أهم مطالب الشعوب الثائرة و المتحررة أن یکون لها الحضور و أن یکون لأصواتها الدور الحاسم في إدارة البلاد.
و لما کانت هذه الشعوب مؤمنة بالإسلام فإن مطلوبها هو « نظام السیادة الشعبیة الإسلامي » أي إن الحکام یُنتخبون وفق تصویت الناس، و أن تکون القیم و الأصول الحاکمة علی المجتمع وفق أصول قائمة علی المعرفة و الشریعة الإسلامية .
و هذا یمکن تحقیقه في البلدان المختلفة بأسالیب و أشکال مختلفة بمقتضی ظروفها، لکن یجب المراقبة بحساسیة کاملة کي لا یختلط هذا المشروع بالدیمقراطیة اللیبرالیة الغربیة . الدیمقراطیة الغربیة العلمانیة أو المعادیة للدین أحیاناً لیس لها أي ارتباط بسیادة الشعب الاسلامیة الملتزمة بالقیم و بالخطوط الأصلیة الإسلامیة في نظام البلاد .
الملاحظة الثانیة أن التوجه الإسلامي یجب أن لا یختلط بالتحجّر و القشریة و التعصب الجاهل و المتطرف .
لا بدّ أن یکون الفاصل بین هذین الاثنین واضحاً. التطرف الدیني المقرون غالباً بالعنف الأعمی هو عامل التخلف و الابتعاد عن الأهداف السامیة للثورة ، و هذا بدورة عامل ابتعاد الجماهیر و في النتیجة سیکون عامل فشل الثورة.
خلاصة الحدیث أن الکلام عن الصحوة الإسلامیة لیس بحدیث عن مفهوم مبهم غیر شخص و یقبل التأویل و التفسیر . إنه حدیث عن واقع خارجي مشهود و محسوس ملأ الأجواء و فجّر الثورات الکبری و أسقط عناصر خطرة في جبهة الأعداء و أخرجهم من الساحة . و مع ذلك فالساحة لا تزال هشّة و تحتاج إلی بلورة و إلی تحقیق الأهداف النهائیة .
الآیات التي تلیت في مطلع الحدیث تشتمل علی منهج کامل للعمل و له الفاعلیة الدائمة و خاصة في هذه البرهة الحساسة المصیریة . إنها تخاطب النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم لکننا جمیعا في الواقع مخاطبون بها و مکلفون .
أول توصية في هذه الآیات بالتقوی بمعناها السامي و الواسع ، ثم رفض الطاعة للکافرین و المنافقین ، ثم اتباع الوحي و بالتالي التوکل علی ألله و الاعتماد علیه .
مرة أخری أمرّ علی هذه الآیة الکریمة : ) بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا )
و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته






توقيع : Basij
من مواضيع : Basij 0 طيور اللّه..
0 إنني قادم من جبل عامل ..
0 الحرب النفسية: سبل المواجهة
0 کـلـمـة الـسـلـاح
0 لطمية رائعة و قديمة : " يـا رسـول الله "
رد مع اقتباس