عرض مشاركة واحدة

معراج
عضو جديد
رقم العضوية : 68631
الإنتساب : Oct 2011
المشاركات : 60
بمعدل : 0.01 يوميا

معراج غير متصل

 عرض البوم صور معراج

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
هل نجحت في امتحان الامام المهدي(ع)
قديم بتاريخ : 06-11-2011 الساعة : 06:30 PM


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً
لَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوَى ، بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرَى ، أَ بِرَضْوَى أَمْ غَيْرِهَا أَمْ ذِي طُوًى ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَ لَا تُرَى .
قرأت الكثير من المباحث التي تتعلق بالامام المهدي فوجدت ان اكثرها ذات بعد معرفي (ابستمولوجي) والقليل منها حركي .
ونقصد بالحركية ان الابحاث تتحرك باتجاه القضايا المهمة وفي نفس الوقت تحرك القارئ الى دائرة العمل وخصوصا العمل الذي يسرع عملية الظهور المقدس ويقرب المجتمع من مرضاة الامام مع عدم انكار اهمية وضرورة البعد المعرفي في زيادة المعرفة والتقدم العلمي واليك عزيزي القارئ هذا البحث المهمل الذي يركز على جانب المجتمع اكثر من جانب الامام المهدي (ع) من حيث التكليف .
اقول : يجب على المجتمع ان ينجح فب الاختبار والامتحان (التمحيص) واليك بعض الاحاديث عن التمحيص :
أخرج ابو داود وابن ماجه بلفظ مقارب جداً ، عن رسول الله (ص) : كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي ، يغربل الناس فيه غربلة ، وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم ، فاختلفوا ، وكانوا هكذا ( وشبك بين أصابعه ) ... الحديث .
وروى الصدوق في إكمال الدين والكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق (ع) : إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد يأس . ولا والله حتى تميزوا ، ولا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا . لا والله لا يأتيكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد .
وروى الصدوق أيضاً عنه عليه السلام : كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم . يبرأ بعضكم من بعض . فعند ذلك تمحصون وتميزون وتغربلون ... الحديث .
وروى النعماني في الغيبة والكليني في الكافي عنه عليه السلام أيضاً أنه قال ك لا بد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا . وسيخرج من الغربال خلق كثير .
وروى النعماني أيضاً عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال : والله لتميزن والله لتمحصن ، والله لتغربلن كما يغربل الزوان من القمح .
وفي الكافي ، عن أبي عبد الله عليه السلام : إن أمير المؤمنين عليه السلام لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها ، يقول فيها : إلا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه (ص) . والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ، حتى يصير أسفلكم ، وليسبقن سابقون كانوا قد قصروا ، وليقصرن سباقون كانوا قد سبقوا وروى النعماني أيضاً بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث قال فيه : فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين ، وحتى لا يبقى منكم " أو قال : من شيعتي " كالكحل في العين أو كالملح في الطعام . وسأضرب لكم مثلاً ، هو مثل رجل كان له طعام فنقّاه وطيّبه ثم أدخله بيتاً وتركه فيه ما شاء الله . ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس ، فأخرجه ونقاه وطيبه ، ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله . ثم عاد إليه ، فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقّاه وطيّبه وأعاده . ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئاً .
وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منك إلا عصابة لا يضرها الفتنة شيئاً .
والتمحيص هو التنقية وإبعاد الردئ ، والغربلة هي النخل بالغربال حتى تخرج الزوان ، وهو الحب الغريب عن الحنطة يكون على شكلها وليس منها .
وغربلة البشر تكون بقانون التمحيص الذي عرفناه . وغربالهم فيها هي الظروف الصعبة والظلم الذي يعيشه الفرد والمجتمع من ناحية والشهوات والمغريات والمصالح الضيقة ، من ناحية أخرى ."وسيخرج من الغربال خلق كثير" بمعنى أن أكثر البشر يتبعون الباطل وينحرفون مع الشهوات والمصالح أو مع الظالمين المنحرفين . فيصبحون" حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم " والمراد بها الدين والالتزام بالإسلام وما تستتبعه من خلق كريم وسلوك مستقيم .

وتبقى في نتيجة التمحيص الطويل " عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً " لأنهم يمثلون الحق صرفاً ، وينتمون إلى قسطاط الحق الذي لا كفر فيه ، كما سبق أن سمعنا من الأخبار .
وقد عرفنا أن قانون التمحيص عام للبشرية مرافق لها في عمرها الطويل . وقد نطق به التنزيل . قال الله تعالى : ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وقال عز وجل : ليميز الله الخبيث من الطيب ، ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه فيجعله في نار جهنم وأولئك هم الخاسرون .
وقال : وليمحصن الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين . أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين .
ولكن هذا القانون يكون أشد وآكد إذا اقترن بالإعداد لليوم الموعود ، إعداداً يمكن به حمل التبعة والشعور بالمسؤولية تجاه العالم كله .
ولعلنا نستطيع أن نفهم من قوله تعالى : ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ... كيفية التمحيص وأسلوبه ، وذلك : إن التمحيص ليس للكشف والإظهار فقط أمام الآخرين أو أمام التاريخ ، وأن كان هذا هو جانبه الظاهر المنظور . وإنما يتضمن ـ في الحقيقة ـ تغييراً حقيقياً وتأثيراً جوهرياً في ذات الفرد يعلمه الله تعالى منه بعد وجوده وتحققه .
وفي إكمال الدين عن رسول الله (ص) في مخاطبته لله عز وجل ليلة المعراج ،وفيه يقول : فقلت : الهي وسيدي متى يكون ذلك ـ يعني ظهور المهدي (ع) ـ؟ فأوحى الله عز وجل إلى : يكون ذلك ـ إذا رفع العلم وظهر الجهل ، وكثر القراء وقل العمل ، وكثر القتل ، وقل الفقهاء الهادون ، وكثر فقهاء المصاحف وزخرفت المساجد ، وكثر الجور والفساد ، وظهر المنكر وأمر امتك به ونهي عن المعروف . واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، صار الأمراء كفرة وأولياءهم فجرة وأعوانهم ظلمة ، وذوي الرأي منهم فسقة ... الحديث .
وروي في الخرايج والجرايح بسنده عن البرك بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب ، فقال : سلوني قبل أن تفقدوني . فقام صعصعة بن صوحان فقال : يا أمير المؤمنين : متى يخرج الدجال ؟ فقال : ما المسؤول عنه بأعلم من السائل .
ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضهم بعضا . إن علامة ذلك ك إذا فات الناس الصلوات وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا ، وشيدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام ، وأتبعوا الأهواء ، واستخفوا الدماء . وكان الحلم ضعفاً والظلم فخراً ، وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعلماء خونة والفقراء فسقة .

وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور ، وقيل البهتان والإثم والطغيان ، وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنارة واكرم الأشرار ، وازدحمت الصفوف ، واختلفت القلوب ، ونقضت العهود ، واقترب الموعود .
وشاركت النساء ازواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم ارذلهم . واتقى الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب وأئتمن الخائن ، واتخذت المغنيات ، ونسبت الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، ويشهد الشاهد من غير أن يستشهد . وشهد الآخر قضاء لذمام لغير حق تعرفه . وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة . لبسوا جلود الضأن على قلوب الذباب ، وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر الصبر ... الحديث .
والأخبار في ذلك مطولة وكثيرة . وأود أن أسرد الحديث الآتي على طوله ، باعتباره وثيقة مهمة في التاريخ الذين نحن بصدده .
روي في منتخب الأثر عن تفسير الصافي عن تفسير القمي عن ابن عباس . قال : حججنا مع رسول الله (ص) حجة الوداع ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة ! .
فكان أدنى الناس منه يؤمئذ سلمان رحمه الله فقال : بلى يا رسول الله .
فقال : إن من أشراط القيامة ، إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا . فعندما يذاب قلب المؤمن في جوفه ، كما يذاب الملح في الماء ، مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : اي والذي نفسي بيده يا سلمان ، إن عندهم يليهم أمراء جورة ،ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة .
فقال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : اي والذي نفسي بيده ، يا سلمان ، إن عندها يكون المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً ، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ،ويصدق الكاذب ويكذب الصادق .
قال سلمان إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده و فعندها إمارة النساء ، ومشاورة الأماء ، وقعود الصبيان على المنابر . ويكون الكذب طرفاً والزكاة مغرماً والفيء مغنماً ، ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه . ويطلع الكوكب المذنب .
قال سلمان : أن هذا لكائين يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده . وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ، ويكون المطر فيضاً ويغيض الكرام غيضاً . ويحتقر الرجل المعسر . فعندها تقارب الاسواق ، إذا قال هذا : لم أبع شيئاً ، وقال هذا : لم أربح شيئاً . فلا ترى إلا ذاماً لله .
قال سلمان : إن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده ،يا سلمان ، فعندها تليهم أقوام أن تكملوا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم . ليستأثرون بفيئهم ، وليطأون حريتهم وليسفكن دماءهم ، وليلمؤن قلوبهم دغلاً ورعباً ، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده ، يا سلمان . إن عندها يؤتى بشيء من المشرق وبشيء من المغرب يلون أمتي ، فالويل لضعفاء أمتي منهم . والويل لهم من الله ،لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً ولا يتجافون عن مسيء .
جثتهم جثث الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال (ص) : أي والذي نفسي بيده ، يا سلمان ، وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها .
وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وتركبن ذوات الفروج السروج ، فعليهن من أمتي لعنة الله .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده ، يا سلمان . وعندها تحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفافاً .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : اي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها يظر الرب ، ويتعاملون بالعينة والرشا ، ويوضع الدين وترفع الدنيا .
قال سلمان : وإن ذلك لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها يكثر الطلاق ، فلا يقام لله حد . ولن يضروا الله شيئاً .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : اي والذي نفسي بيده يا سلمان ، وعندها تظهر القينات والمعازف ، وتليهم شرار أمتي .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال(ص) : أي والذي نفسي بيده و يا سلمان . وعندها يحج أغنياء أمتي للنزهة ويحج أوساطها للتجارة ، ويحج فقراؤهم للرياء والسمعة . فعندها يكون أقوام يتفقهون لغير الله ويكثر أولاد الزنا ، ويتغنون بالقرآن ، ويتهافتون بالدنيا .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال(ص) : أي والذي نفسي بيده ، يا سلمان . ذلك إذا انتهكت المحارم ، واكتسبت المآثم وسلط الأشرار على الأخيار ويفشو الكذب و وتظهر اللجاجة ، وتفشو الفاقة ، ويتباهون في اللباس ، ويمطرون في غير أوان المطر ، ويستحسنون الكوبة والمعازف ، وينكرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة . ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم ، فأولئك يدعون في ملكون السماوات : الأرجاس الأنجاس .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
قال : أي والذي نفسي بيده ، يا سلمان . فعندها لا يخشى الغني على الفقير ، حتى أن السائل يسأل في الناس فيما بين الجمعتين لا يصيب أحداً يضع في كفه شيئاً .
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله ؟
فقال : أي والذي نفسي بيده ، يا سلمان . فعندها يتكلم الروبيضة .
فقال سلمان : ما الروبيضة ؟ يا رسول الله ، فداك أبي وأمي .
قال (ص) : يتكلم في أمر العامة من لم يكت يتكلم (.. الحديث .
وروى الشيخ الصدوق فيمن لا يحضره الفقيه عن الإصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (ع) قال : سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة ، وهو شر الأزمنة ، نسوة كاشفات عاريات ، متبرجات من الدين ، داخلات في الفتن ، مائلات إلى الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلات للمحرمات ، في جهنم داخلات .
أننا لنشعر من سلمان الفارسي رضي الله عنه ـ في خبر ابن عباس ـ وهو يعيش المجتمع الفاضل العادل الذي يقوده النبي (ص) ويرعاه ... أننا لنشعر منه استغرابه وشدة عجبه من صفات الفسق والإنحراف التي يعلن النبي (ص) عن تحققها في آخر الزمان . ومن هنا نراه يكرر على النبي (ص) القول : وإن ذلك لكائن يا رسول الله . فيجيبه النبي (ص) مؤكداً أي والذي نفسي بيده .
كما أننا لنحس بكل وضوح الأسى الشديد الذي يتضمنه كلام النبي (ص) وهو يصف خروج الناس عن شريعته وعصيانهم لتعاليمه ، وتركهم للعدل الصحيح ، مما يسبب لديهم أسوأ الآثار . كيف لا ، والله تعالى يقول : يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون .
والنبي (ص إذ يخطاب الناس بذلك ، ويطلعهم عليه ، لا يخص به صحابته وأهل عصره ـ باجتنابهم الخصال السيئة والإنحرافات المقيتة التي ذكرها رسول الله (ص) في بيانه .
إلا أن غرضه الأساسي والأهم هو مخاطبته الأجيال القادمة ، وعلى الأخص تلك الأجيال التي تتصف بهذه الصفات ، وتنحرف مثل هذه الإنحرافات ، حتى ينبهها عن غلفتها ويشعرها بواقعها ، ويتم الحجة عليها . ذلك التنبيه الذي يؤثر في وجدان عدد من الناس المخلصين ، التأثير الصالح المطلوب ، فيتأكد إخلاصهم وتقوى إرادتهم ويزداد شعورهم بالمسؤولية للتمهيد لليوم الموعود ، طبقاً للتخطيط الالهي الكبير .
أننا نفهم مما قلناه الآن : إن رواية ابن عباس بل جميع هذه الروايات تشارك في التخطيط الالهي من ناحية أسبابها ومن ناحية نتائجها .
أما من ناحية أسباب صدور هذه الرويات ، فباعتبار علم النبي (ص) والأئمة (ع) بالتخطيط الالهي ، وما سوف يقتضيه على طول الخط التاريخي الطويل . ومن ثم نراهم يخبرون بهذا الجانب من التخطيط ، كما أخبروا بجوانب أخرى ، في الأخبار السابقة كروايات التمحيص ... وغيرها .
وأما من ناحية نتائجها ، فلما تتوخاه هذه الأخبار من إتمام الحجة ، والتنبيه من الغفلة ، وإيجاد شرط الظهور بإعلاء درجة الإخلاص في الأجيال المعاصرة للانحراف .

إن بعض هذه الأخبار ، تكون قرينة مبينة بالنسبة إلى البعض الآخر . إذ بالرغم من أن جملة منها لا يتضح منها كون الانحراف المخبر به حاصلاً في عصر الغيبة الكبرى على التعيين . إلا أن خبر نور الإبصار وخبر إكمال الدين ، قرن تلك الحوادث بما قبل ظهور المهدي (ع) ومع اتحاد الحوادث نعرف أن المراد من جميع الأخبار هو ذلك .
مقصود النبي (ص) والأئمة (ع) هو اطلاع الأمة على الانحراف الأساسي الذي يستفحل في المجتمع ، فيبتعد به عن العدل الإسلامي ، بكل تفاصيله ، بما فيه التعاليم الإلزامية والتوجيهات الإستحبابية والأخلاقية . فإن العدل الكامل لا يتحقق إلا باتباع كل التعاليم واجبها ومستحبها وعباديها وأخلاقيها . ويتحقق الانحراف بالخروج على أي منها .
ومن ثم نسمع من هذه الأخبار و وقوع الإنحراف عن المستحبات ، كترك الصدفة المستحبة وتحلية المصاحف وزخرفة المساجد ، وإطالة المنارة فيها ، ونحو ذلك .
إن عدداً من الحوادث الواردة في هذه الروايات ، تتضمن أموراً يمكن أن تقع على وجه إسلامي صحيح ، كما يمكن أن تقع على وجه باطل منحرف . ونعرف بالطبع ـ من وقوعها في كلام النبي (ص) أو الإمام (ع) وهو بصدد تعداد الحوادث المنحرفة ، أنها منحرفة ، وواقعة على شكلها الباطل .
مثال ذلك : تشييد البناء ،فإنه إن وقع من الفرد بعد تطبيق كل الأنظمة المالية في الإسلام ،وعلى الوجه الشرعي الصحيح ، لم يكن فيه حزازة . بل قد يتضمن مصلحة عامة في كثير من الأحيان . ولكنه إن وقع على خلاف ذلك كان عصياناً وانحرافاً في نظر الإسلام .
إن ما تتضمنه هذه الأخبار ، أمور راجحة وصحيحة شرعاً ، إلا أنها إذا اقترنت بسلوك منحرف أو اتجاه فاسد ، اكتسبت معنى منحرفاً سيئاً ،بمعنى أن مجموع فعل الفرد لا يكون محموداً ،بل يكون ممثلاً لحظ الانحراف لا محالة.
مثال ذلك : قوله : إذا ازدحمت الصفوف واختلفت القلوب . فإن ازدحام الصفوف للصلاة الجامعة أو لغرض آخر كالوعظ أو تشييع جنازة أو نحو ذلك، أمر مطلوب وراجح في الإسلام..ولكنه إذا افترن بتفرق القلوب وتشتت الأهواء والنوازع، لم يكن دالاً على قوة ولا على وعي وإرادة، ومن ثم يكون مذموماً مقيتاً.
ومثاله الآخر: إن الرجل يجفو والديه ويبر صديقه. فإن بر الصديق وإن كان أمراً عادلاً راجحاً على الأغلب، إلا أنه إذا اقترن بجفاء الوالدين دل على خبث النية وانحراف والاتجاه. ويدل على أن الصداقة لم تنعقد على أساس الإسلام بل على أساس المصالح الضيقة والأعمال المنحرفة، إذ لو لم يكن كذلك، لما جفا الفرد والديه.
وهكذا... قس على هذه الأمثلة ما سواها.
والآن اين ترى نفسك من (التمحيص) هل نجحت في امتحان الامام (ع).


من مواضيع : معراج 0 ما هو العرش؟
0 (الجفر) غريب علوم اهل البيت(ع)
0 أعجب ما رأت جنية كانت تسمع الرسول (ص)
0 انكر ولاية امير المؤمنين ع فمسخ (الجري)
0 احداث مصر في الرويات
رد مع اقتباس