|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68631
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 60
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
معراج
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 07-11-2011 الساعة : 09:52 PM
الهدف الأول :
هداية الشخص وتقويمه ، وضمه في النتيجة إلى الشعب المسلم الذي يؤمن بالمهدي(ع) ... بعد إجراز نيته والعزم على إتباع الهدى إن ظهر لديه .
مثاله: ذلك الشخص الذي ذهب لشراء السمن من الاعراب في أطراف الخلة ، فتخلف عن القافله وتاه في الصحراء. فكان مما قال في نفسه: أنني كنت أسمع من أمي أنها تقول: إن لنا إماماً حياً يكنى بأبي صالح يرشد التائهين ويغيث الملهوفين ويعين الضعفاء.
ثم أنه عاهد الله تعالى أنه إن استغاث به وأنجاه ، أن يتبع دين أمه . قال الراوي: ثم أنني ناديته واستغثت به . وفجأة رأيت شخصاَ يسير معي وعلى رأسه عمامة خضراء لونها كلون هذا - وأشار إلى الحشيش المزروع على النهر ... وأشار لي إلى الطريق . وقال لي : أنك ستصل بسرعة إلى قرية كل أهلها من الشيعة . فقلت له : يا سيدي ألا تأتي معي إلى هذه القرية .
فقال : لا ، لأن ألف شخص في أطراف البلاد يستغيثون بي ، ولا بد أن أنجيهم.
الهدف الثاني :
انتصاره لأحد طرفي الجدل عند وقوع الجدل بين اثنين ، واقتضاء المصحلة الانتصار لأحد الطرفين .
مثاله : أن صديقين مسلمين مختلفين في المذهب ، وقع بينهما جدل مذهبي طويل ، في أحد المساجد بهمدان . ولم يستطع أحدهما أن يقنع الآخر مدعاه . فاقترح أحدهما أن يجعلا بينهما أول رجل يدخل المسجد حكماً . وخاف الآخر من هذا الاقتراح ، لأن أهل همدان كانوا على مذهب صاحبه ، لكنه قبل بالشرط تحت ضغط المجادلة والمباحثة .
وبمجرد أن قررا هذا الشرط ، دخل المسجد شاب تظهر على سيماه آثار الدلالة والنجابة ،وتظهر عليه معالم السفر. فتقدم إليه صاحب الاقتراح وأظهر له مذهبه ، واستدل عيه بعدة أدلة . وأقسم عليه بقسم مؤكد أن يظهر عقيدته بالنحو الذي عليه الواقع . فقرأ هذا الشاب بيتين من الشعر أظهر فيهما عقيدته بنحو لا يقبل الشك ، ثم غاب عن الأنظار . وكانت هذه هي المعجزة التي تثبت حقيقته وصحة مذهبه أيضاً. فاندهش الآخر من فصاحته وبلاغته ، واعتنق المذهب الذي انتصر له المهدي (ع).
الهدف الثالث :
حله لبعض المسائل المعضلة التي قد يشكل حلها على فطاحل العلماء .
مثاله : أن المحقق الأردبيلي ، وهو من أعظم العلماء تحقيقاً وورعاً حتى لقب بالمقدس الأردبيلي أيضاً .. أشكلت عليه مسائل ، فخرج في جوف الليل سائراً من النجف إلى مسجد الكوفة حيث لاقى المهدي (ع) في محراب أمير المؤمنين عليه السلام هناك ، وسأله عن مسائلة وعرف جوابها ، وعاد .
المصدر ، ص 334 ومنتهي الآمال ، جـ 2 ، ص 319 .
الهدف الرابع :
أخباره ببعض الأخبار السياسية المهمة في زمانها ، قبل أن يعرفها الناس ، نتيجة لضعف وسائل الإعلام في ذلك العصر .
مثاله : أن المهدي (ع) دخل في مجلس درس السيد مهي القزويني في الحلة ، فلم يعرفوه ، بالطبع ، واستمع إلى درسه . وحين انتهى الدرس ، سأله السيد المشار إليه : من أين جئت إلى الحلة . فقال : من بلد السليمانية . فقال السيد : منذ كم خرجت منها . فقال : في اليوم السابق . ولم أخرج منها حتى دخل فيها نجيب باشا فاتحاً ، وقد أخذها بقوة السيف . وأزال عنها أحمد باشا الباباني الذي كان متمرداً . وأجلس محله أخاه عبدالله باشا . وكان أحمد باشا المذكور قد خرج على طاعة الدولة العثمانية ، وادعى السلطنة لنفسه .
قال السيد : وكان والدي في السليمانية ، فبقيت متفكراً . ولم يكن قد وصل خبر هذا الفتح إلى حكام الحلة . ولم يحل في خاطري أن أسأله أنك كيف قلت : أني وصلت إلى الحلة وخرجت بالأمس من السليمانية . على حين أن بين السليمانية والحلة ، أكثر من عشرة أيام للراكب المجد .
قال : ثم ضبطنا تاريخ ذلك اليوم الذي أخبر فيه بفتح السليمانية ، ثم وصلت أنباء هذه البشارة إلى الحلة بعد عشرة أيام من ذلك اليوم وأعلنها حكام الحلة ،وحيوا الخبر بضربات المدفع ،كما كانوا يعملون عادة في أخبار الفتوحات النجم الثاقب ، ص 367 وما بعدها .
أقول : من هنا نفهم أهمية هذا الخبر لدى سلطات العثمانيين في الحلة . ونعرف المصلحة المهمة التي تترتب على إيصال المهدي (ع) لهذا الخبر خلال مدة كانت في ذلك العصر إعجازية .
الهدف الخامس :
نصحه للآخرين ورفعه لمعنوياتهم ، وتوجيههم التوجيه الصالح ، بعد أن كانوا قد مروا في بعض الحالات الصعبة والمشكلات المحزنة بالنسبة إليهم .
مثاله : ما قاله بعض الرواة من مقابلته للمهدي (ع) في بعض طرقات الحلة – وقد عرف حقيقته بعد ذلك – ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، وقال له فيما قال : لا تغتم بما ورد عليك من الخسران وذهاب المال في هذا العام . لأنك شخص يريد أن يمتحنك الله تعالى بالمال ، فرآك تؤدي الحق ، وما هو الواجب عليك من الحج . وأما المال هو عرض زائل يأتي ويذهب .
قال الراوي : وكنت قد خسرت في هذا العام خسراناً لم يطلع عليه أحد ، وسترته خوفاً من شهرة الانكسار الموجبة لتلف التجارة . فاغتممت في نفسي ، وقلت : سبحان الله ، شاع خبر انكساري بين الناس حتى وصل إلى الغرباء . ولكنني قلت في جوابه : الحمد لله على كل حال .
فقال : إن ما فاتك من المال سوف يعود عليك بسرعة بعد مدة ، وتعود إلى حالك الأول ، وستؤدي ديونك . قال الراوي : فسكت مفكراً في كلامه(1) .. إلى آخر الحديث .
الهدف السادس :
مساعدته المالية للآخرين :
مثاله : أن جماعة من أهل البحرين عزموا على ضيافة جماعة من المؤمنين ، بشكل متسلسل في كل مرة عند واحد منهم . وساروا في الضيافة ، حتى وصلت النوبة على أحدهم ، ولم يكن لديه شيء . فركبه من ذلك حزن وغم شديد ، فخرج من أحزانه إلى الصحراء في بعض الليالي ، فرأى شخصاً ... حتى ما إذا وصل إليه قال له : اذهب إلى التاجر الفلاني – وسماه - ، وقل له : يقول لك محمد بن الحسن : ادفع لي الاثنا عشر اشرفياً التي كنت نذرتها لنا . ثم اقبض المال منه واصرفه في ضيافتك .
المصدر نفسه ، ص 366 وما بعدها .
فذهب ذلك الرجل إلى ذلك التاجر ، وبلغ الرسالة عن ذلك الشخص . فقال له التاجر : أقال لك محمد بن الحسن ، بنفسه . فقال البحراني : نعم . فقال التاجر : وهل عرفته ؟ قال : لا . فقال : ذاك صاحب الزمان عليه السلام ، وكنت نذرت هذا المال له . ثم أنه أكرم هذا البحراني وأعطاه المبلغ وطلب منه الدعاء( الخ الحديث . المصدر ، ص 306 وما بعده
الهدف السابع :
شفاؤه لأمراض مزمنة بعد أعجز عنها الأطباء ، وأخذت من صاحبها مأخذها العظيم .
مثاله : ما روي عن السيد باقي عطوة العلوي الحسني: أن أباه عطوة كان لا يعترف بوجود الإمام المهدي (ع)، ويقول : إذا جاء الإمام وأبرأني من هذا المرض أصدق قولكم . ويكرر هذا القول . فبينما نحن مجمتعون في وقت العشاء الأخيرة صاح أبونا فأتيناه سراعاً . فقال : الحقوا الإمام ، في هذه الساعة خرج من عندي . فخرجنا فلم نر أحداً .
فجئنا إليه ، وقال : أنه دخل إليّ شخص ، وقال : يا عطوة ! فقلت : لبيك ، من أنت ؟ قال : أنا المهدي قد جئت إليك أن أشفي مرضك . ثم مد يده المباركة وعصر وركي وراح . فصار مثل الغزال . قال علي بن عيسى : سألت عن هذه القصة غير ابنه فأقر بها .
فانظر إلى المهدي (ع) كيف يقرن شفاءه للمرضى بإقامة الحجة على وجوده وإمامته ، بحيث لم يبقى لمنكرها أي شكل أو جدال .
الهدف الثامن :
هدايته للتائهين في الصحراء والمتخلفين عن الركب إلى مكان استقرارهم وأمنهم . وقد يقرن ذلك بإقامة الحجة على الرائي للتوصل إلى هدايته ، كما سمعنا في الهدف الأول . وأمثلته كثيرة ، نذكر الآن واحداً منها :
هو أن شخصاً ذهب إلى الحج مع جماعة قليلة عن طريق الإحساء . وعند الرجوع كان يقضي بعض الطريق راكباً وبعضه ماشياً . فاتفق في بعض المنازل أن طال سيره ولم يجد مركوباً . فلما نزلوا للراحة والنوم ، نام ذلك الرجل وطال به المنام من شدة التعب ، حى ارتحلت القافلة بدون أن تفحص عنه .
فلما لذعته حرارة الشمس استيقظ ، فلم ير أحداً ، فسار راجلاً ، وكان على يقين من الهلاك ، فاستغاث بالإمام المهدي عليه لاسلام ، فرأى في ذلك الحال رجلاً على هيئة أهل البادية راكباً جملاً .وقال له : يا فلان ، افترقت عن القافلة ؟ فقال : نعم . فقال : هل تحب أو أوصلك برفاقك ؟ قال فقلت : نعم ، والله . هذا مطلوبي وليس هناك شيء سواه . فاقترب مني وأناخ راحلته ، وجعلني رديفاً له ، وسار . فلم نسر إلا قليلاً حتى وصلنا إلى القافلة .
فما اقتربنا منها ، قال : هؤلاء رفقاؤك . ووضعني ، وذهب.
الهدف التاسع :
تعليمه الأدعية والأذكار ذات المضامين العالية الصحيحة ، لعدد من الناس .
وأمثلة ذلك كثيرة ، مما يفهم منه اهتمام الإمام عليه السلام بالأدعية ، لا بصفتها تمتمات لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل بصفتها نصوصاً ذات معان توجيهية تربوية ، ومسائل صالحة واعية ، سائرة في طريق الله تعالى .
ومن المعلوم أن أسلوب الدعاء أقرب إلى جوالتكتم والحذر ، من أي شيء آخر ، باعتبارها الوسيلة المعترف بمشروعيتها عموماً ، في الاتصال بالله عز وجل ، ولا يمكن لأي سلطة من السلطات المحاسبة على ذلك . ومن هنا رأينا الإمام زين العابدين عليه السلام قد اتخذ في تربية الأمة أسلوب الدعاء ، وضمن أدعيته أعلى المفاهيم وأجل الأساليب .
وكذلك سار الإمام المهدي (ع) في هذا الطريق ، وانتهج نفس المنهج فيما انتهجه من أعمال . فكان أن علم عدداً من الأفراد عدداً من الأدعية . من أهمها "دعاء الفرج" الذي يطلع الفرد على واقعه السيىء في عصور الفتن والانحراف ، ويفهمه أمله المنشود ويربطه بالله تعالى ارتباطاً عاطفياً إيمانياً وثيقاً ، إذ يقول: اللهم عظم البلاء وبرح الخفاء وانقطع الرجاء وانكشف الغطاء وضاقت الأرض ومنعت السماء . وإليك يا رب المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء . اللهم فصل على محمد وآل محمد ، وأولى الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم فعرفتنا بذلك منزلتهم . ففرج عنا بحقهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر ، أو هو أقرب ... الخ الدعاء
انظر النجم الثاقب ، ص 241 .
الهدف العاشر :
حثه على تلاوة الأدعية الواردة عن آبائه المعصومين عليهم السلام ، بما فيها من مضامين عالية وحقائق واعية تربوية وفكرية .
وأوضح أمثلته : ذلك الرجل الذي انقطع عن ركبه في ليل عاصف وماطر بالثلج ، إذ رأى أمامه بستاناً وفيه فلاح بيده "مسحاة" يضرب بها الاشجار ليسقط عنها الثلج .
قال الراوي : فجاء نحوي ووقف قريباً مني ، وقال : من أنت ؟ فقلت : ذهب رفاقي وبقيت لا أعلم الطريق ، وقد تهت فيه . فقال لي بالفارسية : صل النافلة حتى تجد الطريق . قال : فاشتغلت بالنافلة . وبعد أن فرغب من التهجد، جاء وقال : ألم تذهب ؟ فقلت : والله لا أعرف الطريق . فقال : اقرأ الجامعة وهو الدعاء الذي يبدأ بقوله : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة .. يزار به الإمام الحسين بن علي عليه السلام . انظر مفاتيح الجنان ، ص 544 وما بعدها . . وأنا لم أكن حافظاً للجامعة ، وإلى الآن لست حافظاً لها بالرغم من زياراتي المكررة للعتبات المشرفة . ولكنني قمت من مكاني وقرات الجامعة بتمامها عن ظهر قلب .
ثم ظهر تارة أخرى ، وقال : ألم تذهب ، ألا زلت موجوداً . فلم أتمالك عن البكاء ،وقلت : نعم .. لا أعرف الطريق. فقال : اقرأ عاشوراً وهو الدعاء الذي يبدأ بقوله : السلام عليك يا ابا عبدالله .. يزار به الإمام الحسين بن علي عليه السلام . انظر مفاتيح الجنان ، ص 456 . . قال الراوي : وأنا غير حافظ لعاشورا ، وإلى الآن لست حافظاً لها . ولكنني وقفت واشتغلت بالزيارة ، فقرأتها بتمامها عن حفظ .
قال : فجاء مرة أخرى ، وقال : ألم تذهب ؟ فقلت : كلا ... لا زلت موجوداً هنا إلى الصباح . فقال : أنا الآن أوصلك بالقافلة . ثم ذهب وركب حماراً وحمل مسحاته على كتفه وجاء فأردفني به . قال الراوي : فوضع يده على ركبتي وقال : أنتم لماذا لا تقرأون عاشورا ؟ ... عاشورا ، عاشورا ، عاشورا ... كررها ثلاث مرات . ثم قال : أنتم لماذا لا تقرأون الجامعة ؟ الجامعة ، الجامعة ، الجامعة ثلاث مرات . وكان يدون في مسلكه .. وإذا به يلتفت إلى الوراء ويقول : أولئك أصحابك . إلى آخر الخبر.
أقول : المراد من النافلة ، صلاة الليل ، كما فهم الحاج النوري فإن الراوي أتى بها في الليل . وهذه الصلاة من أفضل المستحبات في الشريعة . وكل ما أمر به في هذه الرواية فهو من أفضل المستحبات ... على أن يفهم فهماً حقيقياً واعياً ، بصفته كجزء من كل ، مرتبط بالكيان العام للعمل الإسلامي في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمته . ولهذا أمر المهدي (ع) بالالتزام بها أمراً مؤكداً ، بعد أن رأى الناس قد تسامحوا بها وتهاونوا في امتثالها .
وقوله له بعد كل عمل يقوم به الراوي : ألم تذهب ؟ إنما هو لاحتمال أن يكون الراوي التائه في خلال العمل يكون قد خطرت له فكرة للخلاص ، وخاصة بعد أن يكون قد توجه إلى الله تعالى وتوسل إليه . ولما رأى المهدي (ع) أن طرق النجاة مسدودة أمام هذا الرجل ، وأنه لا يفكر في إصابة الطريق ... أوصله بنفسه إلى قافلته . واستطاع المهدي (ع) أن يثبت حقيقته بعدة معجزات "مخففة" غير ملفته للنظر ، ذكرنا بعضها وأحلنا الباقي على المصدر الذي اعتمدناه .
فهذه عشرة أهداف ، مما يتوخاه الإمام المهدي (ع) في عمله من مقابلة الأفراد ... مما قد يكون له – في المدى البعيد – أعمق الأثر على صعيد اجتماعي عام وعدد من الأفراد كبير . وللمهدي (ع) أهداف أخرى ، تظهر لمن يراجع أخبار المشاهدة ، نعرض عنها آسفين ، توخياً للاختصار .
|
|
|
|
|