|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 50567
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 8,348
|
بمعدل : 1.54 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أحزان الشيعة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 09-11-2011 الساعة : 01:15 AM
فأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها، فهمت قريش وخزاعة وكنانة وهذيل ومن كان في الحرم بقتاله ، ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم به ، فتركوا ذلك ، وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة ، فقال له : سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفهم ، ثم قل لهم : إن الملك يقول لكم : إني لم آت لحربكم ، إنما جئت لهدم هذا البيت ، فإن لم تعرضوا لي بقتال فلا حاجة لي بدمائكم ، فإن هو لم يرد حربي فأتني به . فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها ، فقيل له : عبد المطلب . فأرسل إلى عبد المطلب ، فقال بما قال أبرهة ، فقال عبد المطلب : والله ما نريد حربه ، وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت إبراهيم خليله عليه السلام - أو كما قال - فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه . فقال له حناطة : فانطلق معي إليه ، فإنه قد أمرني أن آتيه بك . فانطلق معه عبد المطلب ومعه بعض بنيه ، حتى أتى العسكر ، فسأل عن ذي نفر ، وكان له صديقا ، حتى دخل عليه وهو في محبسه ، فقال : يا ذا نفر ، هل عندك من غناء فيما نزل بنا ؟ قال ذو نفر : وما غناء رجل أسير في يدي ملك ينتظر أن يقتله بكرة أو عشية ؟ ما عندي غناء في شيء مما نزل بك ، إلا أن أنيسا سائس الفيل صديق لي ، فسأرسل إليه فأوصيه بك ، وأعظم عليه حقك ، وأسأله أن يستأذن لك على الملك ، وتكلمه فيما بدا لك ، ويشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك . قال : حسبي . فبعث ذو نفر إلى أنيس ، فقال له : إن عبد المطلب سيد قريش ، وصاحب عير مكة ، يطعم الناس بالسهل والجبل ، والوحوش في رءوس الجبال ، وقد أصاب الملك له مائتي بعير ، فاستأذن له عليه ، وانفعه عنده بما استطعت . فقال : أفعل . فكلم أنيس أبرهة ، فقال له : أيها الملك ، هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك ، وهو صاحب عير مكة ، وهو يطعم الناس بالسهل والجبل ، والوحوش في رءوس الجبال ، فأذن له عليك ، فليكلمك في حاجته . فأذن له أبرهة . وكان عبد المطلب أوسم الناس وأعظمهم وأجملهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه عن أن يجلسه تحته ، وكره أن تراه الحبشة معه على سريره ، فنزل أبرهة عن سريره ، فجلس على بساطه ، وأجلسه معه عليه إلى جنبه ، ثم قال لترجمانه : قل له : ما حاجتك ؟ قال له الترجمان : إن الملك يقول لك : ما حاجتك ؟ قال : حاجتي أن يرد الملك علي مائتي بعير أصابها لي . فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، تكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك ، وقد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه ؟ قال عبد المطلب : إني أنا رب إبلي ، وإن للبيت ربا سيمنعه .
(1/190)
http://islamport.com/d/1/mtn/1/2/3.html
المصدر السابق
|
|
|
|
|