|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 50567
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 8,348
|
بمعدل : 1.54 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أحزان الشيعة
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 09-11-2011 الساعة : 02:16 AM
فلما مات حليل وفعلت صوفة ما كانت تفعل أتاهم قصى بمن معه من قريش وكنانة عند العقبة، فقال : نحن أولى بهذا منكم، فقاتلوه فغلبهم قصى على ما كان بأيديهم، وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصى، فبادأهم قصى وأجمع لحربهم، فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعا، ثم تداعوا إلى الصلح فحكموا يعمر بن عوف أحد بنى بكر، فقضى بأن قصيا أولى بالكعبة وبأمر مكة من خزاعة، وكل دم أصابه قصى منهم موضوع يشدخه تحت قدميه، وما أصابت خزاعة وبنو بكر ففيه الدية، وأن يخلى بين قصى وبين الكعبة، فسمى يعمر يومئذ : الشداخ .
وكانت فترة تولى خزاعة أمر البيت ثلاثمائة سنة، واستولى قصى على أمر مكة والبيت في أواسط القرن الخامس للميلاد سنة 440 م،وبذلك صارت لقصى ثم لقريش السيادة التامة والأمر النافذ في مكة، وصار قصى هو الرئيس الديني لهذا البيت الذي كانت تفد إليه العرب من جميع أنحاء الجزيرة .
ومما فعله قصى بمكة أنه جمع قومه من منازلهم إلى مكة، وقطعها رباعا بين قومه، وأنزل كل قوم من قريش منازلهم التي أصبحوا عليها، وأقر النسأة وآل صفوان وعدوان ومرة بن عوف على ما كانوا عليه من المناصب؛ لأنه كان يراه دينا في نفسه لا ينبغى تغييره .
ومن مآثر قصى : أنه أسس دار الندوة بالجانب الشمالى من مسجد الكعبة، وجعل بابها إلى المسجد، وكانت مجمع قريش، وفيها تفصيل مهام أمورها، ولهذه الدار فضل على قريش؛ لأنها ضمنت اجتماع الكلمة وفض المشاكل بالحسنى .
وكان لقصى من مظاهر الرياسة والتشريف :
1 ـ رياسة دار الندوة : ففيها كانوا يتشاورون فيما نزل بهم من جسام الأمور، وفيها كانوا يزوجون بناتهم .
2 ـ اللواء : فكانت لا تعقد راية ولا لواء لحرب قوم من غيرهم إلا بيده أو بيد أحد أولاده، وفي هذه الدار .
3 ـ القيادة : وهي إمارة الركب، فكانت لا تخرج ركب لأهل مكة في تجارة أو غيرها إلا تحت إمارته أو إمارة أولاده .
4 ـ الحجابة : وهي حجابة الكعبة،لا يفتح بابها إلا هو، وهو الذي يلى أمر خدمتها وسدانتها .
5 ـ سقاية الحاج : وهي أنهم كانوا يملأون للحجاج حياضا من الماء، يحلونها بشيء من التمر والزبيب، فيشرب الناس منها إذا وردوا مكة .
6 ـ رفادة الحاج : وهي طعام كان يصنع للحاج على طريقة الضيافة، وكان قصى فرض على قريش خرجا تخرجه في الموسم من أموالها إلى قصى، فيصنع به طعاما للحاج، يأكله من لم يكن له سعة ولا زاد .
كان كل ذلك لقصى، وكان ابنه عبد مناف قد شرف وساد في حياته،
وكان عبد الدار بكره . فقال له قصى فيما يقال : لألحقنك بالقوم وإن شرفوا عليك، فأوصى له بما كان يليه من مصالح قريش، فأعطاه دار الندوة واللواء والقيادة والحجابة والسقاية والرفادة، وكان قصى لا يخالف ولا يرد عليه شيء صنعه، وكان أمره في حياته وبعد موته كالدين المتبع، فلما هلك أقام بنوه أمره لا نزاع بينهم، ولكن لما هلك عبد مناف نافس أبناؤه بنى عمهم عبد الدار في هذه المناصب، وافترقت قريش فرقتين، وكاد يكون بينهم قتال، إلا أنهم تداعوا إلى الصلح، واقتسموا هذه المناصب، فصارت السقاية والرفادة والقيادة إلى بنى عبد مناف، وبقيت دار الندوة واللواء والحجابة بيد بنى عبد الدار . وقيل : كانت دار الندوة بالاشتراك بين الفريقين، ثم حكم بنو عبد مناف القرعة فيما أصابهم، فصارت السقاية والرفادة لهاشم
/
وقيل : كانت دار الندوة بالاشتراك بين الفريقين، ثم حكم بنو عبد مناف القرعة فيما أصابهم، فصارت السقاية والرفادة لهاشم والقيادة لعبد شمس، فكان هاشم بن عبد مناف هو الذي يلى السقاية والرفادة طول حياته، فلما مات خلفه أخوه المطلب بن عبد مناف، وولى بعده عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعده أبناؤه حتى جاء الإسلام والولاية إلى العباس .
ويقال : إن قصيا هو الذي قسم المناصب على أولاده، ثم توارثها أبناؤهم حسب التفصيل المذكور، والله أعلم . وكانت لقريش مناصب أخرى سوى ما ذكرنا وزعوها فيما بينهم، وكونوا بها دويلة ـ بل بتعبير أصح : شبه دويلة ديمقراطية ـ وكانت لهم من الدوائر والتشكيلات الحكومية ما يشبه في عصرنا هذا دوائر البرلمان ومجالسها، وهاك لوحة من تلك المناصب :
1ـ الإيسار : أي تولية قداح الأصنام للاستقسام، وكان ذلك في بني جمح .
2 ـ تحجير الأموال : أي تنظيم القربات والنذور التي كانت تهدى إلى الأصنام، وكذلك فصل الخصومات والمرافعات . وكان ذلك في بني سهم .
3 ـ الشورى : وكانت في بني أسد .
4 ـ الأشناق : أي تنظيم الديات والغرامات، وكان ذلك في بني تيم .
5 ـ العقاب : أي حمل اللواء القومى، وكان ذلك في بني أمية .
6 ـ القبة : أي تنظيم المعسكر، وكذلك قيادة الخيل، وكان في بني مخزوم .
7 ـ السفارة : وكانت في بني عدي .
(1/17)
الرحيق المختوم
المؤلف :صفي الرحمن المباركفوري
هذا هو تاريخ و أمجاد أجداد النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم و ما فيه من دلائل من أن النبي الأعظم كان سيدا و شريفا و عزيزا و لم يكن يتمه مانع من ان يكون كذلك
|
|
|
|
|