|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 15-11-2011 الساعة : 08:12 PM
الحلقة الرابعة
خليفة بن سلمان , رجل الجعجعة

في الحلقة السابقة، دشّن الشيخ المحمود مرحلة الحرب الطائفية من طرف واحد، أعلنت آياته في خطبة صلاة الجمعة، الإذن للطائفة السنية بالقتال، وعاد لتكرارها مساء اليوم نفسه وسط تجمع سلفي في مدينة حمد. دعا إلى تشكيل عصابات (جماعات) مسلحة عند مداخل المناطق السنية، كانت هذه هي المقدمة لما حصل في ساحة البسيتين بعدها بأيام قليلة في 7 مارس. الساحة التي ستصير بدورها مقدمة لما سيحدث عند مداخل المناطق ذات الغالبية السنية. في هذه الحلقة سنقف عند تداعيات سيوف المحمود وآياته، وسنقف عند الدعم الرسمي الممنهج الذي تلقته ساحة البسيتين ليشتد صهيل سيوفها وتقوى.
لم يقف تجمهر ساحة البسيتين عند حد الليلة الأولى فقط، ورغم الاعتداء على 6 صبية من منطقة الدير، كانوا يعبرون نحو بيوتهم قادمين من دوار اللؤلؤة، لم يمنع الأمن هذا التجمع الرافع سيوف حربه جهاراً نهاراً، والمهدّد علنا لكل شيعي يمر عابراً في الطريق، لم يوقفه أحد، بل على عكس ذلك، كانت مفاجأة تنتظر هذا التجمهر المسلح في اليوم التالي (8 مارس)، إنها زيارة رئيس الوزارء بشخصه ولحمه ودمه.
■ جعجعة الطائفة
دولة تقدم نفسها على أنها دولة الجميع لا دولة الطائفة، ودولة القانون والمؤسسات لا دولة الفرد أو القبيلة، يأتي رئيس وزرائها، لا بثقل رجل الدولة، بل بخفة رجل الطائفة، ليغازل تجمهر سلفي مسلح يدق طبول الحرب ضد مكون يفوق عدده نصف الشعب. ثم يطربه استقبالهم له كشيخ قبيلة يقابل بهتافات الولاء وتقبيل الأنف والأكتاف والأيدي، فيقف بينهم ليخطب في فزعتهم بأنها فزعته: "نطمئن اهالي المحرق ونعدهم بالأمن والأمان والمحرق جزء مني والذي يمس المحرق بسوء سنردعه بعقاب صارم وأنتم أبنائي ولأبناء المحرق معزة خاصة بقلبي".
هكذا إذاً، بعد أقل من 24 ساعة من صهيل سيوف الكراهية في ساحة البسيتين، يأتي رئيس الوزراء بصفته الرسمية في الدولة، ليعلن، في استعراض غير وقور، وقوفه الشخصي والرسمي مع تجمع الطائفة وسيوف الطائفة ومع الكراهية التي تلفح وجه المكان. لا يخجل رئيس الوزراء أن يرتدي بشت الدولة، فيما هو يتعثر بثوب الطائفة، ويشارك في تجمع أقل ما يوصف أنه جعجعة إشاعات كاذبة.
الإشاعات التي أرسلت عبر الهواتف النقالة، لتثوير طائفة ضد طائفة، متذرعة بالفزعة لحماية ابنة الطائفة(أمل أبو الفتح) كانت كافية لتنفض بشت رئيس الوزراء شخصياً، ولتجعله يأتي من فوره في الليلة التالية مشاركاً الجعجعة، وليتوعد بالردع بعقاب صارم على من تسوّل له نفسه مسّ أبناء طائفته بالسوء، وهو من يعلم بحكم موقعه الرسمي في الدولة، أن وزارة الداخلية، لم تسجل اعتداء واحدا من طرف شيعي قصد المنطقة بهدف المسّ، أو قصد بيت من يدعي التجمهر نية حمايتها، بل العكس هو ما حدث. هكذا يسارع رجل الدولة الثالث إلى ساحات الفتنة، بخفة المجعجعين، ليصطف طرفاً في الفتنة، وليعطي الأمان لسيوف الطائفة: أنتم جزء مني، أنتم أبنائي. معلناً للطائفة الأخرى أن الردع بالعقاب الصارم سيكون نصيبها، وهو ما سيبدأ بعد أيام من ذلك التاريخ. الردع بالعقاب الصارم ليس لأن أحداً منهم (مسّ المحرّق بسوء) كما ادعى في خطابه تلك الليلة، بل لأن المحتجين مسّوا الأربعين عاماً من استفراده بالحكومة، بالرفض وفضح السرقات.
هكذا، بدأت الساحة تكتسب شرعيتها الدينية والرسمية في آن واحد. الدينية منحتها لها آيات المحمود، والرسمية منحتها لها تطمينات رئيس الوزراء وأبوته. ما يضمن للساحة أن تكون محمية من قبل الدولة، ومن قبل رئيس الحكومة، لا من قبل رجال الأمن فقط. ومن هنا بدأت هذه الساحة تحدد هويتها بثقة الحماية، وجعلت لها اسماً: ساحة الشرفاء.
صار حمل السلاح ضد الطائفة الشيعية محمياً برجل الدين ورجل الدولة. كلاهما لم ينطق بحكمة رجل الدين الذي يقدم السلام على الحرب، ورجل الدولة الذي يحسن احتكار عنف السلاح ليقدم السلم الأهلي على الاحتراب الطائفي. كلاهما راحا ينفخان في الاتجاه الذي يشحد السيوف نحو الفتنة أكثر. وهو ما يؤكد أن سيناريو تفجير الفتنة الطائفية على يد المحمود الذي تحركه السلطة، كانت هي المخرج المخطط له، لشغل الناس ببعضهم بدلاً من الانشغال بالنظام. وكانت الخفة التي أحضرت رئيس الوزراء في ذلك المكان ليلقي ذلك الخطاب الذي لا يصدر حتى من شيخ قبيلة رزين، هي الخطوة الأكثر فضحاً لهذه الخطة الرسمية الممنهجة.
|
|
|
|
|