عرض مشاركة واحدة

أحزان الشيعة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 50567
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 8,348
بمعدل : 1.54 يوميا

أحزان الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور أحزان الشيعة

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : أحزان الشيعة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-11-2011 الساعة : 07:50 PM


قوله : ( خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة )
قال القرطبي : الضمير عائد على غير مذكور ، لكنه يفسره الحال والمشاهدة ، يعني به الدنيا . وقال الطيبي : الضمير الأول يعود على الأمة التي كانت فيها مريم والثاني على هذه الأمة . قال ولهذا كرر الكلام تنبيها على أن حكم كل واحدة منها غير حكم الأخرى . قلت : ووقع عند مسلم من رواية وكيع عن هشام في هذا الحديث " وأشار وكيع إلى السماء والأرض " فكأنه أراد أن يبين أن المراد نساء الدنيا ، وأن الضميرين يرجعان إلى الدنيا ، وبهذا جزم القرطبي أيضا . وقال الطيبي :

أراد أنهما خير من تحت السماء وفوق الأرض من النساء ، قال : ولا يستقيم أن يكون تفسيرا لقوله نسائها لأن هذا الضمير لا يصلح أن يعود إلى السماء ، كذا قال . ويحتمل أن يريد أن الضمير الأول يرجع إلى السماء والثاني إلى الأرض إن ثبت أن ذلك صدر في حياة خديجة وتكون النكتة في ذلك أن مريم ماتت فعرج بروحها إلى السماء ، فلما ذكرها أشار إلى السماء ، وكانت خديجة إذ ذاك في الحياة فكانت في الأرض فلما ذكرها أشار إلى الأرض ، وعلى تقدير أن يكون بعد موت خديجة فالمراد أنهما خير من صعد بروحهن إلى السماء وخير من دفن جسدهن في الأرض ، وتكون الإشارة عند ذكر كل واحدة منهما . والذي يظهر لي أن قوله " خير نسائها " خبر مقدم والضمير لمريم فكأنه قال مريم خير نسائها أي نساء زمانها ، وكذا في خديجة .
وقد جزم كثير من الشراح أن المراد نساء زمانها لما تقدم في أحاديث الأنبياء في قصة موسى وذكر آسية من حديث أبي موسى رفعه " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية " فقد أثبت في هذا الحديث الكمال لآسية كما أثبته لمريم ، فامتنع حمل الخيرية في حديث الباب على الإطلاق ، وجاء ما يفسر المراد صريحا ، فروى البزار والطبراني من حديث عمار بن ياسر رفعه " لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين " وهو حديث حسن الإسناد ، واستدل بهذا الحديث على أن خديجة أفضل من عائشة .
/

. وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح وأخرج الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعا " أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية " وهذا نص صريح لا يحتمل التأويل ، قال القرطبي : لم يثبت في حق واحدة من الأربع أنها نبية إلا مريم .
وقد أورد ابن عبد البر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه " سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية " قال : وهذا حديث حسن يرفع الإشكال ، قال : ومن قال إن مريم ليست بنبية أول هذا الحديث وغيره بأن " من " وإن لم تذكر في الخبر فهي مرادة . قلت الحديث الثاني الدال على الترتيب ليس بثابت ، وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب ، وقد يتمسك بحديث الباب من يقول إن مريم ليست بنبية لتسويتها في حديث الباب بخديجة ، وليست خديجة بنبية بالاتفاق . والجواب أنه لا يلزم من التسوية في الخيرية التسوية في جميع الصفات ، وقد تقدم ما قيل في مريم في ترجمتها من أحاديث الأنبياء والله أعلم .
(11/130)

وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها ، إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها .

وأما قوله : " ببيت " فقال أبو بكر الإسكاف في " فوائد الأخبار " : المراد به بيت زائد على ما أعد الله لها من ثواب عملها ، ولهذا قال : " لا نصب فيه " أي لم تتعب بسببه . قال السهيلي : لذكر البيت معنى لطيف لأنها كانت ربة بيت قبل المبعث ثم صارت ربة بيت في الإسلام منفردة به ، فلم يكن على وجه الأرض في أول يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم بيت إسلام إلا بيتها ، وهي فضيلة ما شاركها فيها أيضا غيرها . قال : وجزاء الفعل يذكر غالبا بلفظه وإن كان أشرف منه ، فلهذا جاء في الحديث بلفظ البيت دون لفظ القصر انتهى . وفي ذكر البيت معنى آخر ؛ لأن مرجع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ، لما ثبت في تفسير قوله تعالى :
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت )
قالت أم سلمة " لما نزلت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فجللهم بكساء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي " الحديث أخرجه الترمذي وغيره ،
ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة ،
لأن الحسنين من فاطمة وفاطمة بنتها ، وعلي نشأ في بيت خديجة وهو صغير ثم تزوج بنتها بعدها ، فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها .
قوله : ( لا صخب فيه ولا نصب )
الصخب بفتح المهملة والمعجمة بعدها موحدة : الصياح والمنازعة برفع الصوت ، والنصب بفتح النون والمهملة بعدها موحدة التعب . وأغرب الداودي فقال : الصخب العيب ، والنصب العوج ، وهو تفسير لا تساعد عليه اللغة . وقال السهيلي : مناسبة نفي هاتين الصفتين - أعني المنازعة والتعب - أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام أجابت خديجة طوعا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك ، بل أزالت عنه كل نصب ، وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها .


(11/134)



قوله : ( فاقرأ عليها السلام من ربها ومني )
زاد الطبراني في الرواية المذكورة " فقالت : هو السلام ومنه والسلام وعلى جبريل السلام " وللنسائي من حديث أنس قال : " قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقرئ خديجة السلام " يعني فأخبرها " فقالت : إن الله هو السلام ، وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته " زاد ابن السني من وجه آخر " وعلى من سمع السلام ، إلا الشيطان " ، قال العلماء في هذا القصة دليل على وفور فقهها ، لأنها لم تقل " وعليه السلام " كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد " السلام على الله فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله هو السلام ، فقولوا التحيات لله "


فعرفت خديجة لصحة فهمها أن الله لا يرد عليه السلام كما يرد على المخلوقين ، لأن السلام اسم من أسماء الله ، وهو أيضا دعاء بالسلامة ، وكلاها لا يصلح أن يرد به على الله فكأنها قالت : كيف أقول عليه السلام والسلام اسمه ، ومنه يطلب ، ومنه يحصل .

فيستفاد منه أنه لا يليق بالله إلا الثناء عليه فجعلت مكان رد السلام عليه الثناء عليه ، ثم غايرت بين ما يليق بالله وما يليق بغيره فقالت : " وعلى جبريل السلام " ثم قالت : " وعليك السلام "

ويستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام وعلى من بلغه .

والذي يظهر أن جبريل كان حاضرا عند جوابها فردت عليه وعلى النبي صلى الله عليه وسلم مرتين : مرة بالتخصيص ومرة بالتعميم ، ثم أخرجت الشيطان ممن سمع لأنه لا يستحق الدعاء بذلك .

قيل : إنما بلغها جبريل عليه السلام من ربها بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم احتراما للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك وقع له لما سلم على عائشة لم يواجهها بالسلام بل راسلها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد واجه مريم بالخطاب ، فقيل لأنها نبية ، وقيل : لأنها لم يكن معها زوج يحترم معه مخاطبتها . قال السهيلي : استدل بهذه القصة أبو بكر بن داود على أن خديجة أفضل من عائشة لأن عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه ، وخديجة أبلغها السلام من ربها .

وزعم ابن العربي أنه لا خلاف في أن خديجة أفضل من عائشة ، ورد بأن الخلاف ثابت قديما وإن كان الراجح أفضلية خديجة بهذا وبما تقدم .

قلت : ومن صريح ما جاء في تفضيل خديجة
ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن عباس رفعه " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " قال السبكي الكبير كما تقدم : لعائشة من الفضائل ما لا يحصى ، ولكن الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة .
واستدل لفضل فاطمة بما تقدم في ترجمتها أنها سيدة نساء المؤمنين .

قوله : ( استأذنت هالة بنت خويلد )
هي أخت خديجة ، وكانت زوج الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس والد أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكروها في الصحابة وهو ظاهر هذا الحديث ، وقد هاجرت إلى المدينة لأن دخولها كان بها أي بالمدينة ، ويحتمل أن تكون دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حيث كانت عائشة معه في بعض سفراته ، ووقع عند المستغفري من طريق حماد بن سلمة عن هشام بهذا السند " قدم ابن لخديجة يقال له هالة ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم في قائلته كلام هالة ، فانتبه وقال : هالة هالة " قال المستغفري : الصواب هالة أخت خديجة انتهى . وروى الطبراني في " الأوسط " من طريق تميم بن زيد بن هالة عن أبي هالة عن أبيه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ فضمه إلى صدره وقال : " هالة هالة " وذكر ابن حبان وابن عبد البر في الصحابة هالة بن أبي هالة التميمي ، فلعله كان لخديجة أيضا ابن اسمه هالة والله أعلم .

قوله : ( فعرف استئذان خديجة )
أي صفته لشبه صوتها بصوت أختها فتذكر خديجة بذلك ، وقوله : " ارتاع " من الروع بفتح الراء أي فزع ، والمراد من الفزع لازمه وهو التغير . ووقع في بعض الروايات " ارتاح " بالحاء المهملة أي اهتز لذلك سرورا ، وقوله " اللهم هالة " فيه حذف تقديره اجعلها هالة ، فعلى هذا فهو منصوب ، ويحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هذه هالة وعلى هذا هو مرفوع ، وفي الحديث أن من أحب شيئا أحب محبوباته وما يشبهه وما يتعلق به .

قوله : ( حمراء الشدقين )
بالجر ، قال أبو البقاء : يجوز في حمراء الرفع على القطع والنصب على الصفة أو الحال ، ثم الموجود في جميع النسخ وفي مسلم " حمراء " بالمهملتين ، وحكى ابن التين أنه روي بالجيم والزاي ولم يذكر له معنى ، وهو تصحيف والله أعلم . قال القرطبي : قيل : معنى حمراء الشدقين بيضاء الشدقين ، والعرب تطلق على الأبيض الأحمر كراهة اسم البياض لكونه يشبه البرص ، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة يا حميراء . ثم استبعد القرطبي هذا لكون عائشة أوردت هذه المقالة مورد التنقيص ، فلو كان الأمر كما قيل لنصت على البياض لأنه كان يكون أبلغ في مرادها .
/

قوله : ( قد أبدلك الله خيرا منها )
قال ابن التين : في سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على هذه المقالة دليل على أفضلية عائشة على خديجة إلا أن يكون المراد بالخيرية هنا حسن الصورة وصغر السن انتهى . ولا يلزم من كونه لم ينقل في هذه الطريق أنه صلى الله عليه وسلم رد عليها عدم ذلك ، بل الواقع أنه صدر منه رد لهذه المقالة ، ففي رواية أبي نجيح عن عائشة عند أحمد والطبراني في هذه القصة " قالت عائشة فقلت أبدلك الله بكبيرة السن حديثة السن ، فغضب حتى قلت : والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلا بخير " وهذا يؤيد ما تأوله ابن التين في الخيرية المذكورة ، والحديث يفسر بعضه بعضا . وروى أحمد أيضا والطبراني من طريق مسروق عن عائشة في نحو هذه القصة " فقال صلى الله عليه وسلم : ما أبدلني الله خيرا منها آمنت بي إذ كفر بي الناس " الحديث ، قال عياض قال الطبري وغيره من العلماء الغيرة مسامح للنساء ما يقع فيها ولا عقوبة عليهن في تلك الحالة لما جبلن عليه منها ، ولهذا لم يزجر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عن ذلك . وتعقبه عياض بأن ذلك جرى من عائشة لصغر سنها وأول شبيبتها ، فلعلها لم تكن بلغت حينئذ .

قلت : وهو محتمل مع ما فيه من نظر ، قال القرطبي : لا تدل قصة عائشة هذه على أن الغيرى لا تؤاخذ بما يصدر منها ، لأن الغيرة هنا جزء سبب ، وذلك أن عائشة اجتمع فيها حينئذ الغيرة وصغر السن والإدلال ، قال فإحالة الصفح عنها على الغيرة وحدها تحكم ، نعم الحامل لها على ما قالت الغيرة لأنها هي التي نصت عليها بقولها " فغرت " وأما الصفح فيحتمل أن يكون لأجل الغيرة وحدها ، ويحتمل أن يكون لها ولغيرها من الشباب والإدلال . قلت : الغيرة محققة بتنصيصها ، والشباب محتاج إلى دليل ، فإنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي بنت تسع وذلك في أول زمن البلوغ ، فمن أين له أن ذلك القول وقع في أوائل دخوله عليها وهي بنت تسع . وأما إدلال المحبة فليس موجبا للصفح عن حق الغير ، بخلاف الغيرة فإنما يقع الصفح بها لأن من يحصل لها الغيرة لا تكون في كمال عقلها ، فلهذا تصدر منها أمور لا تصدر منها في حال عدم الغيرة ، والله أعلم .
(11/135)

فتح الباري




توقيع : أحزان الشيعة
اللهم صل على محمد و آل محمد

من مواضيع : أحزان الشيعة 0 معارضة احاديث الصحاح لكتاب الله
0 البخاري : عائشة على جمل خرجت بالناس و كانت محور المعركة ! و لم يذكر شيئ عن الإصلاح
0 أعلمية عائشة
0 هكذا تحدث رسول الله صلى الله عليه و آله و هكذا رده ابن تيمية كعادته
0 ماذا يحدث ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أحزان الشيعة ; 16-11-2011 الساعة 07:54 PM.

رد مع اقتباس