|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 63250
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 6,772
|
بمعدل : 1.28 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عابر سبيل سني
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 17-11-2011 الساعة : 02:53 AM
■ الدور الثاني
خلال الاسبوع الأول من القمع الوحشي للحركة الاحتجاجية في الدوار التي انتهت بإزالته، واحتلال جيش درع الجزيرة لمستشفى السلمانية، وُضعت لافتة في ساحة البسيتين، موقعة باسم: ساحة الشرفاء/ البسيتين. تقول اللوحة، نبارك لشعب البحرين على:
✓ تطهير مستشفى السلمانية
✓ إقالة وزيري الصحة والإسكان (شيعيان الأصل)
✓ إزالة الدوار
✓ وننتظر المزيد والمزيد..

كانت هذه اللافتة، ملفتة على غير العادة، بل صادمة. تعوّد البحرينيون أن يروا لافتات الولاء والتبجيل والتعظيم لرموز الحكم في الشوارع العامة، تعودوا على لافتات التهنئة وربما التملق والترويج، تنشط أكثر عند المناسبات، لكن ما لم يسبق للشعب البحريني الذي عرف بالطيبة والتسامح والتعايش أن يرى في شوارعه لافتات كراهية. لافتات يتشفى فيها بعض الشعب على ما يصيب بعضه الآخر من تعرض للقتل والاعتقال والتنكيل والتهديد، أو يطالب فيها بعض الشعب بالنيل من البعض الآخر لأنه طالب بحقوق ديمقراطية مشروعة. أن تُنصب لافتة في شارع رئيسي عام، تبارك الهجوم الانتقامي من السلطة ضد محتجين سلميين من شركاء الوطن، فهذه سابقة دخيلة وغريبة، وأن تطالب هذه اللافتة بالمزيد والمزيد ضد المحتجين، فهو أمر صدم ليس فقط الشارع الشيعي الذي كان مقصوداً بالتعزير، بل الشارع السني المعتدل أيضاً.
لم يقف الأمر عند هذه اللافتة الصادمة، أيام قليلة أخرى، وستلحق بها لافتة أخرى، تحمل التوقيع ذاته، هذه المرة تتضمن مطالب. مطالب (الشرفاء) من الحكومة ضد (الخونة والانقلابيين). لا تتعجب حين تعلم أنه في حالتنا هذه، فإن من يطلق عليهم الخونة هم من يطالبون النظام بتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية وتمكين الشعب من انتخاب حكومته، أما الشرفاء فهم من يطالبون النظام أن لا يمكّن الشعب من انتخاب حكومته وأن يضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه المطالبة بتمكين الشعب، فلا تتعجب من هذا القلب.
سترى لافتة من الحجم الكبير، تتصدر واجهة الشارع الرئيسي المقابل لساحة الشرفاء تقول: نطالب الحكومة بأقصى العقوبة. ثم يوضع في صدر اللوحة: لا للعفو، عن رؤوس الفتنة والفئة الضالة. وفي جانب اللوحة تتدلى صورة مشنقة. هل قلنا مشنقة؟ نعم مشنقة. وفي طرف اللوحة يجلس التوقيع: ساحة الشرفاء/ البسيتين.
بجانب هذه اللوحة، تجلس لوحة أخرى أصغر منها كتب عليها عبارة رئيس الوزراء المشهورة: لن نقول عفا الله عما سلف. وهي العبارة التي أشرعت النار على طائفة بأكملها، وشرّعت لكل من امتلأ قلبه بالكراهية أن يستند إليها في كل ما يفعل. وصارت لازمة على ألسنة إعلاميي السلطة وعبيدها ومواليها واتباعها، وفتحت أبواب التنكيل والاعتقال والتعذيب وقطع أرزاقها. صارت هذه العبارة شعار مرحلة التطهير. تطهير البلد من كل من احتج وطالب بتنحي رئيس الوزراء عن كرسيه الذي صار عليه أكثر من 40 عاماً. لن نقول عفا الله عما سلف: لم تكن (لا عفو) عن جريمة أتى بها المحتجون، بل عن خط أحمر تجاوزوه في نظام القبيلة.
وبينما كانت لوحات الشرفاء تنصب مشانقها وتطالب بالحكم بالمشنقة دون غيرها، كانت السجون تمتلئ بمئات المعتقلين الذين تمت مداهمة بيوتهم في أنصاف الليالي، معتقلون من كل الفئات العمرية والمهنية، أطباء ومعلمين ورياضيين وسياسيين وطلاب مدارس وجامعيين وغيرهم. هستيريا الانتقام وحدها كانت سيدة الموقف بلا منازع، قوات درع الجزيرة تعيث في الشوارع تدجيجاً، المناطق محاصرة ومكبلة بنقاط تفتيش تتعمد إذلال كل من يمرّ عليها من الشيعة ويتمّ نهب أموالهم وضربهم وتحقيرهم بالشتائم والإهانات واللعنات. ثم تأتي لوحات الكراهية لتضيف إلى هستيريا الانتقام، هستيريا كراهية أكثر، فكأن الوضع كان بحاجة إلى تحريض أكثر، وكأن هناك خوفاً من أن يقل سقف انتقام الدولة عن سقف كراهية السلف، كان لا بد من لوحات المشانق، لتوجيه الحكومة نحو ما قد يُنقص أحكامها عن سقف الإعدام.
إنها الفرصة التي طالما انتظرها السلفيون (لا أهل السنة)، الحاقدون علـى الشيعة لسبب طائفي، نشط ظهورهم وعلا صوتهم منذ 7 مارس، وجدوا لأنفسهم فرصة الخروج بسيوف الكراهية، قبلها لم يكونوا يجرؤون على البوح بنواياهم القتالية في مجتمع متعايش مثل البحرين. لم تعد هناك حاجة للاستعانة بقوى الجهاد الأفغاني من السعودية كما اقترح بعضهم من قبل ، فقد قامت الحكومة بالاستعانة بقوات درع الجزيرة التي أتت لتقوم بمهمة الإبادة ذاتها.
|
|
|
|
|