|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51168
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,313
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
شجر الاراك
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 18-03-2012 الساعة : 01:14 AM
ذكر الرحمة بدء القرآن :
قد وصف الله تعالى نفسه بالرحمة في ابتداء كلامه دون سائر صفاته الكمالية ، لان القرآن إنما نزل رحمة من الله لعباده .
ومن المناسب أن يبتدأ بهذه الصفة التي اقتضت إرسال الرسول وإنزال الكتاب . وقد وصف الله كتابه ونبيه بالرحمة في آيات عديدة ، فقد قال تعالى : " هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 7 : 203 .
(وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )10 : 57 .
(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) 16 : 89 .
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) 17 : 82 .
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) 21 : 107 .
(وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) 27 : 77
ذكر الرحيم بعد الرحمن:
قد عرفت أن هيئة فعيل تدل على أن المبدأ فيها من الغرائز والسجايا غيرالمنفكة عن الذات وبذلك تظهر نكتة تأخير كلمة " الرحيم " عن كلمة " الرحمن " فإن هيئة " الرحمن " تدل على عموم الرحمة وسعتها ولا دلالة لها على أنها لازمة للذات ، فأتت كلمة " الرحيم " بعدها للدلالة على هذا المعنى .
وقد اقتضت بلاغة القرآن أن تشير إلى كلا الهدفين في هذه الآية المباركة ، فالله رحمن قد وسعت رحمته كل شئ وهو رحيم لا تنفك عنه الرحمة .
وقد خفي الامر على جملة من المفسرين ، فتخيلوا أن كلمة " الرحمن " أوسع معنى من كلمة " الرحيم " بتوهم أن زيادة المباني تدل على زيادة المعاني .
وهذا التعليل ينبغي أن يعد من المضحكات ، فإن دلالة الالفاظ تتبع كيفية وضعها ، ولا صلة لها بكثرة الحروف وقلتها ورب لفظ قليل الحروف كثير المعنى ، وبخلافه لفظ آخر ، فكلمة حذر تدل على المبالغة دون كلمة حاذر ، وإن كثيرا ما يكون الفعل المجرد والمزيد فيه بمعنى واحد ، كضر وأضر .
هذا إذا فرضنا أن يكون استعمال كلمة " الرحمن " استعمالا اشتقاقيا وأما بناء على كونها من أسماء الله تعالى وبمنزلة اللقب له نقلا عن معناها اللغوي - وقد تقدم إثبات ذلك - فإن في تعقيبها بكلمة " الرحيم " زيادة على ما ذكر إشارة إلى سبب النقل ، وهو اتصافه تعالى بالرحمة الواسعة .
|
|
|
|
|