|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21699
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 1,213
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم الشيعة
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 14-04-2012 الساعة : 12:15 AM
الآثار على الصحة العامة
كان لانتشار الدخان الكثيف في الكويت حاملاً المواد الهيدروكربونية والآروماتية والسخام الأثر الكبير على الصحة العامة، حيث رصدت الدراسات الإحصائية ارتفاع أعداد المراجعين في المستشفيات والعيادات العامة في الكويت، كما ارتفع عدد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. وازدادت بلاغات حالات الولادة المبكرة والإجهاض والعيوب الخلقية لدى حديثي الولادة مقارنة لما قبل عام 1990.[4] كما وجدت الأبحاث ارتباط الأمطار النفطية والمواد سريعة التبخر بعدد من الأمراض كالطفح الجلدي ومشاكل في الذاكرة والصداع والخمول وضعف المناعة.[7] كما أشارت الأبحاث إلى وجود صلة بين المواد النفطية ومرض السرطان، فقد وجد من خلال أحد التجارب أن نفط الكويت قد يؤدي للسرطان في 38% من فئران المعامل.[12] وحالياً يلاحظ ارتفاع في معدلات السرطان بين الكويتين وقد يعود السبب إلى حرائق البترول.[13]
[عدل] إطفاء الآبار
نظراً لحجم الكارثة البيئية وكثرة عدد الآبار النفطية المشتعلة بالإضافة إلى العدد الكبير من الآبار النازفة والدمرة، قدر الوقت اللازم لعملية الإطفاء بفترة تمتد لعدة سنوات. تراوحت التقديرات في المدة اللازمة لعملية إخماد حرائق آبار النفط بين سنتين إلى خمسة سنوات، [14][15] إلا أن تمت السيطرة على جميع الآبار المحترقة خلال 240 يوماً وذلك بمشاركة 27 فريقاً دولياً متخصص في إطفاء حرائق النفط وقد ساهم الفريق الكويتي بإطفاء 6٪ من مجموع الآبار.[4][16] فتم إطفاء آخر بئر في السادس من نوفمبر 1991 ليتم إيقاف المصدر الأول للتلوث في ذلك الوقت.

أعداد الآبار التي تم إطفاؤها في الفترة مارس-نوفمبر 1991
في سبتمبر من عام 1990 تم تشكيل فرق من مسؤولي القطاع النفطي في الكويت من أجل وضع خطط للطوارئ وإعادة التشغيل والإنتاج بعد تحرير الكويت. وفرضت الخطة احتراق 100 بئر نفطي بحد أقصى، وعلى هذه الفرضية قامت باستشارة أربعة فرق متخصصة في مكافحة حرائق الآبار النفطية وهي: شركة ريد أدير، وشركة بوتس آند كوتس، وشركة وايلد ويل كنترول، وشركة سيفتي بوس. كما وضعت خطط وتصورات لعملية الإطفاء والعمليات المصاحبة. إلا ونظراً لارتفاع عدد الآبار المشتعلة والنازفة عن العدد المفروض كان لزاماً على الحكومة الكويتية بإعادة النظر في الخطة ككل.[4]
حالة الآبار الكويتية
في فبراير 1991 [17]محترقة71%مدمرة13%متدفقة5%سليمة11%
بعد تحرير الكويت في فبراير 1991 وقعت الكويت عقود إطفاء حرائق الآبار مع الشركات الأربع التي تم استشارتها. وبدأت فرق الإطفاء بالوصول للكويت في 11 مارس 1991. وتم السيطرة على أول بئر مدمر (بئر الأحمدي 49) في 20 مارس 1991 بواسطة شركة ريد أدير.[18] في الشهور الخمسة الأولى كانت عملية إطفاء النيران مقتصرة على الشركات الأربعة فقط، وفي نهاية أغسطس 1991 أنضمت 11 شركة متخصصة في مكافحة الحرائق النفطية من فرنسا وهنغاريا والإتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والصين وإيران للمساهمة في عملية الإطفاء.[19] أدى ارتفاع الشركات من أربعة في الشهور الأولى إلى 15 -بالإضافة إلى الفريق الكويتي - بواقع 27 فريق، بزيادة معدل غلق الأبار المدمرة والمحترقة من 3 في اليوم في مايو 1991 إلى 8 في أكتوبر 1991.[19] ولعبت عدة عوامل أخرى في ازدياد وتيرة الإطفاء، أهمها اكتمال أعمال التمديدات المائية لنقل مياه البحر واستخدام تقنيات حديثة لوقف اشتعال الآبار.[4]
[عدل] الطرق المستخدمة في الإطفاء
تم اتباع عدد من الطرق لإطفاء حرائق آبار النفط، كما تم تطوير وتجربة عدد من الوسائل والمعدات الحديثة والمصنعة خصيصا لحرائق آبار النفط الكويتية. وتشترك جميع الطرق بثلاث مراحل أساسية:[18][20]- تبريد البئر والمنطقة المحيطة به، وتتم ذلك عادة بضخ كميات كبيرة من المياه أو المواد الكيماوية.
- السيطرة على تدفق النفط من البئر. وبهذه المرحلة يتم السيطرة على ضغط البئر عن ضخ كميات من الطين في فوهة البئر حيث يمنع الطين اندفاع النفط لأعلى لكونه أثقل وأكثر كثافة من النفط. كما ناك طرق أخرى لتقليل الضغط في البئر كحفر بئر آخر مواجه أو ثقب مواسير التبطين، وبهاتين الطريقتين يتم تحويل مسار تدفق النفط إلى فتحة أخرى بشكل مدروس.
- تركيب الصمامات النهائية والتأكد من عدم وجود أي تسرب نفطي أو غازي.
[عدل] التقنيات المستخدمة
استخدم الفريق المجري المراوح النفاثة في عملية إخماد النيران، فقام الفريق بنصب محركين نفاثين لطائرة ميغ 21 فوق دبابة من نوع تي-35. وكان لهذه المحركات قوة دفع تقدر ب16 طن ومعدل ضخ للمياه أو المواد الكيماوية يتراوح بين 8 إلى 15 متر مكعب لكل دقيقة. وبهذه الطريقة تمكن الفريق المجري من إخماد النيران في وقت قياسي يتراوح بين 12 إلى 120 ثانية، مقابل يوم كامل للفرق الأخرى. ولهذه الطريقة قدرة على تبريد البئر بواقع 15 دقيقة مقابل يوم كامل باستخدام الطرق التقليدية. وكان لاستخدام المراوح النفاثة الأثر الكبير في توفير المياه اللازمة لإطفاء وتبريد الآبار المشتعلة.[21]- قذائف الدبابات: استخدمت قذائف دبابة إم-60 في إزالة الفحم المتصلب فوق رؤوس الآبار. واختصر استخدام القذائف عملية إزالة فحم الكوك المتصلب والتي تبلغ ثلاثة أيام باتباع الأسلوب التقليدي عن طريق استخدام أذرع الجرافات. وعلى الرغم من اختصارها للوقت، فضلت معضم الفرق اتباع أساليب أكثر أماناً.[18]
- النيتروجين السائل: قامت شركة بوتس آند كوتس بإطفاء الآبار المشتعلة بضخ كميات من النيتروجين السائل عند قاعدة البئر، ويقوم النيتروجين المتبخر نتيجة للحرارة العالية بحجب الأكسجين عن النيران فتنطفئ. واستخدمت هذه التقنية في إطفاء 60 بئراً.[18][19]
- الرغاوي الكيماوية: استخدمت شركة نيل آدامز -إحدى شركات الشركة البريطانية الكويتية للإطفاء- باستخدام الرغاوي الكيماوية والتي كانت قادرة على إطفاء البئر المشتعل في دقيقة واحدة. استخدمت هذه التقنية في إطفاء بعض الآبار في الأسبوع الآخير من أكتوبر 1991.[18]
[عدل] الصعوبات
واجهت عملية مكافحة حرائق ابار النفط الكويتية عدد من الصعوبات والمعوقات وكان أبرزها تدمير البنى التحتية ووسائل نقل المياه للمنطقة المنكوبة. فقامت الحكومة الكويتية بإنشاء 361 بحيرة صناعية صغيرة لتخزين ماء البحر قرب منطق عمل الفرق، وقامت بمد ما يقارب 400 كم من الأنابيب لنقل المياه بمعدل 25 مليون غالون يومياً وبإجملي 11.2 مليار غالون -أي ما يكفي لتغطية مساحة الكويت بمقدار 12 مم. كما شكل نقل المعدات اللازمة للإطفاء عائق آخر أمام عملية الإطفاء. وللتغلب على هذا العائق تم استئجار 55 طائرة من نوع بوينغ 747 أس و 55 طائرة عسكرية من نوع سي-5 وأنتونوف أن-124 لنقل المعدات والآليات المستخدمة حتى يعتقد إنها أكبر عملية نقل جوي منذ الجسر الجوي لبرلين بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم نقل 5,500 طن من المعدات جواً من أصل 145,000 طن من الأجهزة والمعدات. كان يتم إفراغ 8 سفن و 6 طائرات شحن من المعدات في المتوسط يومياً. وشكلت العربات والآليات عند اكتمال وصولها ثاني أكبر أسطول آليات غير عسكرية في العالم.[4][22] كما شكلت المتفجرات والألغام المزروعة حول الآبار عائق آخر يحول دون مكافحة النيران، حيث تبلغ المساحة التي تم إزالة المتفجرات منها بحوالي 530 كم مربع، وتقدر عدد المتفجرات التي تم تدميرها ب20,000 قطعة بواقع 400 مهمة تفكيك متفجرات يومياً.[18]
[عدل] الفرق المشاركة
ساهمت 15 شركة بواقع 26 فريق بالإضافة إلى فريق الإطفاء الكويتي في مكافحة حرائق الآبار النفطية الكويتية. واستخدمت هذه الشركات ما يقارب من 10,000 عامل من 37 دولة.[19] بدأت كل من شركة ريد أدير وبوتس آند كوتس ووايلد ويل منترول وسيفتي بروس بعمليات الإطفاء قبل بقية الشركات بمدة تقارب الخمسة أشهر، وهذا يبرر ارتفاع عدد الآبار المطفأة من قبلها مقارنة بالشركات الأخرى، حيث قامت هذه الشركات الأربع بالسيطرة على 78٪ من مجموع الآبار المدمرة. وتمت محاسبة الشركات على أساس الأجر اليومي وليس حسب عدد الآبار المسيطر عليها، وذلك لاختلاف حجم الأضرار من بئر إلى آخر، كما أن الأجر اليومي يعطي مرونة أكبر في التعامل مع الآبار والمعدات.[18]
|
|
|
|
|