|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-05-2012 الساعة : 02:18 AM
التوسل خلاف ما يرى الصوفية والسلفية
إثبات الذات تبرماً من النقص
الإنسان كي يسعى لإثبات ذاته وبنائها بناءاً علمياً عملياً لابد له من شروط أهمها التخلي عن أي مطلب دنيوي كتحصيل المال مثلا، فطلب المال وطلب العلم لإثبات الذات لا يجتمعان، كالذي حرص على الدعوة بوظيفة تقوم أولاً وأخيرا على تحصيل المال أما الدعوة فهي عمل لديه مُعتاد وأحيانا بحُجة فراغ الأتباع وانتظارهم للداعي، في هذه الحالة أصبحت مقاومة النفس الأمّارة بالسوء في غاية الصعوبة، هذا لو أراد المواجهة أو خُلق لديه الدافع أصلاً، فالنفس تميل دوماً لحب الظهور وسد الحاجة، وغايتها أمام الناس تختلف عن غايتها الحقيقية باختلاف التبرير وشرح المقاصد العامة للفعل، لذلك فإن العالم الداعي الذي يسعي لتحصيل المال قلما ينتفع من علمه، وفي الغالب تنطبع لديه دعوة روتينية لا بحث فيها ولا نظر، فإبداعه مُقيد بقيد الرغبة في العلم.
هذه مقدمة خفيفة لفكرة أن اللاجئ لفِعل التوسل أحياناً ما يقع أسيراً لدعواتٍ تقليدية جامدة لا بحث فيها ولا نظر، فما عُرف عن السلف كافي للتعيين دون النظر، وهذا وحده كفيل بقتل الرغبة الإصلاحية لدى المتوسل وتستبدلها بأفكاراً جامدة كثيراً ما يتسبب تهويل الإنسان لها إلى جرائم عقدية ليست من الإسلام، هنا قد يكون للعِرفان دورٌ نهضوي، يجب التركيز فيه على احترام العلماء وتوقير العارفين والتأسي بما عُرف عنهم،والعِرفان ذوالدعوة العملية هو الأكثر تأثيراً في صلاح بني البشر عامة، وهو عين الحكمة ومسلك كافة فقهاء الدنيا وفلاسفتهم، فالطفل منذ الصِغر وبتقليده للكِبار لا يعرف إلا الدعوة العملية، وبصلاح الكبير يَصلُح الصغير، وقد تأتي مرحلة عُمرية للطفل يفترق فيها عن أفكار وأعمال المُعلّم يأتي منها الإختلاف.
سواءاً بقي البشر أو فنيوا من هذا العالم لن يضر الله شئيا،وإثبات الإنسان لذاته يأتي لتقويم سلوكه وعدالة أفكاره لنفسه كي ينتفع بها في هذا العالم، وأن يصنع لديه الإرادة لفِعل الخير، كل هذا يفعله الإنسان تبرّماً من النقص الذي لا يتسق مع فطرة الإنسان..فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يرضى بالنقص،قد يرضى حينها بالعجز لضعف قدراته، أما أن تُتاح له الفرصة لسد النقص –بعد رصده-فلا أعتقد ان هناك إنساناً سيُفرّط في هذه الفرصة، وبناء الإنسان لنفسه سيخلقه عزيزاً عند الناس، أو كما قيل بأن تبني نفسك وتبخل عن ما في أيدي الناس عامة فتُصبِحَ عزيزاَ.
لماذا أقول هذا الكلام؟..لأن فاعل التوسل عادةً ما يعتقد في ذاته النقص ولا يتبرم منه ويرضاه، يفعل ذلك بحُجة أن هؤلاء ساداتنا ومهما فعلنا فلن نصل لمنازلهم عند الله ، هذه فكرة فاسدة بالطبع وفسادها في جلبها للتواكل وللكسل، وأظن أن أكثر هؤلاء كُسالى لا يخدمون مجتمعاتهم أكثر من خدمتهم لأنفسهم، وهم معزولون داخل دائرة ضيقة لا تكاد تتسع إلا إلى من يوافقهم وأفعالهم، ليس الكل إنما لكل قاعدةٍ شواذ..إنما هذا التيار في الغالب لا يستمع للنصائح مقلداً، والسبب كما قلنا في السابق قد يجوز لفساد فكرة المواجهة من أناسٍ عملوا على تحطيم هذه القدوات لديهم، أو أنهم أنفسهم مِثالاً للفساد أكثر من الإصلاح، ومن يفهم هذا التيار جيداً يعرف كيف يتعامل معه.
|
|
|
|
|