|
شاعر
|
رقم العضوية : 39574
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 1,995
|
بمعدل : 0.35 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زكي الياسري
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 04-06-2012 الساعة : 10:34 PM
حياك الله ايها العزيز المبدع نزار الفرج
نشرت الجزء الثالث لكنه لم يظهر لسبب ما .. و على كل حال سأنشره هنا مرة اخرى .. و يليه حسب حسب ما كتب الدكتور الفريجي جزئاً رابعة سننشره حين حصولنا عليه
(الجزء الثالث)
وإذا كان المثال السابق يتعلق بقضية الحرص على اختيار البيت المناسب في المكان المناسب
وكذلك عدم الإطراء إلا في مكانه وبعد التأكد من استحقاقه، والتدقيق في معاني جناساته
وما يحوي من فكرة يريد الكاتب نقلها لقرائه، فان المؤلف تطرق إلى البحور والأوزان
في الشعر الشعبي العراقي فقال حول الموشح:
وهو من فنون الشعر المعربة (الخارجة على الوزن وتركيب البحور)
وهو الفن الأول فيها وان أصل الموشحات أغان.
وأول من قالها أولاد النجار الحجازي. والموشح الشعبي هو مقارب للموشح الفصيح
في الشكل وهو من بحر الرمل وكمثال من الفصحى... ثم اتْبَعَه بهذا البيت من الشعبي:
يَا دَهَر شِعْمَلِت وَيَّاك اوْجِنِيْت
نَغَّصِتْلِي ابْدِنْيِتِي لَذَّة الْعَيْش
إبْمُهْجِتِي سَهْمَك الْغَادِر مِن رِمَيْت
مَا تِگِلِّي يَا دَهَر تِطْلُبْنِي بَيْش
و يكمل بعد ذلك فيقول:
وقد أورد هذا البحث ان أهالي ميسان يسمون الموشح الشعبي بِابُو ْالهَات
نسبة لأول قصيدة من نظم الموشح نظمت واشتهرت عندهم والتي كان مطلعها:
هَات يَا گَلْبِي عَلَى الْزِّيْنَات هَاتْ
ثم يكمل: (ولإظهار الحقيقة ان الهاتَ وأبو نخيله وأبو معنه مستقلة الأسماء والأوزان
والاستعمال أما الموشح فانه وزن ينظم على شكل قصائد كاملة بخلاف الهات،
وهذا شاعر ميسان هو الأستاذ عبد الحسن المفوعر السوداني
يتحفنا بهذا البيت من الهات دلالة على ما أقول):
حَيْل طَر الْگَلُب يَمْدَلَّل وَطُف
عَيْنَك اوْكِل يَوْم أَوِج مِنَّك وَطُف
خَلْنِي أَطَالِع بَيْن نِهْدَيِنَك وَطُف
إوْخَلْنِي اَخْتِم كِل صِوَرَّه الْغَامِضَات
وردا على قول الشواي: (وهو من فنون الشعر المعربة الخارجة على الوزن وتركيب البحور).
أقول: ان الموشح (شكل) من إشكال القصيدة العربية في الفصيح وليس (بحراً او وزنا) معينا.
وهو أول خروج على شكل القصيدة العربية التي لها قافية واحدة مهما كان عدد أبياتها،
وخروج على البحر الواحد الذي يقيدها.
وقد بدأ فيه الشعراء الاندلسيون وجاءوا بقصائد مكونة من بحر واحد وعدة قواف،
او عدة بحور وعدة قواف وهي غير خارجة على تركيب الوزن والبحور.
ومن الموشحات قول لسان الدين بن الخطيب:
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ
لم يكُن وصْلُكَ إلاّ حُلُما
في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
إذ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى
تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ
زُمراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى
مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ
والحَيا قد جلّلَ الرّوضَ سَنا
فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ
ورَوَى النّعْمانُ عن ماءِ السّما
كيْفَ يرْوي مالِكٌ عن أنسِ
فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما
يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ
ونجد ان الأبيات من بحر الرمل إلا أنها بقافيتين.
في حين يقول لسان الدين بن الخطيب في موشح آخر من بحر السريع:
يا لَيْتَ شِعْري هلْ لَها من إيابْ
ساعاتُ أنْسٍ تحْتَ ظِلِّ الشّبابْ
أيامَ لا نرْهَبُ وقْعَ النّوى
حتّى إذا لذّتْ كُؤوسُ الهَوى
جاءَتْ أمورٌ لمْ تكُنْ في حِسابْ
فمَنْ ليَ اليوْمَ برَدِّ الجَوابْ
يوْماً وعندَ اللهِ عِلْمُ الغُيوبْ
خُضْرُ الحَواشي طيّباتُ الهُبوبْ
فنحْنُ منْ سَطْوتِها في أمانْ
والشّمْلُ منْظومٌ كنظْمِ الجُمانْ
وقُلْتُ قدْ نامَتْ عُيونُ الزّمانْ
عِندي وألْوانُ اللّيالي ضُروبْ
كِلْني لتسْآلِ الصَّبا والجَنوبْ
فالأبيات جميعها من بحر السريع(مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعلُنْ) وقد جاءت عَروضها وضروبها
مكسوفة مطوية مذالة (فَاْعِلاْنْ) في جميع الأشطر عدى عروض الأبيات الثالث والرابع والخامس
التي جاءت مكسوفة مطوية (فَاْعلُنْ).
ولا ذكر فيها لبحر الرمل، رغم انه موشحٌ.
والذي يتصفح دواوين الموشحات يجد فيها قصائد على بحور مختلفة.
ولذلك أؤكد ان الموشح هو شكل من أشكال النظم له قالبه الخاص وليس وزنا،
لأننا لا نجد وزنا او بحرا في بحور الفراهيدي يسمى موشحا.
ويذكر الأستاذ انستاس ماري الكرملي في صفحة 52 من الجزء الأول من كتاب مجموعة في ألأغاني العامية العراقية ما نصه:
(أن سبب تسمية هذا الفن بالموشح على ما قاله المحبّي في كتاب (خلاصة الأثر)
وغيره هو لان خرجاته وأغصانه كالوشاح له.
وهذا الضرب من النظم أنشيء للغناء على جميع الأبحر على هوى الناظم.
ويغلب عليه مراعاة الإعراب وأبحر الشعر وان كان خلاف هذين الأمرين وارد عندهم).
أمّا في الشعبي فان الموشح يطلق على كل ما ينظم على (بحر الرمل) بغض النظر عن شكله،
حتى (الهات) الذي ذكره الأستاذ الشواي هو موشح،
لكنه أضاف أيضا (إن الهَات وأبو انْخَيْلَة وأبومْعَنَّه مستقلة الأسماء والأوزان والاستعمال).
والصحيح هو ان (الهات والبومعنه) من بحر واحد هو الرمل.
والفرق بينهما ان (الهات) ينتهي رباطُه بألف وتاء، بينما (البومعنه)
ينتهي بنون وألف او بنون وهاء خفيفة غالبا. مثلما اختلفت العتابة عن الإبوذية
في قافية الرباط فقط وكلاهما من الوافر.
وينسب (البومعنه) إلى الشاعر أبو الغمسي كأول من قاله:
گَام عِيّ الْخَيْل وِاهْتَز إلْجَنَه
إوْبَيْن سَمْحَات الضَّفَايِرْ طِحْتَ أنَه
ووزنه (فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ) من الرَمَل والعروض محذوفة (فَاعِلُنْ).
وقد تعلمه منه أفراد عشيرته. وحدث بينه وبين أحدهم شجار في قصة معروفة فقال وهو يخاطبه:
وَلْ يَبُو الْغَمْسِي يَبُو اعْيُوْن البُزِن
بَاچِر إنْهُوْد الْصّبَايَا يَنْبُزَن
لُو صِرِت جِرْذِي أصِيْرَلَّكْ بُزِن
وَگْعِد ابْابَك گِدَر مِيَّة سَنَه
فأجابه أبو الغمسي قائلا:
لابْسَه الْثّوْبَيْن وْالثّالِث بِشِت
نُوْهَگ ابْرُوْسِ العِدَا اوْنِبْشِت بَشِـت
عَرْكَةِ الْبَزّوْن بَس گِلْهَا بِشِت
والجرَيَذِي الْحَدِر جِحْرَه إشْمَچْمَنَه
وعلى نفس الوزن تنظم القصائد مثل:
يَا طَبيْب إصْواب دلاَّلي كَلِف
لا تِلِچْمَه ابْحطَّة السِمّاعَه
بَعَد دگَّات الگَلُب مَا تِنْعِرِف
تِنگِطِع مَا بَيْن سَاعَه اوْساعه
إلا ان الكثير من الشعراء ينظمون أشعارا على أوزان أخرى وهي موشحات شكلا
وليست على وزن الرمل.
والنقاش هنا كما يرى القارئ منصب على أمور يطالُها النقد
وهي بحاجة إلى متخصصين او دارسين عارفين بالعروض
قبل ان يتحدثوا عنها لتتم الفائدة المرجوة من مساهماتهم
او مؤلفاتهم التي تقع بين أيدي الجمهور.
الحلقة الرابعة تاتي باذن الله تعالى
|
|
|
|
|