|
شاعر
|
رقم العضوية : 39574
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 1,995
|
بمعدل : 0.35 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
زكي الياسري
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 05-06-2012 الساعة : 12:17 AM
(الجزء الخامس)
وبالعودة إلى جاسم الشواي في كتابه السابق في
صفحة 72 يتحدث عن الإبوذية فيقول في معرض
نقده على الكاتب البناء مجيد لطيف القيسي:
(إنَّ إرجاعَ المؤلفِ الإبوذيةَ إلى وزن النَصّاري
غير مقبول، لأن المؤلف عَرَّف النصاري بأنه من
الأوزان الشعبية العراقية القديمة إنتشر في القرن
التاسع عشر الميلادي كوزن منبري وابتكره الشيخ
علي بن نصار المتوفى سنة 1292 هجري ونَظَمه
في ملحمة الطف كما جاء في كتابه (النصّاريات).
في حين يؤكد المؤلف قِدَمَ الإبوذية إلى ثلاثة قرون
من الزمن فكيف يعود وزنُها إلى النصاري حديث
الابتكار).
فأقول ردا على ذلك: إنَّ الإبوذية والنصاري كلاهما
ينظمان على الوافر، لكن الإبوذية لها قالبها الخاص
ولها جناسات وتنتهي بياء وهاء كما هو معروف.
أمَّا النصّاري فَيُنْظَم على شكل قصائد بلا جناسات
وكثيرا ما يكون مقفى في الصدر والعجز. فلا فرق
بين مَنْ سبق مَنْ النوعين لأنهما في الحقيقة مِن
وزن واحد، وإنْ اختلفا شكلا. ولو أنَّ الشواي راجع
أمثلة القيسي التي أتى بها في نهاية الكتاب لاتضح له
ذلك. ومن أمثلة النصاري لعريان:
أحِن لِمْسَامَرَك وَلْگَاْكْ شَلْگَاك
شَرِي الْمَعْشَر حَلاوَة شُوْگ مَا بِيْك
يُمُر صَيْفَك صَبُر وَاتْنَطَّر إشْتَاك
تِبِيْعَك عِزِّتَك وِبْذِلِّتِي اَشْرِيْك
وكما هو واضح من تقطيعه فإنَّه إبوذية لا يقبل
الشك:
أحِن لِمْسَامَرَك وَلْگَاْكَ شَلْگاكْ
تقطيعه أحِنْ لِمْ سَاْ - مَرَكْ وَلْ گَاْ - كَشَلْ گَاكْ
تفعيلاته مَفَا عِيْ لُنْ - مَفَا عِيْ لُنْ - فَعُوْ لانْ
موزون من الوافر العروض مذالة (فَعُوْلانْ)،
بتحريك كاف ( وَلْگَاْكْ) لالتقاء الساكنين لغرض
الوزن.
وفي صفحة 84 من الكتاب نفسه يعود الكاتب
الشواي إلى ذكر النصاري ليقول ما يلي:
(إنَّ نسبةَ النصاري إلى بحر الوافر ليست أكيدة).
ويورد هذه الأمثلة كدليل على صحة استنتاجه فيقول
الوافر بالفصيح:
هِي الْدُّنْيَا إذَا كَمُلَت
وَتَمَّ سُرُوْرُهَا خَلُدَت
وهذا المثال من النصاري:
مِن حَيْث الْبَشَر أجْنَاس وَشْكَال
تَوْحِيْدَه صَعُب يَاگلُب وِمْحَال
وتعليقا على ذلك أقول:
إنَّ مثال الفصيح الذي أورده الكاتب ليس من الوافر
التام وإنَّما من مجزوء الوافر أي بتفعيلتين فقط.
وتقطيعه هِيَدْ دُنْيَاْ - إذَاْكَمُلَتْ
وتفعيلاته مَفَاْ عِيْ لُنْ - مُفَا عَلَتُنْ
وامّا الوافر التام فإنَّه مكون من ثلاثة تفعيلات
متشابهة في الشطر الواحد هي في الأصل كلها (
مُفَاعَلَتُنْ) فيكون البحر كله هكذا:
مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُنمُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُنْ
لكن أيا من شعراء العرب لم ينظم على هذا البحر
بتمامه، بل يأتي مجزوء أي بحذف تفعيلته الثالثة
فيصبح كل شطر بتفعيلتين:
مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُنْ
وتدخل على تفعيلته الأخيرة علّة (القطف) إذا كان
تاما فتقطع السبب الخفيف في آخرها- تُنْ- فيصبح
شكلهُ:
مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلُمُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلُ
ثم تُسكّن اللام الأخيرة في كل شطر (بالعَصْبِ)
فتصبح مُفَاعِل وتنقل إلى فََعُوْلُن لأنها على نفس
وزنها فيصبح شكل البيت هكذا:
مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن فَعوْلُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن فَعوْلُنْ
وكثير من القصائد نُظمت على هذا الوزن منها
للمتنبي:
بِغَيْرِكَ رَاعِيَاً عَبَثَ الذِئَابُ
وَغَيْرَكَ صَارِمَاً ثَلَمَ الضِرابُ
وَتَملِكُ أَنفُسَ الثَقَلَينِ طُرّاً
فَكَيفَ تَحوزُ أَنفُسَها كِلابُ
كما يمكن أنْ يدخل (العصب) على أي من تفعيلتيه
الباقيتين في كل شطر فيغيرها إلى مَفَاعِيْلُن بحيث
يمكن أنْ يأتي البيت كله أحيانا على شكل:
مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُن مَفَاعِيْلُن مَفَاعِيْلُن فَعوْلُنْ
كما هو الحال في الإبوذية، ومثاله في الفصيح
للمتنبي:
سَقَاني اللَهُ قَبلَ المَوتِ يَوماً
دَمَ الأَعداءِ مِن جَوفِ الجُروحِ
وهذا هو الشكل الأخير الذي تنظم عليه الإبوذية
والنصّاري.
فالنصاري على هذا التوضيح يكون من الوافر بلا
أدنى شك.
والبيت الشعبي الذي أورده الشواي هو على نفس
هذا الوزن وكما يلي فالشطر الأول:
|
|
|
|
|