عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية زكي الياسري
زكي الياسري
شاعر
رقم العضوية : 39574
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 1,995
بمعدل : 0.35 يوميا

زكي الياسري غير متصل

 عرض البوم صور زكي الياسري

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : زكي الياسري المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-06-2012 الساعة : 12:24 AM


: إنَّ الشاعر بتشبيهِه نفسَه
بالسيف الزهيد لأنه ليس له غمد، ليس صحيحا.

فالسيف بحدِّهِ وحديده وبضرباته التي لاتُصَد ولا تُرَد

ولا يزيدُه غمدُه ولا حمائلُه شرفا، بل هو الذي

يشرفها ويعطيها قيمتها. فما فائدة سيف أفَل وصَدِئٍ

وإنْ كان غمدُهُ مرصعا بالذهب والفضة.

يقول أبو العلاء المعري:

إذا كَانَ في لبسِ الفتى شَرَفٌ لهُ

فَمَا السَّيْفُ إلا غِمْدُهُ والحَمَائِلُ

أي لو كانت ثياب الفتى تُزيدُه شرفا، لكانت قيمة

السيف بغمده وحمائله.

وجمال السيوف في أنْ تبقى مجردة بأيدي فرسانها

ولا تهوى المكوث في أغمادها كما يقول المتنبي:

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً

وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

والسيوف المجردة خيرٌ من تلك التي تبقى حبيسةَ

أغمادها يأكلها الصدأ كما قال إبراهيم الطباطبائي:

وَللَهِ مَحْبوبُ الجمَالِ مغيَبٌ

أمَاطَ حِجَابَ الغيب عن مَنْظرٍ وردِ

لقد صَدِءَ السّيفُ المُضَاجعُ غمدَه

فَقُم شَاهراً للسيفِ منذلقَ الحدِّ

وهو يفخر بكونه سيفا مجردا عن قرابه:

قُلْتُ لمّا دَعَوْتَني لإنْتِدَابِ

أنَا سَيْفٌ جَرَّدْتَني عن قُرابي

ويقول ابن أبي حصينة:

بَرقٌ تَأَلَّقَ في الظَلامِ وَأَومَضا

فَذَكَرتُ مَبسمَ ثَغرِها لَمّا أَضا

وَكَأَنَّهُ لَمّا إستَطارَ وَميضُهُ

في حِندِسِ الظَلماءِ سَيفٌ مُنتَضى

ونصل السيف يزداد وضاءة كلما خَلِقَ وَرَثَّ غمدُهُ

كما يقول علي بن الجهم:

وَضِيءٌ كَنَصلِ السَيفِ إنْ رَثَّ غِمدُهُ

إذا كانَ مَصقولَ الغِرارَينِ مِخذَما

إذا لَم يَشِب رَأسٌ عَلىالجَهلِ لَم يَكُن

عَلى المَرءِ عارٌ أنْ يَشيبَ وَيَهرَما

ولا يَعِيْبُ سيوفَ الأبطال إخلاق أغمادِها كما يقول

عنترة العبسي:

وَلي مِن حُسامي كُلَّ يَومٍ عَلى الثَرى

نُقوشُ دَمٍ تُغني النَدامى عَنِ الوِردِ

وَلَيسَ يَعيبُ السَيفَ إخْلاقُ غِمدِهِ

إذا كانَ في يَومِ الوَغى قاطِعَ الحَدِّ

وكذلك يكون السيف المجرد عند الشعراء الشعبيين:

أنَا صَابِر وِنَار إعْدَاي تَارَه

وَرِيْد إعْيُوْن كِلِّ النَّاس تَارَه

مِثْلِ السَّيْف أخِش بِالْغِمِد تَارَه

إوْ تَارَه أنْسَل وَرَاوِيْك الْمِنِيَّه

فالزعيم مبدر آل فرعون لا يُري عدوَّه المنية إلا

عندما يكون سيفُه مسلولا.

وقد قلب السلامي المعنى وجعل السيف رخيصا لأنه

لا غمد له. وتابعه صاحبه الذي قدم له واختار بيت

العتابة هذا باعتباره ديباجة أشعاره دون أنْ يلتفت

إلى الوراء ويطالع شيئا من أدب العرب المليء

بالسيوف وصفاتها وما يزينها.

وإذا كان الشاعر في بيته يريد من أهله حمايته لكونه

سيفا بدون غمد، فإنَّ الشعراء الذين يفخرون بأنفسهم

وبطولاتهم هم الذين يحمون أهلهم وليس العكس. فها

هو عنترة بن شداد يفارق قومه مكرها ويقول إنهم

سوف يذكرونه حين الشدة والبأس، لكي يدافعَ عنهم

ويكشفَ الأعداء بسيفه مثلما يكشف البدرُ ظلماتِ

الليل في كناية رائعة:

وَها قَد رَحَلتُ اليَومَ عَنهُم وَأَمرُنا

إلى مَن لَهُ في خَلقِهِ النَهيُ وَالأَمرُ

سَيَذكُرُني قَومي إذا الخَيلُ أَقبَلَت

وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

وهو ما تأثر به الملك الفارس الشاعر أبو فراس

الحمداني الذي تركه قومُه أسير الروم ولم يفادِه ابنُ

عمّه سيفُ الدولة الحمدانية:

سَيَذكُرُني قَومي إذا جَدَّ جِدُّهُم

وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ما سَدَدتُ إكتَفوا بِهِ

وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

فَإن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ

وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

أمَّا الشاعر حمد السيد حسين العماري فيقول:

أنَا الْمَسْلُوْل سَيْفِي مِن گَرَابَـه

وَلا أرْجَى مَعُوْنَه مِن گَرَابَه

إمْنَ ارِيْد أنْشِر عِتَابِي مِن گَرَابَــه

مِن يِسْمَع إوْ مِن يِلْتِفِت لِيَّه

وقد جَمَع بين كونه سيفا مسلولا من قرابه، وإنَّه لا

يرجو معونة أقربائه.

ويقول الشاعر محمد المهيدي الحياوي او ملا جادر

حطاب:

عَلَي عَزَّت الْسَّلْوَه مَن يَسَلْنِي

صِدَيْت ابْغِمِد هَجْرَك مَن يَسَلْنِي

شَگِل عَنَّك الْشَامِت مِن يِسَلْنِي

أكَابِر وِالْدَّمِع يِغْلِب عَلَيَّه

ففي استعارة رائعة يصف نفسه كسيف طال بقاؤه

في غمده، وهو الهجر حتى صدأ.

ويرجو أنْ يسلّهُ أحد، فإنَّ السيوف تصدأ إذا بقيت

طويلا في أغمادها.

ويقول الشاعر السيد إبراهيم وفي:

حَلاة الْوِلِف لِلْشِّدَّات يَرَّد

إوْعَلَيَّه إثْيَاب صَبْرِي غِدَن يَـرَّد

يِصِيْر الْسَّيْف گَاطِع لَوَن يَـرَّد

إبْغِمِدْهَا إسْيُوْف لَحْظَك گِصَن بَيَّه

فلا يكون السيف قاطعا إلا حين يُجَرَّد، والسيوف

الأصيلة تكون قواطعا وهي في أغمادها.

وانما أكثرت من الاستشهاد بأبيات الفصيح والشعبي

لأنَّ الأستاذ عباس كاظم يذكر في رأيه الذي صدّر

به الكتاب تأثر السلامي بكبار شعراء العربية حيث

يقول:

(وقد اصطفى في دراسته انموذجات جميله أضفت

علي متعة لن أنساها...ومرد هذه المتعة سلامة اللغة

وتلاحق الصور وتوحدها وغناها بالاقتباسات

والأمثال والاستعارات..وكثرة مجاراته لفحول

شعراء الأدب كالمتنبي والبحتري والشريف

الرضي).



توقيع : زكي الياسري
من مواضيع : زكي الياسري 0 كليب واحسيناه / لطمية للاربعين 1434 حصرياً على قناة انا شيعي
0 ذكرى من الحسين / الرادود السيد حيدر الكيشوان
0 ثورة الحب الصادقة .. لطمية فصيحة للاربعين
0 وصي المرتضى / لطمية فصيحة للامام الحسن المجتبى عليه السلام
0 بصوت الرادود الحاج حسن الحواج / قصيدة العليلة فاطمة ع 1434
التعديل الأخير تم بواسطة زكي الياسري ; 05-06-2012 الساعة 12:28 AM.

رد مع اقتباس