|
عضو ذهبـي
|
رقم العضوية : 3266
|
الإنتساب : Apr 2007
|
المشاركات : 2,572
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشقة المرتضى
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 21-07-2012 الساعة : 12:25 PM
الظاهر من روايات كثيرة واردة في كتب الفريقين ان الشفاعة يوم القيامة تكون
للانبياء وللائمة والعلماء والشهداء وغيرهم , ومن تلك الروايات :
(1)
عن ابن عباس قال : أول من يشفع يوم القيامة في أمته رسول الله (ص)، وأول
من يشفع في أهل بيته وولده أمير المؤمنين، وأول من يشفع في الروم المسلمين
صهيب، وأول من يشفع في مؤمني الحبشة بلال . (مناقب آل ابي طالب 2/14).
(2)
عن عثمان بن عفان عن النبي (ص) قال : (أول من يشفع يوم القيامة الانبياء
ثم الشهداء ثم المؤذنون) (مجمع الزوائد للهيثمي 10/381 ط دار الكتب العلمية
بيروت).
(3) قال (ص) : (أول من يشفع يوم القيامة
الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء) (الجامع الصغير للسيوطي 1/435 ط دار الفكر
بيروت , كنز العمال للمتقي الهندي 10/151 ح 28770 ط مؤسسة الرسالة بيروت ,
تاريخ بغداد 11/178 ط دار الكتب العلمية بيروت , تهذيب الكمال للمزي
22/551 ط مؤسسة الرسالة).
الشفاعة لا تؤدي الى التغيير في السنة الالهية لأنها من السنة الإلهية، وشفاعة الشفعاء في طول شفاعة الله سبحانه قال عز وجل: (( لَا يَملِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمَنِ عَهداً )) (مريم:87)، وقال تعالى: (( وَلَا يَملِكُ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُم يَعلَمُونَ )) (الزخرف:86)، فشفاعة الشافعين اذن لا تتقاطع مع شفاعة الله عز وجل بل هي من شفاعة الله.
لا يخفى أن كل شيء وجودي في الكون مسبوق بعلم الله عزوجل أزلاً ومقيد بتعلق ارادته الفعلية به في الوجود تكويناً .
هذا
, وإن مقام الشفاعة بتفاصيلها يدخل ضمن المخطط الالهي في الوجود , فلا
يخرج عن علمه ـ جل وعلا ـ أولاً , وعن إرادته ـ سبحانه ـ في الوجود ثانياً .
على
ضوء ما ذكرنا , يظهر أن مقام الشفاعة قد اعطي المعصوم (ع) من قبل الله
سبحانه وتعالى , ثم إن المعصوم (ع) واستناداً إلى هذه المرتبة الممنوحة له
يشفع في العباد , فالنتيجة أن مقام الشفاعة وان اعطيت أصالةً من قبل الله
عزوجل , ولكن تنفيذه وتطبيقه بيد المعصوم (ع) , فلا يكون دوره شكلياً , بل
حقيقياً , وإن كنا نعلم ـ بمقتضى صفة العصمة ـ أنه (ع) لا يخرج في شفاعته
عن رضوان الله عزوجل .
وبعبارة أخرى : فان الشفاعة من مصاديق السببية في توسيط السبب المتوسط القريب بين السبب الأول البعيد ومسببه .
ومجمل
الكلام : أننا إن نظرنا إلى المسألة من زاوية الارادة الالهية التكوينية،
فالشفاعة وثمراتها سوف تكون مسبوقة بارادة الله عزوجل ومتأخرة من حيث الشأن
والرتبة والوجود , وإن نظرنا إليها من ناحية الارادة الالهية التشريعية
فسوف تعتبر الشفاعة حينئذ أصيلة وغير منوطة بأيّ شيء , ويكون المعصوم (ع)
فيها مختاراً مستقلاً , وبالنتيجة يكون (ع) من أجزاء تحقق إرادة الله تبارك
وتعالى .
رزقنا الله شفاعة نبينا محمد وال بيته الاطهار
|
|
|
|
|