|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 73209
|
الإنتساب : Jul 2012
|
المشاركات : 214
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السلوك الزينبي
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 26-07-2012 الساعة : 08:08 PM
7. مع الهادي
فقال: « اسمي الهادي، وأُكنّى بأبي الوفاء، وبأبي تراب. وأنا الذي ألقيتُ في قلبك الجواب الأخير الذي قلتَه فنجوت، وإلاّ لامتلأ المكان بالنار من ضرب هراوتيهما ».
فقلت: « أشكرك على ألطافك، فأنا في الحقيقة طليق يديك، ولكن سؤالهما الأخير بدا في نظري لا فائدة فيه، بل كان مجرّد ذريعة، لأنّي كنت قد أجبت عن أسئلتهما حول العقائد الإسلاميّة أجوبةً صحيحة، فلم يكن ثمّة ما يدعو إلى ذاك التساؤل حول الحقائق؛ فلو وُضِعتْ جمرة في كفّ إنسان ـ مثلاً ـ وقال: إنّ يدي قد احترقت، فلا يمكن أن نسأله: لماذا تقول هذا القول ؟ ولو سأله أحدهم هذا السؤال غافلاً لكان جوابه: أأنت أعمى، ألا ترى جَمرة النار على كفّي ؟ إنّ سؤالهما الأخير كان من هذا القبيل ».
فقال الشاب: « لا. ليس من هذا القبيل، لأنّ مجرد مطابقة الكلام مع واقع الحال لا يفيد الإنسان، بل لابدّ من الإيمان القلبي ليحرّكه نحو العمل، فقد قيل: لا تقولوا آمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم (15). أو لم يجب الجميع في اليوم الاوّل ( بلى ) عندما سئلوا: ألست بربّكم ؟ ، أوَ لم يقرّوا بربوبيّة الله كما هو الواقع ؟! ».
قلت: « بلى، فعلوا ».
________________________________
15 ـ فالإيمان أمر قلبي، ويعني الشهادة والتصديق، وهذه الشهادة والتصديق لا يحصلان إلاّ بعد قبول المباني الدينية عن طريق المنطق الفطري والاستدلال الصحيح، ولا يقبلان عن طريق تقليد الأبوين أو سائر الناس، والشهادة باللسان لا تصل القلب، وشهادة كهذه سرعان ما تزول إذا صادفت أتفه شبهة أو مغالطة، وحتّى لو بقيت إلى آخر العمر، فإنّها لا تنفع في عالمَي البرزخ والآخرة، لذلك فإنّ من واجبات كلّ أب واُمّ أن يضعا أبناءهما على صراط الدين بالاستدلال، وإذا لم يؤدّيا واجبهما هذا، فالمفروض على كلّ إنسان فرضاً عقلياً، بعد بلوغه سن التكليف، أن يتفهم اُصول العقائد فهماً جيداً، حتّى لا ينحرف عند أضعف شبهة. إن آثار إيمان كهذا تظهر في جميع الجوارح والأعضاء، فيدرك الإنسان بقلبه وعينه واُذنه، ويرى ويسمع ويعمل بإخلاص، ويتذوّق طعم الإيمان بروحه.
|
|
|
|
|