عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الزينبيه-14
الزينبيه-14
عضو برونزي
رقم العضوية : 6029
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 476
بمعدل : 0.08 يوميا

الزينبيه-14 غير متصل

 عرض البوم صور الزينبيه-14

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الزينبيه-14 المنتدى : منتدى التصميم والجرافيك
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-07-2012 الساعة : 10:27 PM


وقبل الدخول نقرا الزيارة التي زارها الامام الصادق



زار الإمام الصّادق (عليه السّلام) أرض الشّهادة والفداء كربلاء، وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحُسين وأهل بيته والمجتبّين من أصحابه، انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس، ووقف على المرقد المعظّم، وزاره بالزّيارة التّالية التّي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس، وعظيم مكانته، وقد استهلّ زيارته بقوله:

سلام الله، وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصّالحين، وجميع الشّهداء والصّديقين والزّاكيات الطّيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين...
لقد استقبل الإمام الصّادق عمّه العبّاس بهذه الكلمات الحافلة بجميع معاني الإجلال والتّعظيم، فقد رفع له تحيات من الله وسلام ملائكته، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصّالحين، والشّهداء، والصّدّيقين، وهي أندى وأزكى تحيّة رفعت له، ويمضي سليل النّبوّة الإمام الصّادق (عليه السّلام) في زيارته قائلاً:
وأشهد لك بالتّسليم، والتّصديق، والوفاء، والنّصيحة لخلف النّبيّ المرسل، والسّبط المنتجب، والدّليل العالم، والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم...
وأضفى الإمام الصّادق (عليه السّلام) بهذا المقطع أوسمة رفيعة على عمّه العبّاس هي من أجلّ وأسمى الأوسمة التّي تضفى على الشّهداء العظام.



أبو الفضل
كنّي بذلك لأنّ له ولداً اسمه الفضل، ويقول في ذلك بعض من رثاه:
أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإبا * أبى الفضل إلا أن تكون له ابا
والان ندخل ونقول السلام عليك ابا لفضل ابدا مابقت وبقي الليل والنهار





وورودا تطرز ياقمر بني هاشم



ومع القمر



صورة من داخل الضريح ومؤمنين يكسون بردة على الضريح




قد قبَّل يدَه أئِّمة ثلاثة وهم:
أ - الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام حين ولادته وبكى.
ب - الإمام الحُسين عليه السّلام وهو مقطَّع من جسده إلى جنب الشّريعة.
ت - الإمام زين العابدين عليه السّلام حينما أراد أن يدفنه في اليوم الثالث عشر من محرَّم


مقام سقوط كف العباس





اقوال المعصومين عن ابا الفضل

1 - الإمام أمير المؤمنين وولده العبّاس عليهم السّلام
كان أمير المؤمنين يوسع العبّاس تقبيلاً وحين أودعه في حجره شمّر العبّاس عن ساعديه فاخذ أمير المؤمنين يقبلها وعيناه مغرورقتان بالدّموع ناشدته أُمّ البنين لماذا هذا البكاء فأجابها لقد تذكرت ما يجرى عليهما حيث أنهما سوف يقطعان من الزّند في نصرة الإسلام عند ذلك أجهشت أُمّ البنين بالبكاء.

2 - الإمام الحُسين وأخيه العبّاس عليهم السّلام
أ - قال الإمام الحُسين عليه السّلام عندما قال العبّاس بن عليّ عليه السّلام: يا أخي, أتاك القوم. قال: فنهض، ثمّ قال: يا عبّاس، اركب بنفسي أنت يا أخي حتّى تلقاهم ... .

ب - قال الإمام الحُسين عليه السّلام عندما سقط أبو الفضل العبّاس عليه السّلام من على جواده: الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي.

3 - الإمام الصّادق والعبّاس بن عليّ عليهم السّلام
أمّا الإمام زين العابدين فهو من المؤسسين للتقوى والفضيلة في الإسلام، وكان هذا الإمام العظيم يترحّم - دوماً - على عمّه العبّاس، ويذكر بمزيد من الإجلال والإكبار تضحياته الهائلة لأخيه الحُسين وكان مما قاله في حقّه هذه الكلمات القيّمة:
رحم الله عمّي العبّاس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه، فأبدله الله بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشّهداء يوم القيامة...
وألمّت هذه الكلمات بأبرز ما قام به أبو الفضل من التّضحيات تجاه أخيه أبي الأحرار الإمام الحُسين (عليه السّلام)، فقد أبدى في سبيله من ضروب الإيثار وصنوف التّضحية ما يفوق حدّ الوصف، وما كان به مضرب المثل على امتداد التّاريخ، فقد قطعت يداه الكريمتان يوم الطّفّ في سبيله، وظلّ يقاوم عنه حتى هوى إلى الأرض صريعاً، وان لهذه التّضحيات الهائلة عند الله منزلة كريمة، فقد منحه من الثواب العظيم، والأجر الجزيل ما يغبطه عليه جميع شهداء الحقّ والفضيلة في دنيا الإسلام وغيره.

4 - الإمام الصّادق والعبّاس بن عليّ عليهم السّلام
1 - الإمام الصّادق (عليه السّلام) فهو العقل المبدع والمفكّر في الإسلام فقد كان هذا العملاق العظيم يشيد دوماً بعمّه العبّاس، ويثني ثناءً عاطراً ونديّاً على مواقفه البطولية يوم الطّفّ، وكان مما قاله في حقّه:
كان عمّي العبّاس بن عليّ (عليه السّلام) نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحُسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً...
وتحدّث الإمام الصّادق (عليه السّلام) عن أنبل الصّفات الماثلة عند عمّه العبّاس والتّي كانت موضع إعجابه وهي:
أ - نفاذ البصيرة
أمّا نفاذ البصيرة، فإنها منبعثة من سداد الرّأي، وأصالة الفكر، ولا يتّصف بها إلا من صفت ذاته، وخلصت سريرته، ولم يكن لدواعي الهوى والغرور أي سلطان عليه، وكانت هذه الصّفة الكريمة من أبرز صفات أبي الفضل فقد كان من نفاذ بصيرته، وعمق تفكيره مناصرته ومتابعته لإمام الهدى وسيّد الشّهداء الإمام الحُسين (عليه السّلام)، وقد ارتقى بذلك إلى قمّة الشّرف والمجد، وخلدت نفسه العظيمة على امتداد التّأريخ، فما دامت القيم الإنسانية يخضع لها الإنسان، ويمجّدها فأبو الفضل قد بلغ قمّتها وذروتها.

ب - الصّلابة في الإيمان
والظّاهرة الأخرى من صفات أبي الفضل (عليه السّلام) هي الصّلابة في الإيمان وكان من صلابة إيمانه انطلاقه في ساحات الجهاد بين يدي ريحانة رسول الله مبتغياً في ذلك الأجر عند الله، ولم يندفع إلى تضحيته بأي دافع من الدّوافع المادية، كما أعلن ذلك في رجزه يوم الطّفّ، وكان ذلك من أوثق الأدلة على إيمانه.

ج - الجهاد مع الحُسين
وثمّة مكرمة وفضيلة أخرى لبطل كربلاء العبّاس (عليه السّلام) أشاد بها الإمام الصّادق (عليه السّلام) وهي جهاده المشرق بين يدي سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وسيّد شباب أهل الجنّة، ويعتبر الجهاد في سبيله من أسمى مراتب الفضيلة التّي انتهى إليها أبو الفضل، وقد أبلى بلاءً حسناً يوم الطّفّ لم يشاهد مثله في دنيا البطولات.

ونقف عند الطف ووجعه




والتاع أبو الفضل العبّاس كأشدّ ما تكون اللوعة ألماً ومحنة حينما رأى أطفال أخيه وأهل بيته وهم يستغيثون من الظمأ القاتل ، فانبرى الشهم النبيل لتحصيل الماء ، وأخذه بالقوة ، وقد صحب معه ثلاثين فارساً ، وعشرين راجلاً ، وحملوا معهم عشرين قربة ، وهجموا بأجمعهم على نهر الفرات وقد تقدّمهم نافع بن هلال المرادي وهو من أفذاذ أصحاب الامام الحسين فاستقبله عمرو بن الحجاج الزبيدي وهو من مجرمي حرب كربلاء وقد اعهد إليه حراسة الفرات فقال لنافع:
« ما جاء بك؟.. ».
« جئنا لنشرب الماء الذي حلاَتمونا عنه.. »
« اشرب هنيئاً.. ».
« أفأشرب والحسين عطشان ، ومن ترى من أصحابه؟. ».
« لا سبيل إلى سقي هؤلاء ، انّما وضعنا بهذا المكان لمنعهم عن الماء.. ».
ولم يعن به الاَبطال من أصحاب الاِمام ، وسخروا من كلامه ، فاقتحموا الفرات ليملاَوا قربهم منه ، فثار في وجوههم عمرو بن الحجاج ومعه مفرزة من جنوده ، والتحم معهم بطل كربلاء أبو الفضل ، ونافع بن هلال ، ودارت بينهم معركة إلاّ انّه لم يقتل فيها أحد من الجانبين ، وعاد أصحاب الامام بقيادة أبي الفضل ، وقد ملأوا قربهم من الماء.
لقد أروى أبو الفضل عطاشى أهل البيت ، وانقذهم من الظمأ ، وقد منح منذ ذلك اليوم لقب (السقاء) وهو من أشهر ألقابه ، وأكثرها ذيوعاً بين الناس كما أنّه من أحبّ الاَلقاب وأعزّها عنده.

في حر العراق كان الطف






مصرع أبي الفضل
ولما رأى أبو الفضل عليه السلام وحدة أخيه ، وقتل أصحابه ، وأهل بيته الذين باعوا نفوسهم لله انبرى إليه يطلب الرخصة منه ليلاقي مصيره المشرق فلم يسمح له الاِمام ، وقال له بصوت حزين النبرات:
«أنت صاحب لوائي..».
لقد كان الاِمام يشعر بالقوّة والحماية ما دام أبو الفضل فهو كقوة ضاربة إلى جانبه يذبّ عنه ، ويردّ عنه كيد المعتدين ، وألحّ عليه أبو الفضل قائلاً:
« لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين ، وأريد أن آخذ ثأري منهم..».
لقد ضاق صدره ، وسئم من الحياة حينما رأى النجوم المشرقة من أخوته ، وأبناء عمومته صرعى مجزرين على رمضاء كربلاء فتحرّق شوقاً للاَخذ بثأرهم والالتحاق بهم.
وطلب الاِمام منه أن يسعى لتحصيل الماء إلى الاَطفال الذين صرعهم العطش فانبرى الشهم النبيل نحو أولئك الممسوخين الذين خلت قلوبهم من الرحمة والرأفة فجعل يعظهم ، ويحذّرهم من عذاب الله ونقمته ، ووجّه خطابه بعد ذلك إلى ابن سعد:
«يا بن سعد هذا الحسين بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته ، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء ، قد احرق الظمأ قلوبهم ، وهو مع ذلك يقول: « دعوني أذهب إلى الروم أو الهند ، وأخلّي لكم الحجاز والعراق..».
وساد صمت رهيب على قوّات ابن سعد ، ووجم الكثيرون ، وودّوا أن الاَرض تسيخ بهم ، فانبرى إليه الرجس الخبيث شمر بن ذي الجوشن فردّ عليه قائلاً:
يا بن أبي تراب ، لو كان وجه الاَرض كلّه ماءً ، وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلاّ أن تدخلوا في بيعة يزيد . . .
لقد بلغت الخسّة ، ولؤم العنصر ، وخبث السريرة بهذا الرجس إلى مستوى ما له من قرار... وقفل أبو الفضل راجعاً إلى أخيه فأخبره بعتوّ القوم وطغيانهم ، وسمع فخر عدنان صراخ الاَطفال ، وهم يستغيثون ، وينادون:
«العطش العطش..».
ورآهم أبو الفضل قد ذبلت شفاهم ، وتغيّرت ألوانهم ، وأشرفوا على الهلاك ، من شدّة العطش ، وفزع أبو الفضل ، وسرى الاَلم العاصف في محيّاه ، واندفع ببسالة لاِغاثتهم ، فركب فرسه ، وأخذ معه القربة ، فاقتحم الفرات ، فانهزم الجيش من بين يديه ، واستطاع أن يفكّ الحصار الذي فرض على الماء ، فاحتلّه ، وكان قلبه الشريف كصالية الغضا من شدّة العطش ، فاغترف من الماء غرفة ليشرب منه ، إلاّ أنه تذكّر عطش أخيه ، ومن معه من النساء والاَطفال ، فرمى الماء من يده ، وامتنع أن يروي غليله ، وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسيـن وارد المنـون وتشربيـن بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني
ان الاِنسانية بكل إجلال واحترام لتحيّي هذه الروح العظيمة التي تألّقت في دنيا الفضيلة والاِسلام وهي تلقي على الاَجيال أروع الدروس عن الكرامة الاِنسانية.
ان هذا الاِيثار الذي تجاوز حدود الزمان والمكان كان من أبرز الذاتيات في خلق سيّدنا أبي الفضل ، فلم تمكّنه عواطفه المترعة بالولاء والحنان أن يشرب من الماء قبله ، فأي إيثار أنبل أو أصدق من هذا الاِيثار ، ... واتجه فخر هاشم مزهواً نحو المخيم بعدما ملاَ القربة ، وهي عنده أثمن من حياته ، والتحم مع أعداء الله وأنذال البشرية التحاماً رهيباً فقد أحاطوا به من كلّ جانب ليمنعوه من إيصال الماء إلى عطاشى آل النبيّ صلى الله عليه وآله ، وأشاع فيهم القتل والدمار وهو يرتجز:
لا أرهـب الموت اذ المـوت زقا حتى أواري في المصاليت لقى
نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا إني أنا العبـاس أغـدو بالسقا
ولا أخاف الشرّ يــوم الملتقى
لقد أعلن بهذا الرجز عن شجاعته النادرة ، وانّه لا يخشى الموت ، وانّما يستقبله بثغر باسم دفاعاً عن الحق ، وفداءً لاَخيه سبط النبيّ صلى الله عليه وآله .. وانه لفخور أن يغدو بالسقاء مملوءً من الماء ليروي به عطاشى أهل البيت.
وانهزمت الجيوش من بين يديه يطاردها الفزع والرعب ، فقد ذكرهم ببطولات أبيه فاتح خيبر ، ومحطّم فلول الشرك ، إلاّ ان وضراً خبيثاً من جبناء أهل الكوفة كمن له من وراء نخلة ، ولم يستقبله بوجهه ، فضربه على يمينه ضربة غادرة فبراها ، لقد قطع تلك اليد الكريمة التي كانت تفيض برّاً وكرماً على المحرومين والفقراء ، والتي طالما دافع بها عن حقوق المظلومين والمضطهدين ، ولم يعن بها بطل كربلاء وراح يرتجز:
والله ان قطعتـم يميني انّي أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقين نجل النبيّ الطاهر الاَمين
ودلل بهذا الرجز على الاَهداف العظيمة ، والمثل الكريمة التي يناضل من أجلها فهو انّما يناضل دفاعاً عن الاِسلام ، ودفاعاً عن إمام المسلمين وسيّد شباب أهل الجنّة.
ولم يبعد العباس قليلاً حتى كمن له من وراء نخلة رجس من أرجاس البشرية وهو الحكيم بن الطفيل الطائي فضربه على يساره فبراها ، وحمل القربة بأسنانه ـ حسبما تقول بعض المصادر ـ وجعل يركض ليوصل الماء إلى عطاشى أهل البيت عليهم السلام وهو غير حافل بما كان يعانيه من نزف الدماء وألم الجراح ، وشدّة العطش ، وكان ذلك حقّاً هو منتهى ما وصلت إليه الاِنسانية من الشرف والوفاء والرحمة... وبينما هو يركض وهو بتلك الحالة إذ أصاب القربة سهم غادر فأريق ماؤها ، ووقف البطل حزيناً ، فقد كان إراقة الماء عنده أشدّ عليه من قطع يديه ، وشدّ عليه رجس فعلاه بعمود من حديد على رأسه الشريف ففلق هامته ، وهوى إلى الاَرض ، وهو يؤدّي تحيّته ، ووداعه الاَخير إلى أخيه قائلاً:
«عليك منّي السلام أبا عبدالله...».
وحمل الاَثير محنته إلى أخيه فمزّقت قلبه ، ومزّقت أحشاءه ، وانطلق نحو نهر العلقمي حيث هوى إلى جنبه أبو الفضل ، واقتحم جيوش الاَعداء ، فوقف على جثمان أخيه فألقى بنفسه عليه ، وجعل يضمخه بدموع عينيه ، وهو يلفظ شظايا قلبه الذي مزّقته الكوارث قائلاً:
«الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي ، وشمت بي عدويّ...».
وجعل إمام الهدى يطيل النظر إلى جثمان أخيه ، وقد انهارت قواه ، وانهدّ ركنه وتبددت جميع آماله ، وودّ أن الموت قد وافاه قبله ، وقد وصف السيّد جعفر الحلّي حالته بقوله:
فمشى لمصرعه الحسين وطرفه بيـن الخيـام وبينـه مـتقسم
ألفـاه محجـوب الجمال كـأنّه بـدر بمنحطـم الـوشيج ملثم
فأكب منحنيـاً عليـه ودمعـه صبـغ البسيط كأنّما هـو عندم
قـد رام يلثمه فلم يـر موضعاً لـم يدمه عـضّ السلاح فيلثم
نـادى وقد ملاَ البوادي صيحة صـم الصخـور لهولهـا تتألّم
أأخـي يهنيك النعيم ولـم أخل ترضى بأن أرزى وأنت مـنعم
أأخي مـن يحمي بنـات محمد اذ صرن يسترحمن من لا يرحم
مـا خلت بعدك أن تشلّ سواعدي وتكف بـاصرتي وظهري يقصم
لسـواك يـلطم بـالاَكف وهـذه بيض الضبا لك فـي جبيني تلطم
ما بين مصرعك الفضيع ومصرعي إلاّ كمـا أدعـوك قبـل وتنعـم
هـذا حسامك من يذلّ بـه العـدا ولـواك هـذا مـن بـه يتقـدم
هونت يا باابن أبي مصارع فتيتي والجـرح يسكنـه الذي هـو آلم
وهو وصف دقيق للحالة الراهنة التي حلّت بسيّد الشهداء بعد فقده لاَخيه ووصف شاعر آخر وهو الحاج محمد رضا الاَزري وضع الاِمام عليه السلام بقوله:
وهـوى عليـه مـا هنـالك قائلاً اليوم بان عـن اليميـن حسـامها
اليـوم سـار عـن الكتائب كبشها اليوم بـان عـن الهـداة امـامها
اليـوم آل إلـى التفـرق جمعنـا اليـوم حلّ عـن البنود نـظامها
اليوم نـامت أعيـن بـك لـم تنم وتسهّـدت أخـرى فعـز منامها
اشقيق روحي هل تراك علمت ان غـودرت وانثالت عليك لئـامها
قد خلت اطبقت السماء على الثرى أو دكـدكت فـوق الربى أعلامها
لكـن أهـان الخطب عندي انني بك لاحق أمـراً قضـى علامهـا
ومهما قال الشعراء والكتّاب فانهم لا يستطيعون أن يصفون ما ألمّ بالاِمام من فادح الحزن ، وعظيم المصاب ، ووصفه أرباب المقاتل بأنّه قام من أخيه وهو لايتمكّن أن ينقل قدميه ، وقد بان عليه الانكسار ، وهو الصبور ، واتجه صوب المخيّم ، وهو يكفكف دموعه ، فاستقبلته سكينة قائلة:
«أين عمّي أبو الفضل ، ..».
فغرق بالبكاء ، واخبرها بنبرات متقطّعة من شدّة البكاء بشهادته ، وذعرت سكينة ، وعلا صراخها ، ولما سمعت بطلة كربلاء حفيدة الرسول صلى الله عليه وآله بشهادة أخيها الذي ما ترك لوناً من ألوان البرّ والمعروف إلاّ قدّمه لها أخذت تعاني آلام الاحتضار ، ووضعت يدها على قلبها المذاب ، وهي تصيح:
«وا أخاه ، واعبّاساه ، وا ضعيتنا بعدك...».
يالهول الفاجعة.
يالهول الكارثة.
لقد ضجّت البقعة من كثرة الصراخ والبكاء ، وأخذت عقائل النبوة يلطمن الوجوه وقد أيقن بالضياع بعده ، وشاركهنّ الثاكل الحزين أبو الشهداء في محنتهنّ ومصابهنّ ، وقد علا صوته قائلاً:
«واضيعتنا بعدك يا أبا الفضل...».
لقد شعر أبو عبدالله عليه السلام بالضيعة والغربة بعد فقده لاَخيه الذي ليس مثله أخ في برّه ووفائه ومواساته ، فكانت فاجعته به من أقسى ما مُني به من المصائب والكوارث.
وداعاً يا قمر بني هاشم.
وداعاً يا فجر كل ليل.
وداعاً يا رمز المواساة والوفاء.
سلام عليك يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تُبعث حيّا

يتبع

من مواضيع : الزينبيه-14 0 جديد التصاميم - الله لااله الا هو
0 بالفيديو- قحطاني- حتى يسقط ال سعود
0 داعش تتعهد بـ"تحرير اسطنبول"
0 بالفيديو-من جدة دكتور معن جربا : يفجر قنبلة نووية تحرق داعش ويصف بنو امية واتباع معاو
0 بالفيديو-من جدة دكتور معن جربا : يفجر قنبلة نووية تحرق داعش ويصف بنو امية واتباع معاو
رد مع اقتباس