|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 02-08-2012 الساعة : 06:54 PM
رؤية فلسفية في الحالة "السياسية" السورية
الإختراق في فلسفة الإنشقاق(2)
قد يكون هناك طابعاً إرباكياً فيما يخص ديمومة دافع المستقيل"المنشق" الذي أشرنا إليه من قبل ، يبرز هذا الطابع الإرباكي عند من يعتقد بخطية الدافع وحتمية الشعور بالقوة، فالمضمون العسكري لا يقف عند حدود الإدراك القِيمي بل يتعداه إلى مراحل أخرى يتشكل فيها الوعي العسكري لاذاتية فيها ، بيد أنك قد تجد العسكري يفكر باتجاهات القائد رغم مخالفتها لمبادئه، وبغض النظر عن صواب المبدأ فهذه إحدى تجليات مبدأ السمع والطاعة المُطلق،هذا يعود بنا إلى تعريف الحقيقة وتجلياتها في عقول الفلاسفة، ولكننا سنُسلّم –مبدأياً- بوجود حقيقة عسكرية مغايرة للطابع المدني...فالمسألة يطول شرحها.
في حالة الخروج أو التمرد على هذا الواقع العسكري فالقضية ليست خروج جسد أو فكرة بقدر ما هي خروج كُلي يتضمن أيضاً المشاعر وطُرق التفكير ،قديماً كان العسكري يتلقى الأمر وثغرات التعقل فيه ضيقة فليلجأ إلى التنفيذ دون فهم ما يحدث، أما في الواقع الجديد فثغرات التعقل لديه أكثر اتساعاً عن ذي قبل، هذا لأن فكرة الخروج"الكلية" خلقت لديه نزعة قِيمية أجبرته على التضحية بالواقع القديم إلى آخر جديد يملأه القِيم، قد نختلف في هذا فليس كل من استقال أو تمرد على واقعه العسكري يبحث عن القيم، بل هناك منتفعون ماديون، وفي المحصلة سواءاً كان العسكري عالماً أو جاهلاً فهو يبحث عن القيمة عبر المقارنة.
ليست الحرية وحدها كافية لخلق توازن نفسي عسكري، فالبيئة العسكرية إن لم تُضبط بقوانين مانعة تتميز بها ثواباً وعقاباً فهي بيئة خدمية أكثر منها عسكرية، وقد تنجلي شواهد القيمة مع أول استثارة عاطفية أو غرائزية أو علمية، بيد أنك قد تجد العسكري في واقعه الجديد يتمرد على أشياء لم تكن ذات أهمية لديه في واقعه القديم، حسب قاعدة اتساع التعقل فالأمر والطاعة في الواقع الجديد سيشوبه عدم الإنضباط ،فقط تلك البقية الباقية من أثر القيمة على النفس هي التي تساعد على البقاء، سنضرب مثالاً بسيطاً على ذلك ما حدث في ليبيا، حيث توفرت في البيئة الليبية عوامل الإنشقاق الحقيقي وبالتالي انقسم الجيش ورغم ذلك رأينا قوات الحكومة قوية قادرة على سحق المنشقين إلى أن تم إنقاذ المنشقين بطائرات الناتو.
كذلك في اليمن ورغم انشقاق الفِرق العسكرية بكامل وحداتها وسلاحها رغم ذلك ظلّت ضعيفة غير قادرة على مواجهة مفتوحة مع الجيش الحكومي، ولولا المبادرة السياسية التي أزاحت الرئيس اليمني من السلطة لانتصرت الحكومة على المعارضة"عسكريا" ، فتوازي العقل والحرية يلزمه انضباطاً يقيمه بقيام قانون للثواب والعقاب ذو قابلية للتطبيق، والأهم هو الردع، فقد يكون هناك قانوناً لذلك ولكنه لا يكفي للردع وربما استحكمت في إنشائه النزعة العاطفية القلقة من الخسائر وفوبيا اتساع رقعتها،فالميل إلى الفكر الحر يؤثر على أصول الحُكم، وبالتالي ليس أمام العسكري المستقيل"المنشق" إلا أن يخلق لنفسه واقعاً جديداً مؤطرة زواياه بنفس القوانين التي كانت في الواقع القديم وإلا سيفقد السيطرة ليس فقط على من معه بل أيضاً على نفسه.
|
|
|
|
|