|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 71598
|
الإنتساب : Mar 2012
|
المشاركات : 1,992
|
بمعدل : 0.42 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مصحح المسار
المنتدى :
المنتدى الثقافي
حسناء اللفتة الأولى ... ج4
بتاريخ : 06-08-2012 الساعة : 07:43 PM
حسناء اللفتة الأولى ... ج4
لتشاهد والدتها وهي تقترب من وجهها وتمسحه على شفتيها، وسرعان ما
قبلتها على بقاياخدها النضر. من ثم اسندتها على كتفها لتعودبها إلى البيت .
هدأت أخيرا ًولم تبد ِأي اعتراض لدخول البيت.دلفت إلى غرفتها ؛فحاولت والدتها
أن تضغط زر الإنارة ، امتنعت وأبدت رفضها المر لذلك .
طلبت من والدتها أن تتركها على مضض وأقفلت الباب وراءها ؛ من ثم استدارت
وتوجهت إلى سريرها وعبثا ًحاولت أن تتمدد عليه ، فتركته وجالت هنا وهـــناك
في الغرفة .
وأخيرا ًحشرت نفسها في زوايا أحد الحيطان بعيدا ًعن السرير...بعيدا ًعن المرآة
... بعيدا ًعن النافذة ، وبدأت حيال ذلك ببكاء غزير وبتناغم متضرع شجي ، كان
الدمع ينساب بوفرة مثالية وبتدفق متسلسل ؛ وكأنها تـُمدبنهرلتغسل به أحزانها
الكاثرة .
وبعد أن ترطبت وجنتاها بهذا السيل السماوي المنصف ، أحـــــست بالاسترخاء
والدفء والنشوة المتقشفة ، فدب في المكان صمت أزلي وفجأة !!...
شعرت بنور أثيري خافت وبذرات بهية مضيئة تتطاير في فضاء الغرفة ، فــي فوج
متناسق مهيب ، أحاط النور بها ودخل جزء منه خلال مسامات أهابها،وجزء منه
تصدر أعلى رأسها وسرعان ماوجدت في ذلك ملاذا ً، وسرعان مافتح هذا النور
أعماقها وجعل خلجاتها تتجاوب راجفة معه .
كالملهمة بدأت تجر نفسا ًطويلا ًوتـُحرك رقبتها بالتواءات عديدة لتتسلم شيئا ً
ما جهلته يوما ً.
لقدوعت وجودها وأدركت الحسن الذي تمتلكه الأنثى واستشعرت بكل مالديها
من كنوز خبيئة . ورضت أن تكون هي لاغيرها سواء الآن أم قبل ذلك ، واستقرت
أخيرا ًعلى وصول سرمدي حاضر ومستقبل ، بعيد وقريب ، محسوس وملموس.
نهضت من زاويتها في هذه اللحظة فتحت أمها الباب فالتفتت إليها للمرة الأولى
فتبادلتا النظر بنصر الإبتسامة الأولى ...
|
|
|
|
|