بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم الى يوم الدين
عن فضائل شاذان بن جبرائيل بحذف الإسناد، عن سلمان والمقداد بن الأسود الكندي وعمار بن ياسر العنسي وأبي ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنهم: (أنهم دخلوا على النبي ص، فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم، فقالوا: نفديك يا رسول الله بأموالنا وأولادنا وأنفسنا وبالآباء والأمهات إنا نسمع في أخيك علي بن أبي طالب ع ما يحزننا أتأذن لنا بالرد عليه، فقال ص: وما عساهم أن يقولوا في أخي [علي؟ فقالوا:يا رسول الله يقولون أي فضل لعلي بن أبي طالب في سبقه [إلى الإسلام، وإنما أدركه طفلا ونحو ذلك، فهذا يحزننا، فقال النبي ص : هذا يحزنكم قالوا: نعم يا رسول الله فقال :بالله عليكم هل علمتم من الكتب المتقدمة أن إبراهيم الخليل ع أذنب أبوه، وهو حمل في بطن أمه فخافت عليه من النمرود بن كنعان - لعنه الله - لأنه كان يقتل الأولاد ويبقر بطون الحوامل، فجاءت به فوضعته بين أثلاث بشاطئ نهر يتدفق يقال له خرزان بين غروب الشمس إلى [إقبال الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثرمن الشهادة بالوحدانية ، ثم أخذ ثوبا فاتشح به وأمه ترى ما يصنع، وقد ذعرت منه ذعرا شديدا، فهرول من يدها مادا عينيه إلى السماء وكان منه أنه عندما نظر الكواكب سبح الله وقدسه، وقال: سبحان الملك القدوس، فقال الله فيه: ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض﴾ الآية، وعلمتم أن موسى بن عمران كان قريبا من فرعون وكان فرعون في طلبه، وكان يبقر بطون الحوامل من أجله، فلما ولدته أمه فزعت عليه [فزعا شديدا فأخذته من تحتها وطرحته في التابوت، وقال لها: يا أمي ألقيني في اليم، فقالت له وهي مذعورة من كلامه: إني أخاف عليك الغرق قال لها: لا تخافي ولا تحزني إن الله تعالى رادي عليك ثم ألقته في اليم كما ذكر لها ثم بقي في اليم لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما مدة إلى أن رد على أمه، وقيل [أنه بقي سبعين يوما، فأخبر الله تعالى عنه ﴿إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله﴾ الآية وعيسى بن مريم إذ تكلم مع أمه عند ولادته وقصته مشهورة ﴿فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا﴾ الآية ﴿والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا﴾، وقد علمتم جميعا أني أفضل الأنبياء [و قد خلقت أنا وعلي من نور واحد وإن نورنا كان يسمع تسبيحه من أصلاب آبائنا وبطون أمهاتنا في كل عصر وزمن إلى عبد المطلب، فكان نورنا يظهر في [وجوه آبائنا فلما وصل إلى عبد المطلب، انقسم النور نصفين نصفا إلى عبد الله ونصفا إلى أبي طالب عمي، وإنهما كانا إذا جلسا في ملأ من الناس يتلألأ نورنا في وجهيهما من دونهم حتى أن السباع والهوام كانت تسلم عليهما لأجل نورنا؛ حتى خرجنا إلى دار الدنيا، وقد نزل [عَلَي] جبرائيل عند ولادة ابن عمي علي وقال: يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول لك: الآن ظهرت نبوتك وإعلان وحيك، وكشف رسالتك إذ أيدك الله تعالى بأخيك وخليفتك ووزيرك من بعدك والذي شد به أزرك وأعلن به ذكرك على أخيك وابن عمك، فقم إليه واستقبله بيدك اليمنى فإنه من أصحاب اليمين وشيعته من الغر المحجلين قال: فقمت فوجدت أمه بين النساء والقوابل من حولها وإذا بحجاب قد ضربه جبرائيل بيني وبين النساء وقال فإذا هي قد وضعته فاستقبلته، قال: ففعلت ما أمرني به [جبرائيل] ومددت يدي اليمنى نحو أمه، فإذا بعلي [قد أقبل]على يدي واضعا يده اليمنى في أذنه يؤذن، ويقيم بالحنفية ويشهد بالوحدانية لله وبرسالتي، ثم انثنى إلي وقال: السلام عليك يا رسول الله، فقلت له: [وعليك السلام يا أمير المؤمنين اقرأ يا أخي فوالذي نفسي بيده لقد ابتدأ بالصحف التي أنزلها الله تعالى على آدم وأقام بها [ابنه شيث، فتلاها من أولها إلى آخرها حتى لو حضر آدم لأقر له أنه [ألفظ] لها منه، ثم تلا صحف نوح ثم صحف إبراهيم، ثم [تلا] التوراة حتى لو حضر موسى [لشهد له أنه أحفظ لها منه] ، ثم قرأ الإنجيل حتى لو حضر عيسى لأقر له أنه أحفظ لها منه، ثم قرأ القرآن الذي أنزل الله علي من أوله إلى آخره، ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الأنبياء أوصيائهم، ثم عاد إلى [حال طفوليته وهكذا أحد عشر إماما من نسله يفعل في ولادته مثل ما فعل الأنبياء (عليهم السلام)، فما يحزنكم وما عليكم من قول أهل الشرك بالله تعالى، هل تعلمون أني أفضل الأنبياء، وأن وصيي أفضل الأوصياء، وأن أبي آدم لما رأى اسمي واسم أخي وأسماء فاطمة والحسن والحسين مكتوبات على ساق العرش بالنور فقال: إلهي هل خلقت خلقا قبلي هو أكرم عليك مني فقال الله تعالى: يا آدم لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولولاهم لما خلقتك، [فلما وقع آدم في الخطيئة فقال : إلهي وسيدي فبحقهم عليك إلا غفرت لي خطيئتي ونحن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، فقال : أبشر يا آدم فإن هذه الأسماء من ولدك وذريتك فعند ذلك حمد الله تعالى آدم ع وافتخر على الملائكة [فإذا كان هذا فضلنا عند الله إنه لم يعط نبيا شيئا من الفضل إلا أعطاه لنا [فما بالكم حزنون على قول بعض أهل الشرك، فقام سلمان وأبو ذر ومن معهما وهم يقولون: نحن الفائزون، فقال ع: أنتم الفائزون ولكم خلقت الجنة ولعدوكم خلقت النار).
عن تفسير محمد بن العباس بن مروان، عن محمد بن سهل العطار، عن أحمد بن محمد، عن أبي زرعة عبد الله بن عبد الكريم، عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان بن يحيى، عن جابر بن عبد الله قال: (لقيت عمارا في بعض سكك المدينة، فسألته عن النبي ص، فأخبر أنه في مسجده في ملأ من قومه، وأنه لما صلى الغداة أقبل علينا فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ أقبل علي بن أبي طالب ع، فقام إليه النبي ص فقبل ما بين عينيه وأجلسه إلى جنبه حتى مست ركبتاه ركبتيه، ثم قال: يا علي قم للشمس فكلمها فإنها تكلمك، فقام أهل المسجد وقالوا : أترى عين الشمس تكلم عليا، وقال بعض: لا يزال يرفع حسيسة ابن عمه وينوه باسمه إذ خرج علي ع فقال للشمس: كيف أصبحت يا خلق الله؟ فقالت : بخير يا أخا رسول الله يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيء عليم فرجع علي ع إلى النبي [فتبسم النبي ص فقال: يا علي تخبرني أو أخبرك؟ فقال: منك أحسن يا رسول الله، فقال النبي ص: أما قولها لك يا أول فأنت أول من آمن بالله، وقولها يا آخر فأنت آخر من يعاينني على مغسلي، وقولها: يا ظاهر فأنت آخر من يظهر على مخزون سري، وقولها: يا باطن فأنت المستبطن لعلمي، وأما العليم بكل شيء فما أنزل الله [تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم، فلولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به، قال جابر: فلما فرغ عمار من حديثه أقبل سلمان، فقال عمار: وهذا سلمان كان معنا، فحدثني سلمان كما حدثني عمار).
روى صاحب عيون المعجزات وشاذان بن جبرائيل في مناقبه حديثا يقرب من هذا معنى وذكرا فيه (إن المنافقين لما سمعوا هذه الأوصاف من الشمس أتوا رسول الله ص وقالوا : أنت تقول إن عليا بشر مثلنا، وقد خاطبته الشمس بما خاطب به الباري نفسه، ولما أخبر النبي ص بالتأويل المذكور قاموا، وقالوا لقد أوقعنا محمد في طخياء).
أخوتي الكرام
هنا نريد أن ننبه على شيء مما قاله الرسول المفدى المقدس
صلى الله عليه وآله وسلم ونتعض به
قوله روحي لتراب نعليه الفدى :
فما يحزنكم وما عليكم من قول أهل الشرك بالله تعالى، هل تعلمون أني أفضل الأنبياء، وأن وصيي أفضل الأوصياء
فهذا بالدليل القاطع من الرسول المفدى
صلى الله عليه وآله وسلم
أن َّ من لايرى لمولانا المفدى أمير المؤمنين عليه السلام
فضلا ً على الآخرين وخاصة في سبقه للإسلام فهو بنص
من لاينطق عن الهوى من
أهل الشرك بالله تعالى
لأنه بعد أن يقول الباري عزوجل تقدست أسمائه الشريفة
يا آدم لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولولاهم لما خلقتك
ومن بعد هذا القول يأتي من لايرى لمولانا عليا ً فضلا ً
بل ويفضل الآخرين ممن يقول
إن رأيتم في َّ إعوجاجا ً فقوموني بسيوفكم اعترافا ً منه
مسبقا ً بالعجز والجهل والاعوجاج
أو
من يقول كل ٌ أفقه من عمر حتى العجائز
أو لا أبقاني الله لمعضلة ٍ ليس لها إلا أبا الحسن (ع)
اعترافا ً منه بالعجز والقصور وقلة العلم والفقه
فمن وضع نفسه في هذه المواضع فهو قد وضع نفسه
نـِدا ً لله تعالى وجعل من نفسه إلها ً يطاع ويعبد ُبعد أن
عَرِف َ الحق َ وزاغ َ عنه وأتخذ من نفسه الأمارة بالسوء
إلها ً آخر تطاع ُ وتعبد ُ وإذا بهم هؤلاء الإثنين ومن سار على هواهما وأطاعهما وسار على نهجيهما
فهذا هو الشرك بعينه كما وصفهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
فقد عبدوا هوى أنفسهم الشريرة من دون الله تعالى
وجعلوا أنفسهم آلهة ً غيروا في شرع الله تعالى
فهدموا ما أقامه الله تعالى وأقاموا ماسو لت به أنفسهم
وشياطينهم وغيروا في دين الله ماشآءوا وذلك لعمري
هو الشرك العظيم
فعلى عقول من أتبعهم العفى
أخوكم
حسين السعدي
علي ٌ أميري ونعم الأمير