|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 22289
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,941
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي الفاروق
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 10-08-2012 الساعة : 05:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال أبو يحيى الخنفري: النقطة الأولى
قد أخرج الترمذي الحديث في سننه، فقال:
«حدثنا نصر بن عبد الرّحمن الكوفي، قال: حدّثنا زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن
جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته
القصواء يخطب، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب
اللهِ، وعترتي أهل بيتي» (سنن الترمذيحديث رقم 3786).
ثم قال: «حديث حسن غريب من هذا الوجه».
وهذا يشير إلى أن الحديث قد استوفى شروط الحسن عند الترمذي، مع تفرد بعض الرواة به ، أو بأمر في متنه أو سنده. وهو المراد بالغريب.
وقول الترمذي: «غريب من هذا الوجه» ، يلمح إلى أن وجه الغرابة إنما هو في المتن لا في السند.
والجدير بالذكر أن الإمام الترمذي هو أول من استعمل اصطلاح الحسن في الحديث، وقد عرّفه
بقوله :
«كل حديث يروى، لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ، ولا يكون شاذاً ، ويروى من غير وجه نحو
ذاك ، فهو عندنا حديث حسن»(العلل 2/340) .
قوله: «لا يتهم بالكذب» تمييز له عن الثقة الثبت، وهو يلمح إلى دنو درجته عن درجة الصحيح.
وقوله: «ولا يكون شاذاً» ، والشاذ هو ما يرويه الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم خلافه.
وقوله: «ويروى من غير وجه نحو ذلك» أي يروي المتن بالمعنى من غير هذا الوجه.
وأخرجه الطحاوي في الأوسط بنفس السند (حديث 4757)،
ثم قال: «لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن محمد إلا زيد بن الحسن الأنماطيّ».
ويقول علي الفاروق
لقد ورد في هذه النقطة العديد من المسائل التي ينبغي التوقّف عليها، والنظر فيها، ونحن سنذكرها على التوالي:
المسألة الأولى:الحسن الغريب له تفسير خاصّ بالترمذي
يقول المُشكِل: " وهذا يشير إلى أن الحديث قد استوفى شروط الحسن عند الترمذي، مع تفرد بعض الرواة به ، أو بأمر في متنه أو سنده. وهو المراد بالغريب ".
نقول: هذا على تعريف الغريب مطلقاً، بمعنى لو ورد لفظ الغريب دون اقترانه بالحسن، أي إذا قال الترمذي ـ أو المحدّث ـ: " حديث غريب "، أمّا لو قال الترمذي: " حديث حسن غريب " فإن لهذا الاصطلاح عند الترمذي معنىً أخراً، وليس كما ذهب إليه المحدّثون من أنّه يعني التفرّد.
إن الحديث الحسن على قسمين:
الأول: الحسن لذاته.
الثاني: الحسن لغيره.
الترمذي عندما عرّف الحديث الحسن قال: " كل حديث يروى، لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ، ولا يكون شاذاً ، ويروى من غير وجه نحو ذاك ، فهو عندنا حديث حسن "[1].
وهذا التعريف ينطبق على مصطلح الحسن لغيره.
فإنّنا نلاحظ أنّ الترمذي عرّف الحسن لغيره فقط، فلماذا أغفل الحسن لذاته مع أنّه أخرج الكثير من الأسانيد الحسنة لذاتها في جامعه ؟
وجوابه: أنّ الحسن لذاته معروف ولا ينبغي التوقّف عليه، ولكنّ الحسن لغيره ينبغي تعريفه إبعاداً للإشكال المقدّر في الأذهان، فالترمذي: كلّما قال: الحديث حسن غريب، فاعلم أنّه يقصد بذلك الحسن لذاته، وكلّما قال: الحديث حسن فقط، فاعلم أنّه يقصد الحسن لغيره.
يقول د. نور الدين عتر: " بالنسبة لأبي عيسى: فإنه غالباً ما يميّز الحسن لذاته بقوله: حسن غريب أو نحو ذلك فخشي أن يشكل على الناظر صنيعه في كتابه، لأنه يخرج الحديث أحياناً ويقول فلان ضعيف، ثم يقول: هذا حديث حسن.
فخشي أن يشكل ذلك على القارئ، فعرفه بأنّه إنما حسّنه لكونه يتعاضد بتعدد طرقه. وسكت عن تعريف الحسن لذاته لعدم الإشكال فيه "[2].
إذن: قول الترمذي: " هذا حديث حسن غريب " ليس فيه حجّة على أنّ الغريب هو التفرّد ـ سواءاً كان بالاسناد او بالمتن ـ، بل الترمذي يقصد بذلك اصطلاح على نحو الخصوص، وهو: الحسن لذاته.
المسألة الثانية: تخصيص " من هذا الوجه " غير وارد
قال المُشكل: " وقول الترمذي:غريب من هذا الوجه، يلمح إلى أن وجه الغرابة إنما هو في المتن لا في السند ".
أقول: من أين استشعر أنها كامنة في المتن ؟! وليس في الاسناد !
أوليس كونها في الاسناد أليق ؟!
وخصوصاً من أن حديث الثقلين لم يروَ عن الإمام الصادق عليه السلام إلا من هذا الوجه، أي: رواية زيد الأنماطي عنه ـ كما قاله الطحّاوي ـ.
والغريب هو التفرّد بالاسناد أو المتن، ومتن حديث الثقلين مشهور بل متواتر، فيبقى الكلام حول الاسناد، وخصوصاً أنّ حديث الثقلين عن الإمام الصادق عليه السلام لم يروه سوى زيد بن الحسن الأنماطي.
ولا أدري ما هو وجه التلميح في كون الغرابة في المتن.
يتبع..
[1] علل الحديث ـ ج 2 ـ ص 340.
[2] الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين ـ ص 159.
|
|
|
|
|