|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 22289
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 1,941
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي الفاروق
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 10-08-2012 الساعة : 06:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يقول أبو يحيى الخنفري: النقطة الخامسة
مما يعضد ما قلناه، أن الثقل الثاني لو صح كونه مما يجب التمسك به،لاعترضه إجمال وإبهام، ورسول الله منزه عن هذا. إذ كيف يأمرنا الرسول صلىالله عليه وسلم بالتمسك بأهل البيت وما عليه أهل البيت دون تفصيلٍ للحدالذي يُعرف به أهل البيت ؟ وماذا لو أنهم اختلفوا في ما أمنوا به واعتقدوه،فمن نتبع منهم ؟
وقد رأينا أن كثيراً منهم اعتنق المذهب الشيعي الزيدي، ومنهم من كان على مذهبأهل السنة والجماعة ، ومنهم من كان من المعتزلة. فلكل أحد من الناس اتباعبعض أولئك، تمسكاً منه بالثقل الثاني ، بحسب ما يراه.
فإن قيل: فكذلكم القرآن له أكثر من تأويل، وكلٌ يذهب بحسب ما يراه من التأويل، ويعد نفسه متمسكاً بالثقل الأول .
قيل له: القرآن معلومٌ وظاهرٌ على الناس بآياته، وفيها المحكم والمتشابه، ولهضابط يضبطه في التأويل، من الأحاديث الصحيحة ونقول السلف. فلا اعتبار لمايتم تأويله بالرأي واتباع الهوى إحقاقاً لمذهب ما، خلافاً للثقل الثانيالذي ليس فيه إلا اتباع أهل البيت ، فالتمسك به متحقق بمجرد اتباع ثلة منعلماء أهل البيت، ومتابعتهم على منهاجهم ومذهبهم.
وعلى ذلك، لا يمكننا النظر إلى ما خفي أمره، وغاب حده، ويصعب ضبطه، وتختلفأحواله باختلاف الظروف والأزمان باعتباره حجة شرعية من الله على الناس، فإنفيه تكليفٌ بما لا يطاق، والغرر فيه ظاهر، والشرع مصون من هذا وذاك.
كما أننا لم نسمع عن أحدٍ من الصحابة رضوان الله عليهم يستفصل عن أهل البيتالذي بهم تقام الحجة ويكون الثقل، ولو صح الحديث لانبرى نفر منهم لسؤالالنبي صلى الله عليه وسلم عن تفصيل هذا الثقل الذي به الوقاية من الضلال.
كما لم يرد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه حاجّ خصومه بهذا الحديث ،وقد كان سيد أهل البيت في زمان خلافته الراشدة ، وكافة أهل البيت تبع له.
ويقول علي الفاروق:
وفيه ملاحظات عديدة:
الملاحظة الأولى:عدم قصور الشواهد على مسلم
لقد ذكرنا هذه الملاحظة سابقاً، ولكن ينبغي إلفات النظر إليه مرّة أخرى، إذ أنّه له أهميّة كبرى، وحاصله:
إن حديث الثقلين لديه شواهد صحيحة وحسنة كثيرة، ولا تقتصر على رواية مسلم.
بل رواية مسلم هي من احدى الشواهد.
الملاحظة الثانية: إشكال الإجمال والتفصيل:
لقد ورد: " أن الثقل الثاني لو صح كونه مما يجب التمسك به، لاعترضه إجمال وإبهام، ورسول الله منزه عن هذا. إذ كيف يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتمسك بأهل البيت وما عليه أهل البيت دون تفصيلٍ للحد الذي يُعرف به أهل البيت ؟ وماذا لو أنهم اختلفوا في ما أمنوا به واعتقدوه، فمن نتبع منهم ؟ ".
نقول: في الحقيقة هذا الإشكال يرد فيما لو غضضنا الطرف عن الروايات الأخرى، بمعنى أنّنا لو ضربنا الروايات الاخرى عرض الجدار.
أولاً: الإشكال نفسه يرد على القرآن: وقد ذكرتم هذا الاشكال النقضي، وحاولتم الاجابة عنه، ولكنها كانت محاولة فاشلة ـ نوعا ما ـ، فهي لا تحلّ الإشكال، بل هو ـ في الحقيقة ـ التفاف حول الاشكال.
قلتم في الجواب: " القرآن معلومٌ وظاهرٌ على الناس بآياته، وفيها المحكم والمتشابه، وله ضابط يضبطه في التأويل، من الأحاديث الصحيحة ونقول السلف. فلا اعتبار لما يتم تأويله بالرأي واتباع الهوى إحقاقاً لمذهب ما، خلافاً للثقل الثاني الذي ليس فيه إلا اتباع أهل البيت ، فالتمسك به متحقق بمجرد اتباع ثلة من علماء أهل البيت، ومتابعتهم على منهاجهم ومذهبهم ".
ونقول: إنّ الإسلام قد افترق على عشرات الفرق، وكلّ فرقة تستدل ـ ولله الحمد ـ بالقرآن الكريم، وكلّ منها تدّعي أنّ استدلالها صحيح، وأن ظاهر الآيات، والمحكم فيها كذا، والمتشابه كذا، وأنّ السلف الصالح يؤيّد ذلك.
فلماذا نجد كلّ هذه الاختلافات إلى هذا الوقت منذ اكثر من 1400 سنة ؟!
ثانياً: من المعلوم أن الصحابة اختلفوا فيما بينهم في العديد من المسائل، حيث اختلفوا في:
المسائل العقدية، والمسائل الفقهية، وتفسير القرآن.
وهذا الامر ثابت بالدليل والبرهان، فتلك هي ايات الصفات التي اختلف الصحابة فيما بينهم، هل نجريها على ظاهرها، أم نؤوّلها ؟!
وتلك هي فتاواهم الفقهية المختلفة، في ابواب كثيرة، منها " المتعة وغيرها ".
وتلك هي اراؤهم التفسيرية.
فحدّث ولا حرج في اختلاف السلف.
اذ ان كل فرقة تعتمد على قول السلف، والسلف مختلفون، فكيف نفهم الدين ؟!
القران الكريم: حمّال اوجه، وكل شخص يستطيع الاستدلال بالقرآن.
إذن: القرآن لم يحلّ النزاع.
والسلف الصالح: قد اختلفوا فيما بينهم، وكل شخص يستدل بالسلف.
إذن: السلف لم يحلّ النزاع ايضاً.
فما هو الحل والبديل ؟!!
ثالثاً: هناك قرائن اخرى يمكن من خلالها استلهام اسماء العترة الطاهرة التي يجب على كل مسلم اتّباعهم والتمسك بحبلهم، وهم عِدل القرآن، منها " آية التطهير " ـ من باب المثال ـ، وإليك بعض الآراء:
قال الطحاوي: " فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب ، وأن المرادين بما فيها هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين عليهم السلام دون من سواهم "[1].
وقال المحب الطبري: " في بيان ان فاطمة وعليا والحسن والحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "[2].
وقال الآلوسي: " وأنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم خليفتين وفي رواية ثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين لأن عترة الرجل كما في " الصحاح " نسله ورهطه الأدنون ، وأهل بيتي في الحديث الظاهر أنه بيان له أو بدل منه "[3].
وقال الآجري: " باب ذكر قول الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال محمد بن الحسين رحمه الله : هم الأربعة الذين حووا جميع الشرف ، وهم : علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن والحسين "[4].
وقال البغوي: " وذهب أبو سعيد الخدري، وجماعة من التابعين، منهم مجاهد، وقتادة، وغيرهما: إلى أنهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين "[5].
وقال البوصيري: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أكثر المفسرين أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين "[6].
رابعاً: أمّا بالنسبة لعدم ورود النصّ من علي عليه السلام، فإن عدم وصول الخبر لا يدلّ على عدم الاحتجاج، إذ أن عدم الوجدان على يدل على عدم الوجود.
يتبع,,
نسأله تعالى أن يوفّقنا لإكمال هذه الملاحظات العابرة
[1] مشكل الآثار ـ ج 2 ـ ص 269.
[2] ذخائر العقبى ـ ج 1 ـ ص 21
[3] تفسير الآلوسي ـ ج 16 ـ ص 116.
[4] الشريعة ـ ج 4 ـ ص 378.
[5] تفسير البغوي ـ ج 3 ـ ص 529.
[6] لوامع أنوار الكوكب الدري ـ ص 862.
|
|
|
|
|