|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 54354
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 254
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
فارس اللواء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 24-08-2012 الساعة : 08:45 PM
رؤية فلسفية في الحالة"السياسية" السورية
الإختراق في فلسفة الإنشقاق(3)
لدي قناعة محورية بذبول التاريخانية كما عند كارل بوبر وغيره، فليس نجاح "الإنشقاق" في مكان مسوغاً لنجاحه في مكانٍ آخر بل وفي زمان آخر، فالعقول تتطور والزمان يتطور والظروف تتبدل بتطور مكوناتها، وينسحب هذا على الحكومة السورية-الطرف المقابل-أيضاً ،فليس معنى انتصار الحكومة السورية على الثورة المسلحة مطلع الثمانينات يعني انتصارها هذه المرة، بل سيخضع الجميع لآليات ووسائل ومؤثرات المرحلة والعصر كانتقال أوروبا من البرجوازية للرأسمالية وغيرها، مما يدعم من رؤيتنا التي نتبناها في هذا العمل وغيره، بأن وجود أنماط من الفكر والتعليل قائم على مرتكزات الطبائع والأوصاف الدائمة ليس كافياً للرصد وللإستنتاج، وإذا كفى بوجوده فقرائته خاطئة وتوابعها سلبية وإلا آمنا بخطية التاريخ.
على جانبٍ آخر فلا توجد لدي قناعة بتفهم من عاش في بيئة السمع والطاعة وترعرع على ثقافة الأمر والتنفيذ بأنه يفهم الديمقراطية وشروطها ومتطلباتها ولوازمها، فخروج المستقيل من الجيش بحُجج"عاطفية" وشعارات براقة كالحرية والتداول والمنافسة والاستبداد لا ينسجم مع الطبيعة العسكرية ذات البُعد الفكري الواحد، ربما حدث ذلك بعملية إزاحة نفسية تُلقي من على الكاهل أعباء الخروج ولوازمه إلى غاية نبيلة، ربما يكون الفعل مبنياً على خلافات فكرية أواعتقادية أو إدارية أو ربما هروباً من واقع إلى آخر،قليل من الفهم نخرج بنتيجة مضمونها التربص، فمع الغزو الإعلامي والتقني تكاد نتائجة تساوي بين قوة حزب الله وقوة الولايات المتحدة، إذ أصبح بالإمكان تجنيد عناصر داخل الإدارة الأمريكية يعملون لصالح الحزب مع حفظ فارق القوة الشاملة، لأننا الآن نعيش في عصر تكاد تنكسر فيه كثير من النظريات والفرضيات المعترف بها.
هناك دور سلبي غربي خليجي في الأزمة السورية يهدف إلى إشعال الوضع في سوريا عبر تحريض المعارضة ودعمها بالمال والسلاح، وفي المقابل هناك دور سلبي روسي صيني إيراني يهدف للحفاظ على النظام الحاكم بحفظ سياساته وضمانها، في المقابل من ينظر من زاوية المعارضة يرى أن الجبهة الشرقية تدعم النظام في اعتدائه على الجماهير"الثائرة"..وعلى الطرف الآخر الحكومي يرون بأن الجبهة الغربية والخليجية متورطون في الدم السوري عبر نشر الفوضى بصناعة النزعوية كبديل عن الوطنية، وكي نفهم هذه القصة فهماً سليما عليما بتحديد منحى كل طرف برؤية أهدافه المُدلّل عليها، سنرى في النهاية أن كل طرف محق في رؤيته وأن القضية تعلوها المصالح أكثر من المبادئ.
نخلص من هذا أن أي سلوك مغاير لما هو موجود في سياق التهدئة سيخدم طرفاً واحداً تِبعاً لرؤية صاحب الفعل الأول ودوره في التهدئة،والمعارضة هي التي نالت هذا المقعد منذ عام ونصف، لذلك يكون سلوك التهدئة في حد ذاته يعني انتصار الحكومة على المعارضة، من هذه الرؤية أرى أن من يعمل على إشعال الوضع بتحريض طرف ما لعدم الاستجابة للحوار هو المتورط فعلياً في الدم السوري بشكل أكبر من الطرف الآخر، حتى طوفان الاستقالات العسكرية والمتوقع انقشاعه بعد التهدئة سيتسبب في زيادة رقعة الولاء للحكومة في صفوف العسكر، هذا لأن الاستقالات العسكرية في مضمونها خلقت تميزاً لرأي على حساب آخر داخل نفس المؤسسة ، وسيتسبب هذا الوضع في سلوك بعض من استقالوا لمنحى العودة بحُجة المصالحة الوطنية، ولكن وجودهم أصبح محل شك من قادتهم ، لذلك كان انطفائهم سيتسارع في حال لم يغنموا اللحظة، وسيتم اغتيالهم معنوياً وربما البعض جسدياً، وفي المحصلة فإن قرار الإستقالة منذ بدايته هو إعلان حرب صريح، وعلى من أراد الحرب فليتحمل تبعاتها
|
|
|
|
|