إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وللرد على ذلك نقول :
المشكلة في قلة فهمهم لهذه النصوص فهذا القول لا اشكال فيه ولكن ليست بالنظرة التي هم ينظرون إليها ولكن كما ورد عندنا فاقرأ
فقد روى الكليني رحمه الله في الحديث الصحيح عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : والله إن أحب أصحابي إليَّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم
عندي حالاً وأمقتهم لَلّذي إذا سمع الحديث يُنسب إلينا ويُروى عنا فلم يقبله اشمأزَّ منه وجحده، وكفَّر من دان به، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج، وإلينا أُسند، فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا( 1 ).
وفي صحيحة محمد بن أبي نصر قال : ... قال أبو جعفر عليه السلام : في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه، مقبلاً على شأنه، عارفاً بأهل زمانه، فاتقوا الله ولا تذيعوا حديثنا...( 2 ).
وفي خبر معلى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزَّه الله به في الدنيا، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة، يقوده
إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلَّه الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى إن التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن
لا تقية له، يا معلى إن الله يحب أن يُعبد في السِّر كما يحب أن يُعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع لأمرنا كالجاحد له ( 3 ).
وفي خبر زيد الشحام، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : أُمر الناس بخصلتين فضيَّعوهما، فصاروا منهما على غير شيء: الصبر والكتمان ( 4 ).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالة على أن الأئمة عليهم السلام كانوا يبيحون أسرارهم لشيعتهم ويأمرونهم بكتمانها عن غير أهلها.
والسبب في أمرهم عليهم السلام شيعتهم بكتمان علومهم هو أنهم كانوا يخشون أن تُذاع أخبارهم فتصل إلى خلفاء الجور فيتضررون عليهم السلام منهم أو تقع عند ضعاف العقول الذين لا يفهمونها على وجهها فيصير ذلك سبباً لضلالتهم ومزيد تحيّرهم .
ومع تأكد النهي عن الإذاعة إلا أن بعض الشيعة كانوا يفشون كل ما يسمعونه من الأئمة عليهم السلام، إما لعدم معرفتهم بضرورة كتمانه، أو لجهلهم بما يترتب على الإفشاء من الضرر أو لسهولة استدراجهم والتغرير بهم لإفشائه أو لضعفهم وتمكّن المخالفين من إجبارهم على البوح به أو لغير ذلك من الأسباب.
المصادر :
( 1 ) أصول الكافي 2/223. وسائل الشيعة 18/61.
( 2 ) أصول الكافي 2/224. وسائل الشيعة 11/492.
( 3 ) أصول الكافي 2/223. وسائل الشيعة 11/485.
( 4 ) أصول الكافي 2/222. وسائل الشيعة 11/484.
نقلا من كتاب ( الحقيقة في انتساب الشيعة لأهل البيت )
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين