|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 34437
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 3,973
|
بمعدل : 0.68 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
القناص الاول
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 10-10-2012 الساعة : 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني من الكذبة السادسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
هل يفضل على الاخرين من يؤمهم للصلاة ؟
وكم من مصلي مأموم هو اتقى واورع واحسن دينا وعبادة من الامام ؟
هذا وفق مباني القوم .. فلنرى
لم يجدوا فضيلة واحدة لابي بكر ممكن ان تجعله مقدم على غيره او مساويا حتـّى ، ولو بحثوا بين صفحات كتبهم وكتب غيرهم لعجزوا ان يجعلوه بمصاف اعيان الدعوة ورموزها بل وحتى من على بعد الف ميل من السبّاقين للجهاد والتضحية ونشر الدين والتمسك بالحبل المتين ، هكذا قدرهم الذي كانوا ينتظرون ، وبدء التجنيد لذلك منذ العهد الاموي الحاقد اللئيم الذي يئس من الاطاحة بالرسالة المحمدية لوجود اولياء الله تعالى من ال البيت عليهم السلام واصحابهم الغيارى على تضحيات السابقين والثابتين على بيعة الحق بيعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما بايعوه على الثبات والممات ، فاعتمدوا خط اخر لا يقل خطورة وهو خط الاستيلاء على مركز الرئاسة ومن ثم السعي للرجوع بالامة الى وراء .
ومثلما كانوا في عصور الجاهلية والضلام ، يعبدون اوثان يصنعونها بايديهم من الطين والحجارة ، وحتى من التمر الذي ان جاعوا في الشتاء اكلوه ، فانهم اليوم عادوا ليصنعوا لهم ولاتباعهم اصنام جديدة ولكنها هذه المرة ناطقة ماشية متحركة ، تأكل ولكنه السحت وتشرب ولكنه النبيذ ، ووضعوا لهذه الاصنام اسوار من الحصانة باحاديث مكذوبة نسبوها زورا وبهتانا لسيد الخلق واشرف بني ادم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم ، ليحتجوا بها على من يناهضهم ويسمموا بها افكار مواليهم ، وحسبوا لخطأ صنمهم الجديد حسابا فقالوا انه اجتهد فاخطأ ، وان لعن النبي صلى الله عليه واله وسلم له رحمة وغفّارة ذنوب ، ولكنهم بقوا في حيرة من امرهم قلقين متخوفين وجلين ، حيث توقعوا من معاريضهم والكافرين باصنامهم الجديدة سؤال لابد منه ( كيف تقدم هذا على باقي الصحابة واصبح خليفة ) ؟
فعظـّوا ثيابهم بانيابهم وهرولوا مسرعين ليبحثوا في ملفات التاريخ لعلهم يجدوا فضيلة لهذا ومنقبة لذاك يتفرد بها او يشاركه بها القليلون ، اسرعوا لاهثين ، عملوا جاهدين ، فتشوا متحمسين ، ولكنهم .. عادوا خائبين خاسرين حتى انبرا لها من هو اكثر منهم دهاء واشد مكرا وحيلة ، وقال : ان لم يكن ابو بكر افضل المسلمين فلماذا امره النبي صلى الله عليه واله وسلم ان يصلي بالناس ؟ وهنا سرت هذه الحيلة على السذج والهمج الرعاع ، وما كان لهم ولا لخلفهم دراية بتاريخ الامة ولا باول عصر الرسالة ولا هم من المتابعين لصفحات حياة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ، والاّ ، لوجد المتابع منهم ان غيره كذلك قد صلى بالمسلمين وفي حياة الرسول وعلم منه ، وقبل ان نتعرض الى حديث الصلاة هذا الذي لا يملكون سببا غيره ونبحث في صحة سنده لابد م نالتفتيش في كتبهم عن وجود رجل صحابي غير ابي بكر قد صلى بالمسلمين .
نعم .. عبد الرحمن بن عوف وجدناه عندهم قد صلى بالمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم صلى بصلاته . يعني ان ابن عوف كان اماما والنبي مأموم !!
ووجدنا عمرو بن العاص قد امّره النبي صلى الله عليه واله وسلم على ابي بكر وعمر فصلى بالمسلمين وهما مأمومين به مدة امارته على الجيش في واقعة ذات السلاسل . وفي بخاريهم وهو عدل القران جاء " لما قدم المهاجرون الأولون ( العصبة ) ( موضع بقبا ) قبل مقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة ، وكان أكثرهم قرآنا " وكذلك وجدنا في فتح مكة ان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم موجود ولكنه قدم عتاب ابن اسيد للصلاة بالمسلمين في المسجد الحرام وابو بكر يصلي مأموما به . حيث كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يصلي بالناس الظهر والعصر وباقي الصلوات الثلاثة يصلي بن اسيد اماما وابو بكر يصلي خلفه . فلماذا لا تكون هذه الصلوات التي صلاها ابن اسيد دليلا على امامته على ابي بكر وغيره ؟ ولماذا لا يكون اماما عليه عمرو بن العاص او عبد الرحمن بن عوف او سالم مولى ابي حذيفة ؟ انها والله حجة واهية لا تدفع بقشة او ريشة او قشر شعيرة . واذا كانت صلاة ابي بكر بالمسلمين هي دليل افضليته فلابد ان ينسحب هذا القول على صلاة النبي صلى الله عليه واله وسلم ويكون ابو بكر افضل منه ( حاشاه صلى الله عليه واله وسلم وخسيء القوم الظالمون ) .. واعتقد ان هذا ما يراه القوم ولكنهم اخفوه في صدورهم ولما يحين حينها سيظهروه ، وفيهم من عالج الامر كي ينفذ من تفضيل ابي بكر على النبي بدعواهم هذه فأوجد قولا ومقياسا مفاده ان الامام في الصلاة لا يعني افضليته على المأموم ، اذن لماذا تفضلون ابي بكر على المسلمين وتعتبرون صلاته كأمام دليل على شرعية خلافته ؟
ولنرى هنا ومن اقوالهم وفتاواهم ان كانت فضيلة وافضلية لصلاة ابي بكر ام لم تكن لقولهم بالصلاة خلف الفاسق والفاجر والظالم ؟ ولنؤجل البحث في سند الرواية قليلا :
1-..... وتصح بعد المنقول لأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد صلى بعد أبي بكر بل وغيره من الصحابة كما في الصحيح ولا دليل يدل على أنه يكون الإمام أفضل... وقال - والأصل أن الصلاة - عبادة تصح تأديتها خلف كل مصل إذا قام بأركانها وأذكارها على وجه لا تخرج به الصلاة عن الصورة المجزئة ، وإن كان الإمام غير متجنب للمعاصي ، ولا متورع عن كثير مما يتورع عنه غيره ولهذا أن الشارع أنما اعتبر حسن القراءة والعلم والسن ولم يعتبر الورع والعدالة ... ( الروضة الندية في شرح الدرر البهية / في باب صلاة الجماعة من النسخة المطبوعة سنة 1296 هجرية بالمطبعة المصرية ببولاق/ صديق بن حسن ابن علي القنوجي البخاري ص 78 )
2-مقتطفات من شروح العقيدة الطحاوية
اولا / للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي :
أ-..... اما هذه المسالة وهي الصلاة خلف الفاسق ، يقول الطحاوي – رحمه الله – (( ونوى الصلاة خلف كل بر وفاجر من اهل القبلة )) هذه المسالة من اصول اهل السنة والجماعة ، الصلاة خلف كل بر وفاجر ، خلافا لاهل البدع ، فان اهل البدع لا يصلون خلف ائمة الجور ، لا يصلون خلف الفسّاق ....
ب- ..... فإذن من أصول أهل السنة والجماعة الصلاة خلف الفسقة وأئمة الجور إذا كان ولاة الأمور فساقا أو جائرين .....
ت- .... تصلى الجمعة والجماعة والعيد خلفهم، خصوصا إذا لم يكن هناك إمام غيرهم، كإمامة مثل الجمعة في البلد الذي ليس فيه إلا جمعة واحدة، وإمامة العيد وإمامة الحج بعرفة إذا لم يكن هناك إلا فاسق صحت الصلاة خلفه ، بل تجب الصلاة خلفه ومن صلى وحده وترك الصلاة خلف الفاسق في هذه الحالة، فهو مبتدع عند أهل السنة والجماعة.....
ث- ..... وهذا من أصول أهل السنة والجماعة التي خالفوا بها أهل البدع ، ولذلك أدخلها العلماء في كتب العقائد الصلاة ، هذه مسألة فرعية حكم الصلاة ، لكن العلماء أدخلوها في كتب العقائد للرد على أهل البدع ....
ج- ..... وكذلك ، ايضا ثبت عن الصحابة انهم يصلون خلف الحجاج بن يوسف وكان فاسقا ظالما ، وصلى الصحابة خلف عقبة ابن ابي معيط وكان اميرا للكوفة من قبل عثمان رضي الله عنه ، كان فاسقا يشرب الخمر حتى انه صلى بهم مرة الفجر ، وهو سكران فصلى بهم الصلاة اربعا ، ثم التفت عليهم ، فقال هل تريدون ان ازيدكم ؟ .
ح- ( عزيزي القاريء الكريم وانا اراجع هذا الشرح للعقيدة الطحاوية وجدت هذا القول الذي حقيقة لا استطيع ان استوعبه ، فلا باس بذكره للاطلاع على دين هؤلاء الفسقة ) : واما الصلاة على من مات من الفسقة والفجار ، الصواب انه يصلى خلفهم – هكذا – وما جاء من الاثار ، وما جاء من النصوص في ترك الصلاة على بعض الفساق كقاتل نفسه وقاطع الطريق ، والغال ، ومن عليه دين ، فهذا انما يترك الصلاة خلفه الاعيان والوجهاء والعلماء ، لا يصلون خلفه – هكذا -ردعا للاحياء حتى لا يفعلوا مثل ذلك ، واما عامة الناس ، فانهم يصلون عليه ، وكذلك الشهيد ، الصواب انه لا يصلى على الشهيد !!!!
ثانيا / شرح الشيخ يوسف الغفيص
أ-( ...... وأما الصلاة خلفهم، والاقتداء بهم في الصلاة، فهذا له وجهان: أما إن كان هذا الفاجر ولياً للأمر: فإن الإجماع منعقد على أنه يصلى خلفه ولو كان فاسقاً، وأما إن كان من الآحاد فقد كره كثير من السلف الائتمام بالفاسق، وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد، والمشهور عند متأخرة الحنابلة، وهو الذي يقررونه في كتب المذهب أن الصلاة خلف الفاسق لا تصح، وهذا لا يصح في مذهب أحمد، بل المحقق في مذهبه عند متقدمي أصحابه أنه كان يكره الصلاة خلف الفاسق، إلا إن كان ولياً للمسلمين.
ولهذا صلى الإمام أحمد خلف المعتصم، مع أن المعتصم أقل أحواله أنه فاسق، فإنه كان مظهراً لنشر البدعة والانتصار لها،......)
ب- ( ..... وعليه فإن الصلاة خلف الفاسق: إن كان ولياً للأمر كأمير العامة ونحوه، فإن الصلاة خلفه تكون مشروعة، ومن الاقتداء الذي كان عليه السلف جمعاً للكلمة، وأما إن كان من آحاد الناس، فإن الصلاة خلفه صحيحة عند عامة السلف، ولكن كره بعض أئمة أهل الحديث الصلاة خلف الفاسق .... )
ثالثا / شرح علي بن علي بن محمد بن ابي العز الدمشقي
أ-ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر ، فهو مبتدع عند أكثر العلماء . والصحيح أنه يصليها ولا يعيدها
ب-والفاسق والمبتدع صلاته في نفسها صحيحة ، فإذا صلى المأموم خلفه لم تبطل صلاته
ت-وأما إذا كان ترك الصلاة خلفه يفوت المأموم الجمعة والجماعة ، فهنا لا يترك الصلاة خلفه إلا مبتدع مخالف للصحابة رضي الله عنهم . وكذلك إذا كان الإمام قد رتبه ولاة الأمور ، ليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية ، فهنا لا يترك الصلاة خلفه ، بل الصلاة خلفه أفضل
3-جاء في فتاوى ابن تيمية :
أ - وسئل عن خطيب قد حضر صلاة الجمعة، فامتنعوا عن الصلاة خلفه؛ لأجل بدعة فيه، فما هي البدعة التي تمنع الصلاة خلفه ؟
فأجاب:
ليس لهم أن يمنعوا أحداً من صلاة العيد والجمعة، وإن كان الإمام فاسقاً. وكذلك ليس لهم ترك الجمعة ونحوها لأجل فسق الإمام، بل عليهم فعل ذلك خلف الإمام، وإن كان فاسقاً، وإن عطلوها لأجل فسق الإمام، كانوا من أهل البدع، وهذا مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما.
4-فتاوى ابن باز :
( .... ولو صلى خلف مبتدع يدعو إلى بدعته أو فاسق ظاهر الفسق وهو الإمام الراتب الذي لا يمكنه الصلاة إلا خلفه كإمام الجمعة والعيدين والإمام في صلاة الحج بعرفة ونحو ذلك، فإن المأموم يصلي خلفه عند عامة السلف والخلف، ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر فهو مبتدع عند أكثر العلماء، والصحيح أنه يصليها ولا يعيدها، فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون الجمعة والجماعة خلف الفجار ولا يعيدون، .... )
5-قال السرخسي: (ويجوز إمامة الأعمى، والأعرابي، والعبد، وولد الزنا، والفاسق. وغيرهم أحب إليَّ ) المبسوط للسرخسي / 1 / 40 )
6-نقل الطحاوي عن البدر العيني قوله: (يجوز الاقتداء بالمخالف، وكل بر وفاجر، ما لم يكن مبتدعاً بدعة يكفُر بها، وما لم يتحقق من إمامِه مفسداً لصلاته في إعتقاده أهـ. ثم قال: وإذا لم يجد غير المخالف، فلا كراهة في الاقتداء به، والاقتداء به أولى من الانفراد، على أن الكراهة لا تنافي الثواب. أفاده العلامة نوح) حاشية الطحاوي على المراقي / 2 / 299 )
7-قال أبو البركات الدردير: (والمعتمد أنه لا تشترط عدالته، فتصح إمامة الفاسق بالجارحة، مالم يتعلق فسقه بالصلاة، كأن يقصد بتقدمه الكِبر، أو يخل بركن أو شرط، أو سنة على أحد القولين في بطلان صلاة تاركها عمداً، على أن عدم الإخلال بما ذكر شرط في صحة الصلاة مطلقاً... ) الشرح الكبير (1/327، وانظر: حاشية الدسوقي (1/307).
الفاسق عند المالكية إما فاسق بحارحته أو فاسق بصلاته، والمعتمد عندهم هو صحة إمامة الفاسق بالجارحة، كزان وشارب خمر وعاق لوالديه ونحو ذلك، ما لم يتعلق فسقه بالصلاة، كأن يقصد الكِبر بتقدمه إماماً، أو يخل بركن من أركان الصلاة، أو شرط من شروطها، أو سنة من سننها، على القول عندهم بأن الإخلال بما ذُكِر مبطل للصلاة مطلقاً، وعلى اعتبار ما يعتبر تعمد فعله مبطل للصلاة وذلك في مذهبهم أيضاً، ولهم تفصيل وتفريع كثير في هذه المسألة ( منشور جامعة الايمان الاسلامية / عضو اتحاد الجامعات العربية الاسلامية / للكاتب - علي بن عبد الرحمن بن علي دبيس مراجعة: علي عمر بلعجم. وعبد الوهاب مهيوب مرشد الشرعبي ) وذكر هذا المصدر (مواهب الجليل (2/92) وما بعدها. ) 8-قال أبو البركات الدردير: (والمعتمد أنه لا تشترط عدالته ، .... ) الشرح الكبير (1/327، وانظر: حاشية الدسوقي (1/307).
9-وقال اللخمي: إن كان فسقه لا تعلق له بالصلاة - كالزنا وغصب المال – أجزأته، لا إن تعلق بها كالطهارة ... ( مواهب الجليل / 2 / 92 )
10-قال الشافعي: (وكذلك أكره إمامة الفاسق، والمظهر البدع. ومن صلى خلف واحد منهم أجزأته صلاته، ولم تكن عليه إعادة، إذا أقام الصلاة) ( الام / 1 / 295 )
11-وقال الشيرازي في المهذب: (وتجوز الصلاة خلف الفاسق ) المهذب / 1/ 183 )
12-وقال المزني: (وأكره إمامة الفاسق، والمظهر للبدع. ولا يعيد من ائتم بهما ) مختصر المزني / 1 / 26 ) ، وقال في فقه العبادات: (تكره إمامة الأقلف، والفاسق، والمبتدع الذي لا يكفر ببدعته. والكراهة للإمام، أما المؤتمون فتحصل لهم فضيلة الجماعة ) فقه العبادات / 1 / 411 )
اقول ان الامر يطول كثيرا وهناك مئات الفتاوى في جواز الصلاة خلف المبتدع والفاجر والظالم والفاسق وابن الزنا وشارب الخمر وغيرهم ، ولكن اود ان اختم بحث الفتاوى هذا بهذه المقطوعة العجيبة التي تفتي بجواز الصلاة خلف المشعوذ والدجال ، وانا لله وانا اليه راجعون :
رقم الفتوى 185743
التصنيف احكام الامامة
صادرة من مركز الافتاء
بتاريخ 27 / 8 / 2012
الاثنين / 9 شوال
أريد أن أستفسركم عن مسألة تؤرقني دائما: جاء والدي بشخصين يمارسان الشعوذة ويتكلمان مع الجن فقاما بقراءة القرآن على أختي المريضة وقالا للوالد إنها لا تعاني من أي مس من الجن ولكنها مسحورة وأخذا يتكلمان مع الجن وطلبا من الوالد أن يذبح ديكا ويدفن دمه بالإضافة إلى عدة أشياء كاستعمال نوع من الأعشاب والتبخر بها، فهل ما فعله أبي حرام؟ وهل تجوز الصلاة خلفهما، لأن أبي صلى خلفهما؟ وما يؤرقني أكثر كيف للساحر أن يمارس ما حرمه الله ويصلي في نفس الوقت؟ وهل فعلا السحرة يصلون والجن يشترط عليهم عدم الصلاة؟ أريد إجابتكم وفقكم الله إلى ما فيه الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن ما طلبه هذان الرجلان من أبيك يدل على أنهما دجالان مشعوذان، فلا يجوز الاستعانة بهما في العلاج ولا غيره ويجب الحذر والتحذير منهما ومن أمثالهما، وأما الصلاة خلفهما: فإن كانا يأتيان بأعمال شركية من دعاء غير الله والاستعانة به ونحو ذلك لم يجز أن يصلى خلفهما، وأما إن لم يرتكبا شيئا من الأعمال الشركية فالصلاة خلفهما صحيحة على الراجح، لأن الراجح صحة الصلاة خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا، وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل تصح الصلاة خلف من عرف بدعاء غير الله؟ وما حكم من يصلي خلفه؟ فأجاب بقوله: من صلى خلف من يشرك بالله لا تصح صلاته، ما دام يدعو غير الله، ويستغيث بغير الله، أو ينذر لغير الله، لا يصلى خلفه عند أهل العلم، لا يصلى خلف الكافر، ولا تصح الصلاة خلف الكافر، إنما الخلاف في الفاسق أما الكافر فلا. انتهى.
وأما استشكال أن يكون من يرتكب السحر والدجل يصلي فليس بمشكل، فقد يأمرهم الشيطان بالصلاة وربما بالذكر والزهد في الدنيا وكثير من أعمال الخير إيهاما للناس ولمزيد من التلبيس عليهم وإضلالهم بهم حتى يخدعوا بما يفعلونه من الخير عما يقارفونه من الزور والمنكر، ولهذا مزيد إيضاح تنظره في الفتوى رقم: 162701.
والله أعلم.
اقول :
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين
|
|
|
|
|