[القناص الاول]

بسم الله الرحمن الرحيم


الجزء الثالث من الكذبة السادسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

اسانيد حديث صلاة ابي بكر

ورد حديث الصلاة المزعومة هذا في صحيح البخاري ومسلم وموطأ مالك ، كما ذكره الترمذي والنسائي وابي داود ، وجاء عند ابن ماجه واخرجه احمد ، وقد روي الحديث عن كل من :

عائشة
ابي موسى الاشعري
عبد الله بن عمر
عبد الله بن زمعة
ابن عباس
ابن مسعود
سالم بن عبيد
بريدة
انس

وسوف نتناول كل حديث على جنب حتى يسهل التحقيق ويفهم المقصود :

اولا
حديث عائشة
********

في حديث عائشة هذا ، وردت انتقادات ودراسات تثبت بطلانه عند علمائنا الاجلاء والمحققين المعتبرين في مدرسة ال البيت عليهم السلام عن طريق ترجمة رواته الذين وصفوا بالتدليس ، ورب قائل يقول ان التدليس ليس جرح بعدالة الراوي وقد يقع عند الثقاة وهو امر ممكن التساهل به وغض النظر عنه ولا يؤاخذ المدلس بتدليسه ، ولكني وجدت تعاريف للتدليس ووصف للمدلس عند علماء مدرسة الخلفاء من البكريين والعمريين والعثمانيين والامويين تجعل من المدلس نكرة متروك لا يؤخذ بحديثه مهما كان شانه ، ولا بأس بذكر بعضها :

قال الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية :
1- «التدليس للحديث مكروه عند أهل العلم، وقد عظّم بعضهم الشان في ذمه، وتبجّج بعضهم بالبراءة منه»
2- «التدليس أخو الكذب» رواه عن شعبة بن الحجاج .
3- «التدليس في الحديث أشد من الزنا» عنه ايضا .
4- وعنه «لإن أسقط من السماء أحب إلي من أن أدلس» .
5- (خرّب الله بيوت المدلسين، ما هم عندي إلا كذابون» رواه عن ابي أسامة .
6- «لأن نخرّ من السماء أحب إلي من أن ندلس حديثا!» رواه البغدادي عن ابن المبارك .
7- وروى البغدادي عن وكيع انه قال : «نحن لا نستحل التدليس في الثياب فكيف في الحديث!».
وهذا التدليس قد ذكر به رواة الحديث موضوع البحث عن عائشة .

اما ما سأذهب اليه واقف عنده في شأن الحديث هذا فانه يختلف عن ما تناوله العلماء الافاضل والاساتذة النقاد والمحققين ، حيث ساختصر النقد بامرين :

الامر الاول /
ــــــــــ

التحقيق في من سمع من عائشة او ادعى ذلك وهم كل من :

1- الاسود بن يزيد .

ومنهم الاسود بن يزيد ومسروق بن الاجدع ، روى سلمه بن كهيل انهما كانا يمشيان الى بعض زوجات رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) فيقعان في علي عليه السلام ، فاما الاسود فمات على ذلك واما مسروق فلم يمت حتى كان لا يصلي لله تعالى صلاة الا صلى بعدها على علي بن ابي طالب عليه السلام . ( شرح النجهج لابن ابي حديد المعتزلي الجزء الرابع الصفحة 97 / 98 )

2- عروة بن الزبير ، وهو لم يسمع من عائشة مطلقا ، حيث انه ولد في زمن خلافة عمر بن الخطاب . وقد روى حديثه البخاري بشرح بن حجر . بالاضافة الى ان حديثه ليس متصلا فان عروة هذا من مبغضي ال البيت عليهم السلام وقد حضر حرب الجمل وهو صغير السن ، وهو ومن الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث وضع حديثا ينسبه للنبي صلى الله عليه واله وسلم قال فيه ان النبي قال ( زينب خير بناتي ) ولما سمع الامام علي بن الحسين عليه السلام قوله هذا جاء اليه وقال له : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنقص حق فاطمة؟! فقال: لا أحدث به أبداً ( ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ) والذي يكذب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهو كاذب على الله تعالى فهو فاسق لا يؤخذ بقوله .

3- عبيد الله بن عبد الله ، وقد ذكر ابن سعد في طبقاته انه كان يزدري بال البيت عليهم السلام ويتكبّر ليهم وفي رواية ابن سعد دليل شماتة وكره من عبيد الله هذا لعلي بن الحسين بن ابي طالب عليهم السلام حيث قال ( هيهات ، لابد لمن طلب هذا الشأن ان يتعنى ) لمّا قال له اصحابه ان ياتي الامام ويقضي له حاجته ، وهذا ان دل فانما يدل على تجبر هذا الرجل وتعنته وبغضه للامام ، ومن يبغض ال البيت عليهم السلام فهو مغضوب عليه فاسق .

4- مسروق بن الاجدع ، ولم اجد فيه على حد علمي ما يسقطه ، ولكن الذي روى عنه هو ابو وائل ، وابو وائل هذا ذكر بغضه للامام علي عليه السلام عاصم بن بهدلة كما جاء في تهذيب التهذيب تفضيله لعثمان على الامام علي عليه السلام . وهذا بحد ذاته كاف لاسقاطه . وعنه نعيم وعن نعيم في رواية احمد شبابة بن سوار والذي يدل على بغضه لال البيت عليهم السلام ما ذكره ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب ، وهو من المرجئة وقال فيه ابو حاتم لا يحتج بحديثه .

هذا هو الامر الاول الذي يلخص موقف الرواة هؤلاء من ال البيت عليهم السلام وانهم من مبغضيهم .

الامر الثاني /
ـــــــ

عائشة :
ان الراوي لهذا الحديث هو عائشة بنت ابي بكر ، وعائشة فرع له لا تصح شهادتها حيث تطرقنا لذلك سابقا ولا بأس بالاعادة الموجزة .
( القائل عائشة وهي فرع من اصل ولا يقبل شهادة الفرع لصالح الاصل وفق مباني السنة عند ابن عبد الوهاب وغيره ..وقد برر الإيجي في المواقف، ص 402 في موضع رد على الشيعة بقولهم ما يخص فدك ...( فإن قيل : ادعت فاطمة أنه نحلها ، وشهد علي والحسن والحسين وأم كلثوم ، فرد أبو بكر شهادتهم . قلنا أماالحسن والحسين فللفرعين ، ... ) اقول للايجي وغيره ، وعائشة ايضا فرع فهل تقبل دعواها هذه ؟
لماذا لم يقبل ادعاءالزهراء وهي سيدة نساء العالمين وبضعة رسولالله صلىاللهعليه واله وسلم، ومن الذي قالت عنها عائشة انها لم ترى اصدق منها بعد ابيها ، وبعد كل ذلك تم رفض ادعائها بان والدها النبي نحلها فدك وطلبوا منها الشهود .. فلماذا لم يطلب القوم شهود من عائشة بادعائها هذا برغم ان امر الخلافة اهم بكثير من امر فدك ؟ الانها بنت الخليفة ؟؟ ففاطمة بنت النبي .. ام انها ( أي عائشة ) لم تقل بهذا الامر ولم تدعيه ونسب لها هذا القول من له مصلحة فيه ؟؟ ولكن يبدو ان الحديث وضع لمّا راى القوم ظهور المعارضة ضد وثوب ابي بكر على كرسي السلطة واستحواذه على حق غيره .)

وللحديث بقية ان شاء الله تعالى ولكن عن غير عائشة