|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 29-10-2012 الساعة : 10:58 PM
و سقط الحصان … بقلم الاسكندر طوسي
كثيرة هي التحليلات و أشباه المعلومات التي تغرق شاشاتنا و اذاعاتنا العربية ليل نهار بكلام نفهمه أو لا نفهمه لا يهم .. فالمهم أن جل هذا الكلام يمر مرور الكرام .. و ما يعلق منه في الذهن متضارب لا يفي ربما لبناء فرضية واحدة كاملة .. ففي دنيا الاستخبارات لا تخرج للعلن إلا معلومة الفشل .. بينما تبقى المعلومات حول النجاحات أسيرة لعقود ..
على العموم، و التزاماً مني بسياسة النأي بالنفس عن التعقيد و عن الغرق في التفاصيل (حسبما آمل دائماً و ربما لا أوفق كثيراً) .. سأكتفي بالتعليق على (خبرية) مقتل وسام الحسن بكلمات بسيطة ..
أولاً .. قلت خبرية و لم أجزم بما حدث فحتى هذه اللحظة لم تصدر نتيجة تحليل (DNA) لتحديد هوية الجثة المتفحمة المصهورة التي تبدو و كأنها خارجة من فرن مفاعل نووي لم يترك من ملامحها أي تفصيل مهما صغر .. كل ما ورد حتى اللحظة كلام نقلته صحيفة السفير عن لسان مدير الأمن العام اللواء أشرف ريفي يقول بالحرف ” أن التعرّف إلى الحسن لم يكن من خلال جثته، إذ أنه تحوّل إلى أشلاء، بل من خلال جزء من مسدسه الحربي، وجزء من البندقية، وجزء من هاتف مرافقه الخلوي، ثم حسمت ساعة يد الحسن الأمر.” ..
جزء من مسدسه الحربي + جزء من البندقية + جزء من هاتف مرافقه + ساعة يده = وسام الحسن !!!
هذه هي معادلة لبنان اليوم .. معادلة السلم الأهلي .. معادلة الطائف .. و كأن شركات صناعة الساعات في العالم قد خصّت الحسن بساعة نادرة لا يوجد لها مثيلان حتى يتم قطع الشك بها ..
على كل حال .. الجثة المصهورة في فرن نووي و بكل تأكيد لم تحترق و تتناثر هكذا بفعل عبوة وزنها حسب تقدير الامن اللبناني 75 كيلوغرام من مادة تي ان تي .. فجثة رفيق الحريري التي تعرضت لعبوة تزن قرابة عشرة اضعاف هذا الوزن بقي منها ما كان كافياً لإثبات هويتها .. أليس كذلك؟
ثانياً .. معلومة أخرى وردت في الصحف اللبنانية اليوم تقول أن فرع المعلومات الذي يقوده وسام الحسن كان قد أشاع قبل يوم من الحادثة خبراً يفيد بأنه قد توجه الى برلين للقاء رئيس مكتب الشرطة الفدرالية الألمانية للشؤون الجنائية يوركي سلكي .. الأمر الطبيعي في عالم الاستخبارات أن يتم اجراء عمليات تمويه اعلامي بنشر أخبار مغلوطة عن تحركات ضباط معينين لحمايتهم لكن ان يتم زج اسم رئيس مكتب الشرطة الفيدرالية الالمانية الجنرال يوركي سلكي لن يمر مرور الكرام علينا .. لأنه و بكل بساطة الآن يتوجب على المكتب المذكور و رئيسه أن يقدما للرأي العام توضيحاً ما اذا كان الحسن قد وصل الى المانيا و قابل المذكور أم لا .. لا لشيء .. و انما لضمان سلامة التحقيق .. و الـــ (حئيئة) ..
بالعودة الى بساطتنا المعهودة سأقول باختصار .. سقط الحسن .. فأياً كانت الحقيقة وراء الخبرية فهي تعني شيئاً واحداً فقط وهو أن الرجل قد احترقت ورقته و أصبح عبئاً ثقيلاً على أسياده فأرادوا بالتخلص منه (أياً كانت الطريقة سواء بقتله بعبوة في بيروت واو بإرساله في مهمة الى الحدود السورية التركية او بتصفيته في المانيا) ضرب عدة عصافير بحجر واحد .. ولكن لماذا ؟
1. التخلص من ملف غياب وسام الحسن عن موكب رفيق الحريري لحظة التفجير الذي أدى لاغتيال الأخير والذي حاول الحسن تبريره بأنه كان يجري امتحاناً منفرداً مع استاذه لكن هذا التبرير سقط لاحقاً و تبين كذبه ، مع العلم أن وسام الحسن كان مكلفاً بأمن الرئيس الحريري. هذا الملف يعتبر ثغرة في الاتهام السياسي الموجه ضد سورية و لتحريك القضية من جديد لا بد من ازالة كل الثغرات التي تنتابها.
2. اتهام النظام السوري و حلفائه : وهي تهمة جاهزة على الدوام ليست بحاجة سوى لأي حدث أمني و يحمد السوريين ربهم على سلامة فيليكس صاحب القفزة الأعلى في العالم لأنه لو أصابه مكروه لربما أعلن مجلس الأمن الدولي مسؤولية سورية عنه.
3. اشعال الداخل اللبناني : و هذا يبدو واضحاً الآن فحكومة ميقاتي أصبحت على كف عفريت و المسلحون يملؤون شوارع طرابلس و الطرقات الهامة مقطعة و الجيش مشغول بمعركة استجدت بعد أن كان قاب قوسين او ادنى من ضبط الحدود مع سورية من الجانب اللبناني الأمر الذي أفقد وسام الحسن صوابه أكثر من مرة.
4. تمهيد المناخ أمام عدوان اسرائيلي جديد على لبنان : فالحكومة الصهيونية طلبت من المجلس الاعلى للدفاع في الكيان الصهيوني اتخاذ قرارات خطيرة كرد على قيام المقاومة الاسلامية في لبنان بارسال طائرة استطلاع اخترقت الاجواء الصهيونية و ربما صورت محيط مفاعل ديمونة لكن الاكيد انها رصدت اهم القواعد العسكرية الاسرائيلية في فلسطين المحتلة و أرسلت الصور الى أعداء اسرائيل. و هو أمر يتوجب على الحكومة الصهيونية (حسبما جاء في الكتاب المحول من رئاسة الحكومة الى المجلس الأعلى للدفاع) أن لا تسمح لأعداء اسرائيل بالوقت الكافي لاستغلاله. و أن تقوم باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة بالتحضير لاختراق العمق اللبناني عسكرياً وليس فقط استخباراتياً (ان اقتضى الأمر) في محاولة للوصول الى بنك أهداف محدّث أصبح يتضمن ليس فقط مقرات تصنيع طائرات (أيوب) و انما ـ و هو الأهم بنظرهم ـ مقرات استقبال الاشارات اللاسلكية للطائرة و التي “عجزت أجهزة الرادار الاسرائيلية عن فك شيفرتها وعن تحديد مستقبلاتها الالكترونية حتى اللحظة”.
5. لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال اسقاط الخبر الذي نقلته مصادر ايرانية اليوم عن قبول رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بحل انتقالي في سورية يقوده الأسد .. هذا الكلام بحد ذاته يدل على تطور رهيب في الأزمة السورية .. فأردوغان الذي لم يترك وسيلة لشتم الأسد أصبح الآن يبدي قبوله به (أياً كان الدافع سواء كان تهديد روسي ايراني ام صمود سوري) .. و هذا في عالم السياسة يعني أمراً واحداً فقط : فلنضع أوراقنا على الطاولة لنتفاوض .. ورقة مقابل ورقة .. أو أكثر.. تبعاً للوزن الاستراتيجي لكل ورقة .. لكن حتى يقبل السوري هذا العرض .. يجب على الآخرين أن يقدموا أوراق حسن نية .. و .. فهمكم كفاية ..
هل يكفي ما سبق؟ لن أطيل أكثر .. سأترك بعض المعلومات في حوزتنا بانتظار اكتمال المشهد الذي لا يشبه سوى رقعة شطرنج .. كان وسام الحسن فيها يمثل الحصان .. و للحصان في عالم الشطرنج مكانة مميزة .. فهو الوحيد الذي يمكنه أن يقفز عن باقي القطع فلا تستطيع غلق طريقه ..و ان كان اللبنانيون يبحثون عن (حئيئة) سقوط الحسن فعليهم طلب توضيح كامل من مكتب الجنرال يوركي سلكي .. لأنهم يعلمون أن المخابرات الألمانية ناشطة .. جداً .. في لبنان ..
اليوم .. سقط الحصان اللبناني .. و ان كان قد بقي لأعداء سورية حصان آخر فهو تركي أعرج .. مكسور الظهر .. محاصر .. أعجز من أن يتنقل بأريحية .. و مقيّد بتفاصيل كردية و (غير كردية) .. و لن يكون بمقدوره الوثوب على حواجزها ليخرج من الزاوية التي تم حشره فيها ..
اليوم سقط الحصان .. مذبوحاً بحدوته التي لطالما استند عليها في وثباته .. لم تنصهر جثته في الحقيقة كما انصهرت ورقته التي رماها أسياده .. الذين خدمهم بشرف و اخلاص طيلة سنين .. فما تم عرضه في السيارة لم يكن الجثة و انما كان الحصان .. بكل رمزيته ..
اليوم سقط الحصان .. كما سقط الفيل الفرعوني الأول قبل أيام برسالة الصديق الوفي محمد مرسي لفخامة الرئيس شمعون بيريز .. و التي جعلت الأول يظهر على انه ليس سوى فيل غير مسموح له بالتحرك إلا على قطرين متقاطعين في النقطة السورية .. و كما سقطت قلعتا الخصم (العازلتين) حين بقيتا في أراضيه و لم تقتربا من الأراضي السورية ..
اليوم لم يبق في أيدي خصوم النظام السوري سوى فيل خليجي و وزير فرنسي و بضعة بيادق متعددي الجنسية .. ظنوا القدس هنا .. فأتوا يحررونها .. وحين وصلوا .. عرفوا أنهم ضلوا الطريق حين رؤوا وهم يصعدون الى بئس المصير أنهم كانوا يقاتلون في سورية لا في فلسطين .. ربما امتلك الخصم فرصة النقلة الأولى في اللعبة الكبرى عبر تحريك بيدقه خطوتين نحو سورية .. خطوة باسم الربيع العربي و خطوة باسم الاساطيل و الغزو و ما سقط من تهديدات تحت أقدام السوريين .. و لكن المهم الآن هو كيف يا ترى سيقول الرئيس السوري لخصومه “كش مات“؟
مركز عرين للمعلومات
|
|
|
|
|