|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 31-10-2012 الساعة : 09:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله
شاهدت ما قاله وئام وهاب حول وسام الحسن .
وقد اكد ان اسرائيل قتلته لأنه كشف اكثر من 40 شبكة للموساد .
ثم عرض أمرا مهما وهو ان وسام قابل بترايوس رئيس الـ CIA وقد كان منزعجا من نمو الحركات الاصولية في الشمال . وطلب منه الحد من هذه الحركات .
فيكون وئام وهاب قد اوحى بان هناك اياد للسلفية الأصولية في قتله أو انزعاج امريكي منه مما نزع الغطاء عنه.
الحقيقة ان ما اعرفه شخصيا إن وسام ضد السلفية في الشمال وفي غيره وهذا مؤكد عندي ، وهو ضد سوريا ومتماش مع ثوار سوريا من اجل اسقاط بشار الاسد. ونفي وئام علمه بتدخل وسام الحسن في القضية السورية ، غير مسلّم بالنسبة لي حسب معرفتي الشخصية .
واما الكشف عن الشبكات الاسرائيلية فامرها معروف في لبنان وهو ان حزب الله يقوم بكشف الشبكة ويسلمها لفرع المعلومات . وهذا امر معلن ، بل ان تلفزيون المنار اشار الى كشف شبكات وتسليمها الى الجهات الامنية وهي بدقة فرع المعلومات . فلا تكون الفضيلة في ذلك كاملة لوسام الحسن . نعم هو مشارك فيها ، وقد يكون تثبيت الجرائم والتهمة على الشبكات جريمة كبرى عند الاسرائيليين. ولكن هل هذ يكفي؟
لا نستطيع ان ننفي .
مشكلة كل الاغتيالات في لبنان انها مستغلة وموظفة من قبل تيار 14 آذار ، وهذا يثير تساؤلا عن معادلات مكشوفة في مسيرة الاحداث في لبنان. حتى ان المعلقين السياسيين يتسائلون عن سر نجاح قضايا فاشلة لتيار المستقبل فور اغتيال احد رموز 14 آذار أو تيار المستقبل؟
وهذا التساؤل مشروع جدا وهو مطابق للواقع الخارجي. وهو يعني ان هذه الاغتيالات هي صناعة هدفها تطوير ودفع تيار 14 آذار الى النجاح بتقديم كباش من التيار نفسه.
فهنا يجب بحث طبيعة الاستغلال والاستثمار لهذا الاغتيال . وقد بدا اول الامر هو اسقاط حكومة ميقاتي والتشهير بسوريا والغمز بحزب الله جزئيا .
(مع ان وسام الحسن نفسه رغم بعض خباثته الا انه كان يداري حزب الله ويقوم بمهام يريدها منه الحزب فهو عنصر غير ظاهر العداء على اقل تقدير بالنسبة للحزب ، وفي مرة سألت صديقا له عن سر عدم عمله ضد الحزب بشكل صارخ رغم انه هو من قدم نظرية ترابط الاتصالات في مقتل الحريري (قضية داتا الاتصالات) بينما حزب الله يتهمه بانه وراء الاغتيال ، فقال لي الصديق إن وسام يعرف قوة الحزب وقدرته الهائلة في المجال الاستخباراتي وهو يستفيد منه ويحترمه ويخاف منه خوفا شديدا ويعرف ان مقابل كل قضية يمكن تحضير اكثر من قضية فهو توازن قوة) .
وكانت اشارة رئيس الجمهورية اللبنانية الى الترابط بين ملف مشيل سماحة وبين مقتل وسام الحسن اشارة غير موفقة حسب المعطيات عندي. فقد زاد من تشويش الصورة الى حد بعيد . وكل المشتغلين في السياسة في لبنان يعرفون بان وسام الحسن اوقع مشيل سماحة في فخ وهمي وليس كما يصور تيار 14 آذار القضية. وهذه معيبة في عالم السياسة حين يستغل تعاطف سياسي مع جهة لاقناعة بحركة مخالفة للقانون ثم القاء القبض عليه ، وهي اشبه بوضع مخدرات في حقيبة مسافر غير مرغوب عند المخابرات.
نعود الى مسالة استثمار الاغتيال الذي يبدو انه مجهز سلفا ، فاول هذا الاستثمار وهو اسقاط حكومة ميقاتي فقد تم الاجهاز عليه من قبل الدول الكبرى وطلبوا من الرئيس اللبناني القضاء على من يطالب باسقاط ميقاتي .
فهل سيكون هناك امر آخر ؟
لعلهم سيثيرون رفض حزب الله لتحويل الموضوع الى محكمة دولية .
وهذا في الحقيقة طلب غير وطني فقد ثبت ان المحكمة الدولية كانت تهين سيادة لبنان وتذل السلطة اللبنانية بشكل غير مفهوم وكأن لبنان رهنَ كرامته عند بياع كلام.
ثم ان المحكمة الدولية لا تريد الوصول الى الحقيقة مطلقا كما ثبت لحد الان.
ثم ان الدول الغربية لم ترغب هذه المرة بخيار المحكمة الدولية فقد اعلنت الحكومة الامريكية استعدادها لتقديم دعم للبنان في التحقيق وهذا يعني لبننة القضية لا الى تدويلها ولو كان للامريكان يد فسيحرف الخبراء الادلة والاتجاه عن توجيه الاتهام اليهم.
ثم الم تكن الاغتيالات كلها تحت ادارة تحقيقات مجموعة 14 آذار ؟ فلماذا لم تكشف التحقيقات اي رأس خيط؟ هل هم عاجزون ام لا يريدون؟
ولماذا تسمح هذه الاجهزة التحقيقية بازالة الادلة في كل حادث؟
ثم لماذا تحويل الملف الى محكمة دولية بينما القانون اللبناني والتحقيقات اللبنانية لديها قضاء اشد من المحكمة الدولية صرامة وبكلفة اقل قد تكون بنسبة واحد في المائة من كلفة المحكمة الدولية؟؟
فاذا كان هدفهم الثانوي هذا ، فقد باؤوا بفشل ذريع هذه المرة من توظيف قتل احد كباشهم المقدمين للتضحية بهم من اجل تحقيق اهدافهم التي لا يقبل العالم تحقيقها .
واذا كان هدفهم آخر فيجب ان نلحظه في القريب .
ولكن يبدو ان هدفهم هو الوصول للسلطة وقد خذلهم الغرب ولم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا.
القضية غامضة ويزيدها غموضا تعيين الصحفيين والسياسيين انفسهم قضاة ومحققين يصدرون الاحكام قبل وقوع الحادث والتهم جاهزة. وهذا يسقط كل مصداقية للتحركات السياسية والاجتماعية بل حتى الامنية.
ولعل مقتل وسام الحسن ضاع بسوء تصرف من جهز نفسه لاستثماره . وضاع معه الاستثمار بحسن تصرف الطرف المقابل من اركان سلطة الاكثرية.
|
|
|
|
|