عرض مشاركة واحدة

مرتضى علي الحلي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 65883
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 1,191
بمعدل : 0.23 يوميا

مرتضى علي الحلي غير متصل

 عرض البوم صور مرتضى علي الحلي

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : مرتضى علي الحلي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-12-2012 الساعة : 01:33 PM



إنَّ إمكان التثاقف أو التمازج بين الثقافات في حد المُشتركات المفهومية كالعدل والإنسانية وغيرها مما يقبلها الجميع فكرا ومنهجا
هو فعلاً ما يمكن تحققه واقعاً بشرط إيجاد مقتضيات القبول عند الآخر
من وضوح المفاهيم والرؤى في منزعها الديني عندنا وبصورة تساوق ما عند الغرب من منهجيات المعرفة الحديثة ومعطياتها

فما يحكم الغرب اليوم بل وحتى العالم كله هو العقلانية المعاصرة في كلياتها وجزئياتها
فضلاً عن الوثوقيّة وإختبارات عدم زيف الحقيقة المعرفيّة :دينيا أو وضعيا :

من هنا نحن بحاجة شديدة إلى مفكرين ومُنظِّرين وكتّاب وباحثين في القضيّة المهدوية
توازي شدة الحاجة الكبيرة عندنا إلى المجتهد الفعلي الجامع لشرائط الإجتهاد الشرعية والعلمية

كون العقيدة الدينية أو حتى الإنسانية السليمة هي الأصل وما سواها فرعُ عنها

لذا لاحظنا كيف أنَّ الإسلام العزيز بدأ في طوره النبوي الشريف عقيدةً في دعوته ومنهجه وسلوكه حتى طالتْ فترة التقعيد للعقيدة الحقة قرابة إثني عشر سنة في مكة

ومن ثم جاءت الشريعة مُتممة تدريجيا لمنظومة الإسلام .


: و ما يمكن أن يحصل فيه التمازج والتثاقف بيننا وبين الآخر
هو ما يتجلى بالمُتماثلات العقلانية النظرية والعملية في ما يجوز ومالايجوز
وفي العدل والإنسانيات العامة

وأما ما يمتنع وقوعه في موضوعة التثاقف
فهذا هو الذي يحتاج إلى نسخ وقلب في المفاهيم عند الآخر

إذ الإساس عندنا الإنطلاق بالمُتَفق والتحاور في المُختّلَف والخروج بنتيجة

كما قال اللهُ تعالى

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران64

وهذا النص القرآني الشريف فيه من منهجة التقارب الآيديولوجي والمنهجي والثقافي ما لايخفى على اللبيب
فضلاً عما فيه من إمكانية تصحيح المفاهيم والتطبيقات المُختلفُ فيها بين الشعوب والأفراد
ومطالبة الآخر بالإعتراف بما عندنا في حال عدم تمازجه معنا ثقافيا

هذا ماعناه ذيل النص القرآني الشريف

((فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ))


والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته


من مواضيع : مرتضى علي الحلي 0 مقولةُ التَقبُّل في القرآن الكريم ومقاييسها
0 و ماذا بَعدَ شَهري مُحرَّم و صَفر ؟
0 الرَسولُ الأكرمُ مُحَمَّدٌ (صلى اللهُ عليه وآله ) في مِسكِ الخِتام يَستَشهِدُ مسموما
0 ثمرات زيارة الأربعين الشريفة
0 رؤى المرجعيّة الدينيّة الشريفة في يوم الجمعة
رد مع اقتباس