[الرجل الحر]

قلت ,,

الاصلاح تشريع ألهي تكويني يحكم العالمين .. تقوم به أسس الوجود و تسير وفقه نواميس الخليقة ,, يأت به أمر الله سبحانه كلما أوغل الخلق بالانحراف و الفساد في الارض ..

للأصلاح قوانينه الحاكمة و نظمه النافذة و أن علمه و مقاليد حركته و تطبيقه بيد الله سبحانه ,, و عند حقائق أسراره تقف حتى أذهان الملائكة ,, فتتساءل بذهول أمام الامر الالهي الحكيم القاضي بجعل آدم خليفة في الارض ,, ( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ) ..

لربما طويل كان أنتظار الزمان للرد الالهي على سؤال الملائكة
و لربما هي مجرد بضعة آلاف في عمر السنين مذ جعل الله آدم خليفة حتى أعلن الحسين صلوات الله عليه ثورة الاصلاح في أمة جده صلى الله عليه و آله و سلم بوجه الفساد الذي ملأ به الظالمون الارض بأسم الدين و سفكوا دماء الابرياء بحجة الشريعة ,,

لكنه انتظار أختزل كل الرسالات السماوية فحشدها خلف هدف الاصلاح الذي أعلنه الحسين صلوات الله عليه ,,

فكانت ثورة الحسين ثورة السماء بوجه الفساد و سفك الدماء و فيها فقط يتجلى رد الله سبحانه على الملائكة معلناً بأن الحسين صلوات الله عليه هو رسول الله برسالة الاصلاح يرد على الفساد بالفداء و على سفك الدماء بالدماء ,, فتذعن الملائكة لأمر الله سبحانه ..

و من ثمَ ضجت اليه بالدعاء أن يرزقها نصرة الحسين صلوات الله عليه كي تشهد تحت أمرته ثورة الاصلاح ضد من يفسد فيها و يسفك الدماء ..