عرض مشاركة واحدة

أحزان الشيعة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 50567
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 8,348
بمعدل : 1.62 يوميا

أحزان الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور أحزان الشيعة

  مشاركة رقم : 116  
كاتب الموضوع : أحزان الشيعة المنتدى : منتدى البحوث العقائدية والتأريخية
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-02-2013 الساعة : 02:28 PM


((تدليس عائض الدوسري جهاراً على السيد الخوئي)) بخصوص الاستعانة بغير الله..(المستغلة)!


( ق ٣ )





اقتباس :
العبادة والخضوع :
لا ينبغي الريب في أنه لا بد للمخلوق من أن يخضع ويتذلل لخالقه ، فإن ذلك مما حكم به العقل ، وندب إليه الشرع .
وأما الخضوع والتذلل للمخلوق فهو على أقسام :
أحدها : الخضوع لمخلوق من دون إضافة ذلك المخلوق إلى الله بإضافة خاصة وذلك : كخضوع الولد لوالده ، والخادم لسيده ، والمتعلم لمعلمه ، وغير ذلك من الخضوع المتداول بين الناس ، ولا ينبغي الشك في جواز هذا القسم ما لم يرد فيه نهي كالسجود لغير الله ، بل جواز هذا القسم مقتضى الضرورة ، وليس فيه أدنى شائبة للشرك ، وقد قال عز من قائل :
" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا 17 : 24 " .

أفترى أنه سبحانه أمر بعبادة الوالدين ، حيث أمر بالتذلل لهما ؟ مع أنه قد نهى عن عبادة من سواه قبل ذلك :
" وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا 17 : 23 " .

أم ترى أن خفض الجناح من الذل - كما تفعله صغار الطير - هو من الإحسان الذي أمرت به الآية الكريمة ، وجعلته مقابلا للعبادة .؟
وإذاً فلا يكون كل خضوع وتذلل لغير الله شركا بالله تعالى .

ثانيها : الخضوع للمخلوق باعتقاد أن له إضافة خاصة إلى الله يستحق من أجلها أن يُخضع له ، مع أن العقيدة باطلة ، وأن هذا الخضوع بغير إذن من الله كما في خضوع أهل الأديان والمذاهب الفاسدة لرؤسائهم . ولا ريب في أنه


- ص 469 -

إدخال في الدين لما لم يكن منه ، فهو تشريع محرم بالأدلة الأربعة ، وافتراء على الله تعالى .
" فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا 18 : 15 " .


ثالثها : الخضوع للمخلوق والتذلل له بأمر من الله وإرشاده ، كما في الخضوع للنبي صلى الله عليه واله وسلم ولأوصيائه الطاهرين عليهم السلام ، بل الخضوع لكل مؤمن ، أو كل ما له إضافة إلى الله توجب له المنزلة والحرمة ، كالمسجد والقرآن والحجر الأسود وما سواها من الشعائر الإلهية .

وهذا القسم من الخضوع محبوب لله فقد قال تعالى :
" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين 5 : 45 " .

بل هو لدى الحقيقة خضوع لله ، وإظهار للعبودية له .
فمن اعتقد بالوحدانية الخالصة لله ، واعتقد أن الإحياء والإماتة والخلق والرزق والقبض والبسط والمغفرة والعقوبة كلها بيده ، ثم اعتقد بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم وأوصياءه الكرام عليهم السلام :
" عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 21 : 27 " .
وتوسل بهم إلى الله، وجعلهم شفعاء إليه بإذنه ، تجليلاً لشأنهم ، وتعظيما لمقامهم ، لم يخرج بذلك عن حدّ الإيمان ، ولم يعبد غير الله .

ولقد علم كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يقبل الحجر الأسود ، ويستلمه بيده إجلالا لشأنه وتعظيما لأمره .
وكان صلى الله عليه واله وسلم يزور قبور المؤمنين والشهداء والصالحين ، ويسلم عليهم ، ويدعو لهم .


- ص 470 -

وعلى هذا جرت الصحابة والتابعون خلفا عن سلف ، فكانوا يزورون قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم ويتبركون به ويقبلونه ، ويستشفعون برسول الله ، كما كانوا يستشفعون به في حياته .

وهكذا كانوا يفعلون مع قبور أئمة الدين وأولياء الله الصالحين ، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة ، ولا أحد من التابعين أو الأعلام ، إلى أن ظهر أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني فحرَّمَ شدَّ الرِّحال إلى زيارة القبور ، وتقبيلها ، ومسها ، والاستشفاع بمن دفن فيها ، حتى أنه شدد النكير على من زار قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم أو تبرك به بتقبيل أو لمس ، وجعل ذلك من الشرك الأصغر تارة ومن الشرك الأكبر أخرى .

ولما رأى علماء عصره عامة أنه قد خالف في رأيه هذا ما ثبت من الدين ، وضرورة المسلمين ، لانهم قد رووا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حثه على زيارة المؤمنين عامة وعلى زيارته خاصة بقوله صلى الله عليه واله وسلم : " من زارني بعد مماتي كان كمن زارني في حياتي " وما يؤدي هذا المعنى بألفاظ أخر ( 1 ) تبرأوا منه ، وحكموا بضلاله ، وأوجبوا عليه التوبة ، فأمروا بحبسه إما مطلقا أو على تقدير أن لا يتوب .

والذي أوقع ابن تيمية في الغلط - إن لم يكن عامداً لتفريق كلمة المسلمين - وهو تخيّله أن الأمور المذكورة شرك بالله ، وعبادة لغيره . !!
ولم يدرك أن هؤلاء الذين يأتون بهذه الأعمال يعتقدون توحيد الله ، وأنه لا خالق ولا رازق سواه ، وأن له الخلق والأمر ، وإنما يقصدون بأفعالهم هذه تعظيم شعائر الله ، وقد علمت أنها راجعة إلى تعظيم الله والخضوع له والتقرب إليه سبحانه ، والخلوص لوجهه الكريم ، وأنه ليس في ذلك أدنى شائبة للشرك ، لان الشرك - كما عرفت - أن يعبد الإنسان غير الله .

والعبادة إنما تتحقق بالخضوع لشيء على أنه ربّ يُعْبَد، وأين هذا من تعظيم النبي الأكرم وأوصيائه الطاهرين - ع - بما

---------------------------------------------

* هامش *
( 1 ) انظرالتعليقة رقم ( 17 ) للوقوف على الروايات التي استفاضت في جواز زيارة القبور ، وقد ذكر جملة منها عبد السلام بن تيمية - في قسم التعليقات . ( * )





- ص 471 -


هو نبي وهم أوصياء ، وبما أنهم عباد مكرمون ، ولا ريب في أن المسلم لا يعبد النبي أو الوصي فضلا عن أن يعبد قبورهم .

وصفوة القول : أن التقبيل والزيارة وما يضاهيهما من وجوه التعظيم لا تكون شركا بأي وجه من الوجوه ، وبأي داع من الدواعي ، ولو كان كذلك لكان تعظيم الحي من الشرك أيضا، إذ لا فرق بينه وبين الميت من هذه الجهة - ولا يلتزم ابن تيمية وأتباعه بهذا - وللزم نسبة الشرك إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم وحاشاه فقد كان يزور القبور ، ويسلم على أهلها ، ويقبل الحجر الأسود كما سبق .

وعلى هذا فيدور الأمر بين الحكم بأن بعض الشرك جائز لا محذور فيه ، وبين أن يكون التقبيل والتعظيم - لا بعنوان العبودية - خارجا عن الشرك وحدوده ، وحيث أنه لا مجال للأول لظهور بطلانه ، فلا بد وأن يكون الحق هو الثاني ، فإذاً تكون الأمور المذكورة داخلة في عبادة الله وتعظيمه :
" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقول القلوب 22 : 32 " .
وقد مرت الروايات الدالة على استحباب زيارة قبر النبي وأولياء الله الصالحين .

السجود لغير الله :
لقد اتضح مما قدمنا أن الخضوع لأي مخلوق إذا نهي عنه في الشريعة لم يجز فعله ، وإن لم يكن على نحو التأله ، ومن هذا القبيل السجود لغير الله ، فقد أجمع المسلمون على حرمة السجود لغير الله ، قال عز من قائل :
" لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون 41 : 37 " .
فإن المستفاد منه أن السجود مما يختص بالخالق ، ولا يجوز للمخلوق وقال تعالى :


- ص 472 -

" وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا 72 : 18 " .
ودلالة هذه الآية الكريمة على المقصود مبنية على أن المراد بالمساجد المساجد السبعة ، وهي الأعضاء التي يضعها الإنسان على الأرض في سجوده وهذا هو الظاهر ، ويدل عليه المأثور ( 1 ) وكيف كان فلا ريب في هذا الحكم وأنه لا يجوز السجود لنبي أو وصي فضلا عن غيرهما .

وأما ما ينسب إلى الشيعة الامامية من أنهم يسجدون لقبور أئمتهم ، فهو بهتان محض ، ولسوف يجمع الله بينهم وبين من افترى عليهم وهو أحكم الحاكمين ، ولقد أفرط بعضهم في الفرية ، فنسب إليهم ما هو أدهى وأمض ، وادعى أنهم يأخذون التراب من قبور أئمتهم ، فيسجدون له!! ، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ( 2 )

وهذه كتب الشيعة : قديمها وحديثها ، مطبوعها ومخطوطها ، وهي منتشرة في أرجاء العالم متفقة على تحريم السجود لغير الله ، فمن نسب إليهم جواز السجود للتربة فهو إما مفتر يتعمد البهت عليهم ، وإما غافل لا يفرق بين السجود لشيء والسجود عليه .

والشيعة يعتبرون في سجود الصلاة أن يكون على أجزاء الأرض الأصلية : من حجر أو مدر أر رمل أو تراب ، أو على نبات الأرض غير المأكول والملبوس ويرون أن السجود على التراب أفضل من السجود على غيره ، كما أن السجود على التربة الحسينية أفضل من السجود على غيرها .

وفي كل ذلك اتبعوا أئمة مذهبهم الأوصياء المعصومين ( 3 ) ومع ذلك كيف تصح نسبة الشرك إليهم وأنهم يسجدون لغير الله ( 4 ) .
---------------------------------------------
( 1 ) راجع الوسائل باب حد القطع من أبواب حد السرقة ج 3 ص 448 .

( 2 )
انظر التعليقة رقم ( 18 ) للوقوف على التهمة التي ألصقها الالوسي بالشيعة في صيامهم - في قسم التعليقات .
( 3 )
راجع الوسائل باب162من أبواب ما يسجد عليه ص 236 .
( 4 )
انظر التعليقة رقم ( 19 )بشأن حوار جرى بين المؤلف وأحد علماء الحجاز حول التربة الحسينية - في قسم التعليقات . ( * )





- ص 473 -

والتربة الحسينية ليست إلا جزء من أرض الله الواسعة التي جعلها لنبيه مسجدا وطهورا ( 1 ) ولكنها تربة ما أشرفها وأعظمها قدرا ، حيث تضمنت ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسيد شباب أهل الجنة من فدى بنفسه ونفيسه ونفوس عشيرته وأصحابه في سبيل الدين وإحياء كلمة سيد المرسلين .

وقد وردت من الطريقين في فضل هذه التربة عدة روايات عن رسول الله ( 2 ) .
وهب أنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولا عن أوصيائه ما يدل على فضل هذه التربة ، أفليس من الحق أن يلازم المسلم هذه التربة ، ويسجد عليها في مواقع السجود ؟ فإن في السجود عليها - بعد كونها مما يصح السجود عليه في نفسه - رمزا وإشارة إلى أن ملازمها على منهاج صاحبها الذي قتل في سبيل الدين وإصلاح المسلمين .!

آراء حول السجود لآدم :
بقي الكلام في سجود الملائكة لآدم ، وكيف جاز ذلك ؟ مع أن السجود لا يجوز لغير الله، وقد أجاب العلماء عن ذلك بوجوه:
الرأي الأول : إن سجود الملائكة هنا بمعنى الخضوع ، وليس بمعنى السجود المعهود .
ويرده : أن ذلك خلاف الظاهر من اللفظ ، فلا يصار إليه من غير قرينة ، وأن الروايات قد دلت على أن ابن آدم إذا سجد لربه ضجر إبليس وبكى ، وهي دالة على أن سجود الملائكة الذي أمرهم الله به ، واستكبر عنه إبليس كان بهذا المعنى المعهود ، ولذلك يضجر إبليس ويبكي من إطاعة ابن آدم للأمر وعصيانه هو من قبل .
---------------------------------------------
( 1 ) راجع سنن البيهقي باب التيمم بالصعيد الطيب ج 1 ص 212 ، 213 .

( 2 )
راجع الوسائل باب استحباب السجود على تربة الحسين - ع - 1 ص 236 ، انظرالتعليقة رقم ( 20 ) بشأن فضيلة تربة الحسين - ع -في قسم التعليقات . ( * )



- ص 474 -

الرأي الثاني :
إن سجود الملائكة كان لله ، وإنما كان آدم قبلة لهم ، كما يقال : صلى للقبلة ، أي إليها . وقد أمرهم الله بالتوجه إلى آدم في سجودهم تكريما له وتعظيما لشأنه .
ويرده : أنه تأويل ينافيه ظاهر الآيات والروايات ، بل ينافيه صريح الآية المباركة . فإن إبليس إنما أبى عن السجود بادعاء أنه أشرف من آدم ، فلو كان السجود لله ، وكان آدم قبلة له لما كان لقوله :
" ءأسجد لمن خلقتَ طينا 17 : 61 " .
معنىً ، لجواز أن يكون الساجد أشرف مما يستقبله .

الرأي الثالث :
إن السجود لآدم حيث كان بأمر من الله تعالى فهو في الحقيقة خضوع لله وسجود له .
وبيان ذلك : أن السجود هو الغاية القصوى للتذلل والخضوع ، ولذلك قد خصه الله بنفسه ، ولم يرخص عباده أن يسجدوا لغيره ، وإن لم يكن السجود بعنوان العبودية من الساجد ، والربوبية للمسجود له .
غير أن السجود لغير الله إذا كان بأمر من الله كان في الحقيقة عبادة له وتقربا إليه ، لانه امتثال لأمره ، وانقياد لحكمه ، وإن كان في الصورة تذللا للمخلوق .
ومن أجل ذلك يصح عقاب المتمرد عن هذا الأمر ، ولا يسمع اعتذاره بأنه لا يتذلل للمخلوق ، ولا يخضع لغير الآمر ( 1 ) .
وهذا هو الوجه الصحيح : فإن العبد يجب أن لا يرى لنفسه استقلالا في
---------------------------------------------
( 1 ) انظرالتعليقة رقم ( 21 ) بشأن تأويل آية السجود من قبل بعض أصحاب الكشف - في قسم التعليقات . ( * )





- ص 475 -

أموره ، بل يطيع مولاه من حيث يهوى ويشتهي . فإذا أمره بالخضوع لأحد وجب عليه أن يمتثله ، وكان خضوعه حينئذ خضوعا لمولاه الذي أمره به ( 1 ) .

ونتيجة ما قدمناه :
أنه لا بد في كل عمل يتقرب به العبد إلى ربه من أن يكون مأمورا به من قبله بدليل خاص أو عام . وإذا شك في أن ذلك العمل مأمور به كان التقرب به تشريعا محرما بالأدلة الأربعة .
نعم إن زيارة القبور وتقبيلها وتعظيمها مما ثبت بالعمومات ، وبالروايات الخاصة من طرق أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم النبي صلى الله عليه واله وسلم قرناء للكتاب في قوله :
" إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ( 2 ) .
وتؤكد جوازها أيضا سيرة المسلمين وجريهم عليها من السلف والخلف ، وما قدمناه من الروايات عن طرق أهل السنة .

كيف يتحقق الشرك بالله ؟
تنبيه : إذا نهي عن خضوع خاص لغير الله كالسجود ، أو عن عبادة خاصة كصوم العيدين ، وصلاة الحائض ، والحج في غير الأشهر الحرم كان الآتي به مرتكبا للحرام ومستحقا للعقاب ، إلا أنه لا يكون بذلك الفعل مشركا ولا كافرا ، فليس كل فعل محرم يقتضي شرك مرتكبه أو كفره .
وقد عرفت أن الشرك إنما هو الخضوع لغير الله بما أن الخاضع عبد والمخضوع له رب، فمن تعمد السجود لغير الله بغير قصد العبودية لم يخرج بعمله هذا المحرم عن زمرة المسلمين ، فإن الإسلام يدور مدار الإقرار بالشهادتين ، وبذلك يحرم ماله ودمه .
---------------------------------------------
( 1 ) انظرالتعليقة رقم ( 22 ) لمعرفة ما قاله تعالى لابليس في ترك السجود - في قسم التعليقات .

( 2 )
[SIZE=4][B]تقدم بعض مصادر الحديث في الصفحة 18 ، 398 من هذا الكتاب . ( * )





- ص 476 -

والروايات الدالة على هذا متواترة من الطريقين ( 1 ) ، ومع ذلك كيف يجوز الحكم بشرك من زار قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم وأوصياءه - ع - متقربا إلى الله وهو يشهد الشهادتين ؟!! :
" ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لستَ مؤمناً 4 : 94 " .
ولسوف يحكم الله بين عباده بالحق وهو أحكم الحاكمين .

دواعي العبادة :
العبادة فعل اختياري ، فلا بد لها من باعث نفساني يبعث نحوها ، وهو أحد أمور :
1 - أن يكون الداعي لعبادة الله هو طمع الإنسان في إنعامه ، وبما يجزيه عليها من الأجر والثواب ، حسبما وعده في كتابه الكريم :
" ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار 4 : 13 . "
" وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم 5 : 9 " .

2 - أن يكون الداعي للعبادة هو الخوف من العقاب على المخالفة :
" إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 10 : 15. "
" إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا 76 : 10 " .

وقد أشير إلى كلا الأمرين في عدة من الآيات الكريمة :
---------------------------------------------
( 1 ) انظرالتعليقة رقم ( 23 ) لمعرفة ان الاسلام يدور مدار الشهادتين - في قسم التعليقات . ( * )





- ص 477 -

" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا 32 : 16 . "
"وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين 7 : 56 . "
" يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه 17 : 57 " .

3 - أن يعبد الله بما أنه أهل لأنْ يُعبد ، فإنه الكامل بالذات والجامع لصفات الجمال والجلال . وهذا القسم من العبادة لا يتحقق إلا ممن اندكت نفسيته فلم يرَ لذاته إنية إزاء خالقه ، ليقصد بها خيرا ، أو يحذر لها من عقوبة ، وإنما ينظر إلى صانعه وموجده ، ولا يتوجه إلا إليه ، وهذه مرتبة لا يسعنا التصديق ببلوغها لغير المعصومين - ع - الذين أخلصوا لله أنفسهم ، فهم المخلصون الذين لا يستطيع الشيطان أن يقترب من أحدهم :
" ولأغوينهم أجمعين 15 : 39 . إلا عبادك منهم المخلصين : 40"

قال أمير المؤمنين وسيد الموحدين صلوات الله عليه : " ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك " ( 1 ) ، وأما سائر العباد فتنحصر عبادتهم في أحد القسمين الأولين ، ولا يسعهم تحصيل هذه الغاية .



توقيع : أحزان الشيعة
اللهم صل على محمد و آل محمد

من مواضيع : أحزان الشيعة 0 معارضة احاديث الصحاح لكتاب الله
0 البخاري : عائشة على جمل خرجت بالناس و كانت محور المعركة ! و لم يذكر شيئ عن الإصلاح
0 أعلمية عائشة
0 هكذا تحدث رسول الله صلى الله عليه و آله و هكذا رده ابن تيمية كعادته
0 ماذا يحدث ؟
رد مع اقتباس