عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 03:17 AM


بداية التعرّف على الشهيد الصدر

السؤال
حبّذا لو تحدّثتم لنا عن الظروف التي انتهت بكم إلى التقرّب من الشهيد الصدر إلى هذه الدرجة، وبالتالي الاطلاع العميق والوافر على شخصيّته وأفكاره؟

السيد الشاهرودي:
عندما كنتُ في الثانوية(1)، كان الشهيد الصدر قد بدأ يُعرف إلى الملأ ـ خاصّةً على صعيد طلاّب الجامعات والجيل الصاعد ـ بوصفه فقيهاً شاباً في مقتبل عطائه العلمي، مع ما يحمله من فكر حديث، وقد ساهم في ترسيخ صورته ومكانته لدى هذه الطبقة ما صدر عنه في تلك المرحلة، من قبيل كتاب (فلسفتنا) والمقالات التي ترصّعت بها مجلّة (الأضواء). أمّا بالنسبة لي، فقد انتظمتُ بعد الثانويّة في سلك الحوزة العلميّة، وإلى ذلك الحين كنتُ أعرفه مفكّراً إسلاميّاً، إلى أن وصلتُ إلى مرحلة السطوح ـ وعلى وجه التحديد السطوح العليا ـ حيث حضرت على بعض طلاّبه المرتبطين به، وقد قادني ذلك إلى ارتباطي به شخصيّاً، فعلاقة الأستذة والتلمذة تحوز على أهميّة بالغة في بنية النظام الحوزوي، وقد نجم عن ذلك أن وفّقت للاطلاع على الشهيد الصدر في بُعدَيْه: الفقهي والحوزوي.

ومن هنا، وبمجرّد أن أنهيت مرحلة السطوح التحقت بمحضر درسه، وكان ذلك في العام [1387هـ = 1966م]، طبعاً كنتُ أتردّد على مجلسه حتّى قبل التحاقي بالدرس، وذلك من خلال المجالس التي كان يُتَعارف عقدُها في النجف الأشرف بين العلماء والفضلاء، وكان يعرفني من خلال معرفته بوالدي [السيّد علي الهاشمي الشاهرودي]، وكان والدي من العلماء الذين سارعت إليهم المنيّة، حيث رحل عن أربعين عاماً، وقد آلم رحيله الجميع، فقد كان من مقرّري بحث السيّد الخوئي في الفقه والأصول، وكان أوّل من حرّر له تقريراً(2)، وحيث كان الشهيد الصدر من تلامذة السيّد الخوئي، فقد توطّدت علاقته بوالدي عن هذا الطريق، وإن كان والدي أقدم منه انتساباً إلى درس السيّد الخوئي، حيث كان قد تتلمذ عليه وصار من تلامذته المقرّبين ابتداءً من الدورة التي سبقت الدورة التي حضرها الشهيد الصدر.

وعندما تعرّف الشهيد الصدر عليّ أشعرني بمحبّته واهتمامه بشكل ملحوظ، وكان ـ وإلى جانبه آخرون ممّن يعلمون أنّ المرحوم والدي قد رحل في سنٍّ مبكرة ـ على قناعة بأنّ عليّ أن أستنَّ بسنّته وأجري على منهاجه، وأظهروا اهتمامهم الخاص بي. ولهذا نبتت براعم علاقتي بالشهيد الصدر قبل حضوري في مجلس درسه، ثمّ اشتدّ عودها ورسخت بيننا قواعد المودّة وتوثّقت عرى المصافاة بعد التحاقي بالدرس. وكما سبق وأشرت، فإنّ العلاقة التي تربط الطالب بالأستاذ تحظى في الحوزات العلميّة بأهميّة خاصّة ولها رونقها المميّز؛ فإنّ الأستاذ يلعب في الحوزة دور المربّي والأب والمهذّب في آنٍ واحد. طبعاً هذه الأدوار يلعبها الأساتذة المؤثرون في الحوزات العلميّة تجاه طلاّبهم.

لقد كانت قوى الشهيد الصدر الجاذبة متعدّدة وراسخة، وكان لشخصيّته جاذبيّة استثنائيّة، وكانت أخلاقه في غاية الرفعة، ناهيك عن محبّته الجيّاشة، خاصّةً تجاه طلاّبه الذين لا أعتبر نفسي مبالغاً إن قلت: إنّ الواحد منهم كان يعتبره أقرب إليه من أبيه، وأشدَّ تأثيراً في حياته منه، وأكثر شفقةً عليه منه. هذه هي الحقيقة، وهكذا كانت علاقته بطلاّبه، علاقةً متينةً جداً ووثيقة الأركان، يسعى فيها إلى تربيتهم وترشيدهم من مختلف الزوايا.


هوامش
--------------------
1 ـ يُشار إلى أنّ السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي من مواليد 6/9/1948م، وما سيأتي في المتن بين عضادتين [ ] إضافةً إلى كافّة هوامش المقال من المترجم (المترجم)، أمّا العناوين الفرعية فهي من التحرير.
2 ـ وهو التقرير المعروف بـ (دراسات في علم الأصول).

ملاحظات:
1 ـ هذا الحوار نشر في مجلة (شاهد ياران) باللغة الفارسية العدد 18 بتاريخ ارديبهشت 2 / 1386 هـ.ش / 2007م. وقام بترجمته أحمد ابو زيد.
2 ـ لكاتب المقال هنا بعض التوضيحات والاضافات على اصل المقال المنقول عن مجلة الاجتهاد والتجديد العدد السادس.
3 ـ لا علاقة لنقل المقال بالوضع الحالي للسيد محمود الشاهرودي بل هو نقل شهادة (تاريخية) ـ كما جاء في عنوان الموضوع ـ من أبرز تلامذة الامام الشهيد والذي قلّما تطرّق لهذا الموضوع! فتنبّه.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس