عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 03:23 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏2، ص: 369

«بسم الله الرحمن الرحيم‏


حضرة العلّامة الكبير المجاهد حجّة الإسلام والمسلمين السيّد القزويني متّع الله المسلمين بدوام نفعه وطول عمره الشريف.
السلام عليكم زنة إخلاصي وتقديري ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فما كان أشدّ شعوري بالحرمان حين اطّلعت متأخّراً على وجودكم في النجف الأشرف، وقيل لي إنّكم مزمعون على السفر بسرعة بحيث لم تتح لي فرصة الاجتماع بكم، غير أنّي على ثقة بأنّه إن فاتني الاجتماع المكاني بسماحتكم فلا يفوتني الاجتماع الحقيقي الذي يعبّر عنه الالتقاء في الأفكار والتوحّد في الآمال والآلام والعيش المشترك لهموم الإسلام وقضايا المسلمين.
قبل بضعة أيّام جاء ابن أختكم العزيز ومعه بعض الإخوان الأعزّاء إليّ وذكروا أنّ سماحتكم تودّون التفضّل بالاطّلاع على بعض بحوثي الفقهيّة، فأرسلتُ تلبيةً للرغبة الأخويّة المقدّسة التي بلغتني عنكم‏ بعضَ ما كتبه الطلّاب من بحوثي في كتاب الطهارة من العروة الوثقى «1». وأنا أودّ يا مولاي العزيز بهذه المناسبة أن أشكر لكم عنايتكم الأخويّة بي التي اعتبرها بحقّ من كنوزي في الحياة ومن آمالي الكبيرة في خدمة الإسلام العظيم، وفي نفس الوقت أؤكّد لسماحتكم أنّي أرسلت تلك البحوث لمجرّد أن يطّلع أخٌ على بحوث أخيه غير راضٍ بأيّ وجه من الوجوه بأن يرتّب عليها بعض الآثار التي أشار إليها أولئك الإخوان الأعزّاء الذين بلّغوني رغبتكم الشريفة، فإنّهم ذكروا أنّ سماحتكم ترغبون في الاطّلاع على بحوثي الفقهيّة وتقييمها من الناحية العلميّة لكي تتّخذوا موقفاً معيّناً تجاه المؤمنين الراغبين في الرجوع إليّ في مسائلهم الدينيّة، وهذه هي النقطة التي أريد أن أتحدّث عنها إلى سماحتكم فعلًا لأشرح بين يديكم واقع تقديري للموقف، لأنّي لا أفكّر فعلًا بأيّ شكل من الأشكال في القيام اجتماعيّاً بمهام الإفتاء ونحوها من الشؤون التي يمارسها اليوم المراجع الكبار أطال الله في أعمارهم، لأنّنا ننظر إلى القيام بهذه الشؤون بوصفه معنىً حرفيّاً وأداة لخدمة الإسلام لا بوصفه معنى اسميّاً وفقاً لنفعٍ نفسي. وما دامت نظرتي إلى القيام بتلك الشؤون نظرة حرفيّة باعتباره سبيلًا لخدمة الإسلام فأنا أحسّ في الوقت الحاضر الذي يملأ فيه الفراغ بالمراجع الكبار أنّ الدخول إلى تلك المجالات ليس فيه مكسبٌ للإسلام، وأنّ وجودهم أدام الله ظلّهم يجعل المسؤوليّة منوطة بهم ولا مسؤوليّة إفتائيّة ومرجعيّة على غيرهم، وقد يؤدّي في مثل هذه الحالة التنافس والتسابق على تحمّل هذه المسؤوليّة إلى خلق جوٍّ من القلق والتشتّت الذي قد يحول عن نجاح أولئك المراجع الكبار في القيام بمسؤوليّاتهم وتحقيق ما هم مطالبون به أمام الله تعالى وأمام المسلمين.
وعلى هذا الأساس أريد أن تكون فكرتي هذه واضحة لدى مولاي العزيز لكي نعيشها معاً كما نعيش معاً سائر همومنا وآلامنا وآمالنا وأفكارنا.
وختاماً أبتهل إلى المولى سبحانه أن يمتّعنا والمسلمين عموماً ببركات وجودكم الشريف وجهادكم وينفع المؤمنين بتوجيهاتكم وعلومكم.
والسلام عليكم اولًا وآخراً ورحمة الله وبركاته‏
النجف الأشرف‏

محمّد باقر الصدر» «2».


وقد طُلب من السيّد الصدر (رحمه الله) في هذه الفترة أن يطبع رسالةً عمليّة، فأجاب: «الرسالة إنّما تطبع لجمع شمل الأمّة، أمّا إذا كانت تفرّق فلا خير فيها» «3».
وقد استمرّ السيّد الصدر (رحمه الله) على هذا الموقف إلى أن اقتنع فيما بعد بأنّ تصدّيه‏ للمرجعيّة سيؤمّن غطاءً يحمي الحالة الإسلاميّة، وتصبح علاقة الأمّة به علاقة المقلِّد بمرجعه «4».

السيّد الصدر (رحمه الله) يشكّل لجنة استشاريّة ومجلساً أسبوعيّاً

بعد وفاة السيّد محسن الحكيم (رحمه الله) مباشرةً «5»، أي في أوائل السبعينات قام السيّد الصدر (رحمه الله) بتشكيل مجلس أسبوعي يضمّ خيرة طلّابه، وكان يتداول معهم البحث في مختلف الأمور الاجتماعيّة

__________________________________________________
(1) يبدو أنّ ذلك كان قبل طباعة هذه التقريرات‏
(2) انظر الوثيقة رقم (123)




(3) جريدة العهد/ العهد الثقافي، بتاريخ 18/ رمضان/ 1410 هـ، ص (هـ) في حديث مع الشيخ حسين كوراني‏
(4) من تعليقة أسرة السيّد الصدر (رحمه الله) على مسودّة الكتاب الثانية
(5) مقابلة مع السيّد نور الدين الإشكوري (قناة المنار).

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏2، ص: 370

والقضايا الأساسيّة، وكان تطرح في هذه الجلسات الكثير من مشاكل المسلمين في شتّى أرجاء العالم، وكان يبرز لمن يحضر هذه الجلسات مدى تبنّي السيّد الصدر (رحمه الله) تلبيةَ حاجات المسلمين في كلّ مكانٍ من البلاد الإسلاميّة وغيرها، وتفكيره الدائب في كلّ ما ينفع الإسلام والمسلمين، وتخطيطه الحكيم للحوزات العلميّة، ولملأ الشواغر العلمائيّة في كلّ بلد يوجد فيه تجمّعٌ إسلامي، ولإرشاد العاملين ضدّ الكفر والطّاغوت في جميع البلدان، وتنشيط الحيويّة في المسلمين جميعاً، وما إلى ذلك «1»، إضافةً إلى البحث في أمور المرجعيّة وما يتعلّق بالمرجع في داخل العراق وخارجه «2».
وكان السيّد الصدر (رحمه الله) إذا تطرّق إلى أوضاع بلدٍ ما، يأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر من ينتمي إلى ذلك البلد من المشاركين في الجلسة الاستشاريّة.
وعلى سبيل المثال فإنّ أحد زوّار السيّد الصدر (رحمه الله) حضر هذه الجلسة ذات مرّة، ودار حديثٌ عن لبنان، وكان (رحمه الله) يستمع إلى وجهة نظر الشيخ محمّد جعفر شمس الدين، وراح هذا الزائر يُكثر من مناقشة الشيخ في أوضاع لبنان، وعندما زاد ذلك بمّده عن حدّه قاطعه السيّد الصدر (رحمه الله) قائلًا: «حجّي، الشيخ لبناني وأنت تناقشه في أوضاع بلده!». كما كان يُجاب في هذه الجلسة عن الاستفتاءات.
وكانت الجلسة تعقد بعد ظهر يوم الثلاثاء وتمتدُّ إلى العصر ويتخلّلُها غداء «3»، وقيل الأربعاء وتستمرُّ لثلاث أو أربع ساعات ويتخلّلها غداء في السرداب «4».
وقد اتّفق أنّ طعام الغداء لم يتغيّر خلال أسابيع متتالية- وكان عبارة عن (مسمّى) أو (قيمة)، والترديد من الراوي-، وذات مرّة مازح الشيخ شمس الدين أحد زملائه الجالسين إلى جانبه- وهو السيّد محمود الهاشمي أو السيّد عبد الهادي الشاهرودي- قائلًا: «يبدو أنّ السيّد الصدر يتبنّى نظريّة الثبات حتّى في الطعام‏»، فسمعه السيّد الصدر (رحمه الله) فضحك وقال له: «لا عليك .. الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى نغيّر صنف الطعام‏»، وقام بذلك فعلًا «5».
وكان من أعضاء اللجنة الاستشاريّة خلال عدّة فترات: السيّد نور الدين الإشكوري «6»، السيّد محمّد الصدر (رحمه الله) «7»، السيّد محمّد باقر الحكيم (رحمه الله)، السيّد كاظم الحائري، السيّد محمود الهاشمي، السيّد عبد الغني الأردبيلي (رحمه الله)، السيّد عبد الهادي الشاهرودي، السيّد محمّد الغروي، الشيخ محيي الدين المازندراني الشيخ عبّاس الأخلاقي، السيّد محمّد علي الباقري «8»، الشيخ محمّد جعفر شمس‏


__________________________________________________
(1) مقدّمة مباحث الأصول: 89؛ وقد ذكر لي ذلك السيّد عبد الهادي الشاهرودي بتاريخ 27/ 11/ 2004 م؛ مقابلة مع السيّد نور الدين الإشكوري (قناة المنار()
(2) مقابلة مع السيّد عبد العزيز الحكيم (ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر)
(3) حدّثني بذلك الشيخ محمّد جعفر شمس الدين بتاريخ 22/ 8/ 2004 م.
(4) مقابلة مع السيّد محمّد الغروي (ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر)؛ كما ذكر تخلّل الغداء السيّد كاظم الحائري [مقابلة (1) مع السيّد كاظم الحائري (ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر)]
(5) حدّثني بذلك الشيخ محمّد جعفر شمس الدين بتاريخ 22/ 8/ 2004 م.
(6) مقابلة مع السيّد نور الدين الإشكوري (قناة المنار)
(7) مقابلة مع السيّد محمّد الغروي (ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر)
(8) حدّثني بذلك السيّد محمّد الغروي بتاريخ 25/ 5/ 2004 م.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏2، ص: 371

الدين، السيّد علي رضا الحائري «1»، وحضر مؤخّراً السيّد محمّد علي الحائري (رحمه الله)، السيّد عبد العزيز الحكيم «2»، وكان يحضرها السيّد حسين هادي الصدر عندما يكون في النجف «3»، وكان يحضر أحياناً السيّد محمود الخطيب والسيّد طالب الرفاعي عندما يكون متواجداً في النجف «4»:
1- وذات مرّة طرح موضوع باكستان إثر تعرّض البلاد إلى موجة من النعرات الطائفيّة قتل على إثرها مجموعة من الشيعة، فطرح السيّد الصدر (رحمه الله) الموضوع للتداول من أجل الوصول إلى طريقة مقلى للتعاطي في أزمات من هذا القبيل «5».
2- كما كان يتعرّض إلى أوضاع الطلبة ويسأل عن الطلبة المجدّين الذين يبشّرون بمستقبلهم ويوعز إلى طلّابه بمساعدتهم بعد أن يقدّم لهم المساعدات اللازمة «6».
3- وقد سأله السيّد صدر الدين القبانجي عن كتابة بعض الأبحاث الفلسفيّة، فأجاب (رحمه الله): «إنّ الإسلام اليوم لا يحتاج إلى أفكار إنّما يحتاج إلى قائد»، وكان ذلك قبل انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران «7».

__________________________________________________
(1) حدّثني بذلك الشيخ محمّد جعفر شمس الدين بتاريخ 22/ 8/ 2004 م.
(2) الإمام محمّد باقر الصدر. معايشة من قريب [السيد محمد الحيدري دار الهادي - بيروت 2003] : 59
(3) مقابلة مع السيّد محمّد الغروي (ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر)
(4) حدّثني بذلك السيّد محمود الخطيب بتاريخ 15/ 5/ 2004 م‏
(5) مقابلة مع السيّد محمّد الغروي (قناة المنار()؛ مقابلة مع السيّد محمّد الغروي (ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر)
(6) مقابلة مع السيّد محمّد الغروي (قناة المنار)
(7) المذهب السياسي في الإسلام [السيد صدر الدين القبانجي] ، ط 9: 6- 10. وليس هناك ما يشير إلى أنّ هذا السؤال كان في هذه الجلسات، خاصّةً أنّنا لم نذكر السيّد القبانجي من الحاضرين، وإن كان لا يبعد حضوره مؤخّرا .


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس