|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 02:16 PM
الثانية: قصّة يوسف عليه السلام ويعقوب عليه السلام
ويستهلّ القرآن الكريم تفصيل أحداث المأساة التي جَرت عليهما بقوله تعالى «لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ» «يوسف: 7»
كما يختم كلامه في السورة «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِاولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيءٍ ...» «يوسف: 111»
ليبيّن أن ما قصّه وسَرَدَه من فعل يوسف ويعقوب عليهما السلام سُنّة تستنّ بها هذه الأمّة. ويبدأ الحديث عن ظلامة يوسف عليه السلام وهو في سنٍّ يافع ناعم الأظفار بقوله: «فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ» فيرسم للقاري مسرح الحدث بتعصّبهم وتجمّعهم على الطفل الصغير، ليلقوه في أعماق البئر (غيابت الجبّ)؛ هذا كلّه لبيان فظاعة فعلهم وأنّهم ألقوه في أعماق الجبّ، وهذا نظير قوله تعالى: «وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ» وعلى غرار هذا التعبير الرثائي، ما استعمله شاعر أهل البيت عليهم السلام دعبل الخزاعي بقوله:
«أفاطمُ لو خِلْتِ الحسينَ مُجدّلًا» وهو نحو من تهييج العاطفة ليعيش السامع والقارئ الحالة المأساويّة وكأنها تتجسّد أمامه .. ثمّ يقول تعالى في ذيل التصوير الأول: «وَأَوَحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» حيث تبين مدى شدة القساوة الجارية على يوسف عليه السلام وهو في نعومة أظفاره؛ وأنّ العناية الإلهيّة لا تتركه من دون لطفها .. وتتابع السورة آثار المصيبة على يعقوب عليه السلام «وَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَينَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيم* قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ* قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ» فتبيّن أنّ الجزع والندبة قد اشتدّا بالنبيّ يعقوب عليه السلام إلى حدّ إصابة عينيه بالعمى، وقد اشتدّ حزنه وشَكواه إلى اللَّه تعالى إلى درجة اتّهام أبنائه بالخلل في عقله أو بدنه وهو معنى الحَرض؛ والبثّ شدة الحزن، وهذا دليل على أنّ الجزع من فعل الظالمين ممدوح؛ وإنّما الجزع من قضاء اللَّه وقَدَره هو المذموم .. وأمّا اللواذ والإلتجاء إلى اللَّه تعالى في الجزع والشكوى والبثّ والحُزن فهذا ممدوح وهو تنفّر من الظالمين.
|
|
|
|
|