عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 10:04 PM


مع الأجواء الطبيعية لقضية مارية:

لقد رأينا: أن النصوص عند جميع المسلمين تكاد تكون متفقة على صورة قضية الإفك على مارية.

ورأينا أيضاً: أن ما رواه الحاكم في مستدركه، والسيوطي عن ابن مردويه، وغير ذلك مما تقدم، يؤكد على أن عائشة قد غارت من مارية، ونفت شبه إبراهيم بأبيه «صلى الله عليه وآله»، رغم إصرار النبي «صلى الله عليه وآله» على خلافها، ورغم أنه كان أشبه الخلق به «صلى الله عليه وآله» كما في الرواية عن الطبراني.

مما يعني: أنها كانت تسعى لإثارة الشبهة في انتسابه إليه «صلى الله عليه وآله» والإيحاء بحصول خيانة من مارية رحمها الله، كما أن إصرارها على رفض قول رسول الله في تأكيده لشبهه به يستبطن التكذيب والأذى له «صلى الله عليه وآله». وكان الحامل لها على ذلك هو غيرتها الشديدة، حسب اعتراف عائشة نفسها.
شواهد على إلقاء الشبهة:

ومما يجعلنا نطمئن إلى صحة ذلك الحوار، وأن عائشة قد حاولت أن تلقي شبهة على طهارة مارية هو ما قالته عائشة نفسها عن حالتها مع مارية:

«..ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، وأعجب بها رسول الله «صلى الله عليه وآله».

إلى أن قالت: وفرغنا لها، فجزعت، فحولها رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى العالية، فكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا. ثم رزقه الله الولد وحرمناه..».

طبقات ابن سعد ج8 ص153 والإصابة ج4 ص405 ووفاء الوفاء للسمهودي ج3 ص826 ولتراجع: البداية والنهاية ج3 ص303 و 304.

لكن عند السمهودي ـ كما تقدم ـ : حتى قذعنا لها، والقذع الشتم كما أشرنا إليه هناك.

وعن أبي جعفر: «..وكانت ثقلت على نساء النبي «صلى الله عليه وآله»، وغرن عليها، ولا مثل عائشة»

طبقات ابن سعد ج1 قسم1 ص86 والسيرة الحلبية ج3 ص309.

ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي عن موقف عائشة حين موت إبراهيم «عليه السلام»: «..ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة، وإن أظهرت كآبة..».
شرح النهج للمعتزلي ج9 ص195.

وبعد كل ما تقدم، نعرف: أن أم المؤمنين قد ساهمت في إثارة الشكوك والشبهات حول مارية، وولدها إبراهيم.

شراكة حفصة:

ولعلنا نستطيع أن نفهم أيضاً من رواية السيوطي عن ابن مردويه: أن حفصة أيضاً قد شاركت في تأليب رأي النبي «صلى الله عليه وآله» ضد مارية، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حرّم مارية على نفسه، بعد المحاورة التي جرت بينه وبين عائشة، وبعد جزعهما، وعتاب حفصة له في شأنها.

ويفهم أيضاً من رواية الحاكم أن تكثير الناس على مارية قد كان بعد المحاورة المشار إليها بين النبي «صلى الله عليه وآله» وعائشة.

سبب تحريم مارية:

وكل ذلك يجعلنا نطمئن إلى: أن سبب تحريم مارية هو ما ذكر من الشبهات حولها، لا مجرد أنه وطأها في بيت حفصة أو عائشة.

ولا سيما بملاحظة: أن آيات التحريم، في سورة التحريم، تدل على: أن ما ارتكبوه كان أمراً عظيماً جداً، لا مجرد قول حفصة: «يا رسول الله في بيتي، وعلى فراشي»، فإن هذا كلام طبيعي، وليس فيه أي إساءة أدب، أو خروج عن الجادة، ولا يستحق هذا التأنيب العظيم الوارد في الآيات.

وعلى هذا فإن الظاهر هو: أن آيات تحريم مارية التي في سورة التحريم قد نزلت في معالجة الشبهات التي أثارتها عائشة وحفصة حول مارية حينما حرمها النبي «صلى الله عليه وآله» على نفسه لذلك، وأما آية الإفك، فنزلت في الإفك عليها أيضاً.

دور عمر في قضية مارية تبرئة أو اتهاماً:

ولقد احتمل بعض العلماء: أن عمر أيضاً قد شارك في إثارة الشبهات حول مارية بالإضافة إلى حفصة وعائشة، ومستنده في ذلك ما عند الطبراني وغيره، حيث ذكروا رواية تضمنت أن ظهور براءة مارية كان على يد عمر، لا علي «عليه السلام»، وأنه لما رجع إلى الرسول، قال له «صلى الله عليه وآله»: «ألا أخبرك يا عمر: إن جبرائيل أتاني فأخبرني، أن الله عز وجل قد برأ مارية وقريبها مما وقع في نفسي، وبشرني: أن في بطنها مني غلاماً، وأنه أشبه الخلق بي، وأمرني أن أسميه إبراهيم..».

دلائل الصدق ج3 قسم2 ص26 عن كنز العمال ج6 ص118 والرواية موجودة في مجمع الزوائد ج9 ص162 والسيرة الحلبية ج3 ص312 و 313 والإصابة ج3 ص335 عن ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وكنز العمال ج14 ص97 عن ابن عساكر بسند حسن.

فقد احتمل المظفر استناداً إلى هذه الرواية: أن لعمر بن الخطاب شأناً في اتهام مارية، وإلا.. فلماذا يخصه الرسول «صلى الله عليه وآله» بهذه المقالة؟!.
دلائل الصدق ج3 قسم2 ص26.

من الذي برأ مارية:

ولكننا بدورنا نقول: إن هذه الرواية محل إشكال، لأن الروايات متفقة ومتضافرة على أن براءة مارية كانت على يد علي «عليه السلام»، وهذه تقول: بل كانت على يد عمر.

وأجاب العسقلاني عن ذلك باحتمال: أن يكون رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أرسل عمر أولاً، فأبطأ في العودة، لأنه لما رآه ممسوحاً اطمأن وتشاغل ببعض الأمر، فأرسل «صلى الله عليه وآله» علياً بعده، ورجع علي «عليه السلام»، فبشره «صلى الله عليه وآله» بالبراءة، ثم جاء عمر بعده فبشره بها.
الإصابة ج3 ص335.

ولكن هذا التوجيه منه يحتاج إلى إثبات، وعلى الأقل إلى شواهد تؤيده، كما أن تلكؤ عمر في إخباره للنبي «صلى الله عليه وآله»، حتى يذهب علي «عليه السلام»، ويكشف الأمر مرة ثانية، ويرجع، بعيد عن التصرف الطبيعي في مناسبات حادة، تثير الأزمات بدرجة غير عادية كهذه المناسبة.

إذن.. فبملاحظة التشابه بين هذه الرواية، وبين ما يرد عن علي «عليه السلام»،

وبملاحظة: أن تبرئة علي «عليه السلام» لها مجمع عليها، ولا شك فيها، فإننا لا يمكن أن نصدق هذه الرواية: فإن عمر لم يذهب إلى مأبور، ولا شارك في تبرئة مارية.

فقولهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قال له: ألا أخبرك يا عمر الخ.. ـ إن صح ـ فهو ابتداء كلام معه، وحينئذ فيحتاج ما ذكره المظفر إلى الجواب.

براءة مارية:

لقد مر علينا آنفاً: أن الرسول «صلى الله عليه وآله» يخبر عمر بن الخطاب بأن جبرائيل قد أخبره أن الله تعالى قد برأ مارية.

وقد يمكن أن يفهم من ذلك: أن هذا يؤيد كون آيات الإفك قد نزلت في شأن مارية.. وأن الله تعالى قد برأها بواسطتها، وإلا فما معنى تبرئة الله تعالى لها فيما سوى ذلك؟ إذ إن براءتها قد ثبتت على يد علي «عليه السلام»، فتبرئة الله تعالى لها، لا بد أن تكون بنحو آخر، غير ما فعله علي «عليه السلام»، وليس هو إلا نزول آيات الإفك في شأنها.

استمرار آثار الاتهام:

هذا.. ويبدو أن الشك في شأن مارية قد استمر إلى حين وفاة إبراهيم ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنه قد كان ثمة من يصر على الاتهام، ولو بالخفاء.

ولعل عائشة التي يقول المعتزلي: إنها أظهرت كآبة، وأبطنت شماتة، كان يهمها هذا الأمر أكثر من غيرها. ولذا نجد النبي «صلى الله عليه وآله» حتى حين موت ولده إبراهيم يؤكد على: أن إبراهيم هو ولده.

فقد روي في صحيح مسلم: أنه «..لما توفي إبراهيم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة..».

صحيح مسلم (ط مشكول) ج7 ص77 وفتح الباري ج3 ص140 وتاريخ الخميس ج2 ص146 وكنز العمال ج14 ص98 عن أبي نعيم.

فليس لقوله «صلى الله عليه وآله»: «إن إبراهيم ابني» مبرر إلا أن يقال: إنه أراد أن يقوم بمحاولة أخيرة، لدفع كيد الإفكين، وشك الشاكين.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس