عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حميد الغانم
حميد الغانم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 56469
الإنتساب : Sep 2010
المشاركات : 8,469
بمعدل : 1.58 يوميا

حميد الغانم غير متصل

 عرض البوم صور حميد الغانم

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : حميد الغانم المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-03-2013 الساعة : 12:08 AM


رحيل قبل اوانه

اولادنا اكبادنا على الارض تسير
نعم هي قصة اخرى موجعة وكثيرة هي الاوجاع
ولكن وجع الام بفقد ولدها هي شديد الوجع
لا ينسى بيوم او شهر او سنة او قرن
نعم
فوجعهم وجعنا
حزنهم حزنا
كان رحمن شابا هادئا مواظبا في دراسته
شابا في العشرين من عمره
اكمل دراسته الاعدادية
وقبل في المعهد الفني
نجح من المرحلة الاولى
ولم يبقى الا شهور قليلة
ليتخرج
لتفرح به امه
قلب ابيه
ولكن
واه من هذه ال ( لكن )
ضربت يد الدهر قلب ام رحمن
اذ اصيب بمرض السرطان وهو في ريعان الشباب
في قمة الاحلام
في طريق المستقبل
فصار رحمن ذاك الشاب
طفلا وديعا ينظر الى امه ولا تنزاح عيناه عن امه
وعينا امه تحبس الدمع غصبا عليها
خوفا على ابنها
وفي داخلها حرارة بل بركان يغلي يريد ان ينفجر
بحمم لهيب خوف فقد ابنها
ولانها تعرف ان نظراتها لابنها معدودة
مع انفاسه المعدودة
وكان الوجع يستعر في جسده يوما بعد يوما
يحرقه بلهيبه المرير
وكان يخف ذلك الالم
يد امه الحنونه حين تمر على موضع الالم
وكان مسكنا مخدرا ينتشر بجسمه يزيح ذاك الالم بعيدا الى حيث اللامكان
وكان جسده صاحيا لا خاويا
قويا لا ضعيفا
وتمضي الايام
وام رحمن تركت كل الدنيا تركت فرحها
وعاشت مع همها
كانت تقضي ليلها نهارها
مع ابنها رحمن
تنام بجنبه
نعم ولا
تنام منطرحة على الارض
عينها تدعي النوم
وقلبها موجوع مهموم
معصور بالحسرة والانين
واه ممتدة بطول السنين
تنظفه تشطفه تمسح عنه عرقه
تواسيه
حاولت ام رحمن ان تشبع نظرها من ابنها رحمن
هيهات هيهات
وهل للعين ان تشبع من النظر الى حبيبها
كلا والف كلا
ومرت الايام والايام
ورحمن قد اخذ بالانكسار والانحسار
وباتت امواج حياته تجزر بعيدا عن شواطئ الحياة
واخذ السرطان ينتشر في صدره ورئتيه
ومعه بدات سدود ام رحمن تتسكر شيئا فشيئا
ومع كل اه وانين يطلقها رحمن
تنطلق صرخه ودمعة من ام رحمن
لتكسر اضلاعها
وتحرق فؤادها
واما اخوة رحمن كانوا يحيطون به
لا يملكون الا الدعاء
------------------------
مع الايام اخذت ام رحمن تذبل شيئا فشيئا
الشيب يعلو راسها
الهموم تظلم عينيها فلا ترى الا وجع ابنها
ظهرها انحنى وتقوس لا لكبر السن
بل لثقل الهم
ومع كل انة واه يطلقها رحمن كانت روحها تحترق وتحترق
وييبس عودها ويقل خضارها
ويجف ماءها
وتجف انهارها
فتصير صحراء يابسة قاحلة
بات الم رحمن شديدا يكسر الحجر الاصم
اغمى عليه عدة مرات
وكان سفنه رفعت رايات الرحيل من عالم الدنيا
وام رحمن تمد ذراعيها
يمه رحمن
خذ من عمري
يمه رحمن
من تموت انا اموت
يمه رحمن كون انا اتكفن قبل لا يكفنونك
يمه موتك موتي
يمه باي حيل وقوة اتحما فراقك
يمه يمه يمه
صارت هذه الكلمات تقلبها ذات اليمين وذات الشمال
ورحمن مغمي عليه
------------------
وهي راحلة في عالم الامل على امل
سحبها صوت ابنها رحمن من ذلك العالم
يمه يمه يمه
حاكيني كلميني
رحمن انه صوت رحمن
وبدت علامات الفرح على وجه ام رحمن وقلبها هذه الفرحة التي انتظرتها شهور وشهور
وعادت السفينة لمحلها الذي طالما غادرته الى بحر هائج كسر جذعها وكاد ان يغرقها
نظر بوجه امه نظرة مودع ايس من الحياة
حضنته امه اخذته بيديها ضمته
يمه اخذ من عمري
هاك عمري كله
يمه لا تروح وتخليني لهمي وغمي
نعم
بدات روح رحمن تخرج رويدا رويدا
وهي يقلب نظراته يمينا وشمالا باخوته اخواته
مودعا اياهم
واخر نظرة حبسها لامه
اطال النظر بوجه امه ودموعها تسيل على خدودها وهي ترجف بكلها ويداها قابضة عليه كانها تحارب الموت
نعم هو قلب الام
واي قلب مثل قلب الام
اي قلب اكبر من قلب الام
جمع انفاسه الاخيرة
وكانه كان يختزن شيئا كل هذه الشهور
( الله وياج يمه )
قالها وعلا صراخ امه مزق صمت الحي كله
يمه رحمن رحت وخليت امك وحدها
يمه رحممممممممممممممممممممممن
وصارت انفسها تضيق وتضيق
وكان روحها تريد ان تفارق جسدها لترحل بعيدا لاحقة بابنها
وبكاء ابيه واخوته
نعم اولادنا اكبادنا
وتمر الايام
وصارت ام رحمن شبه ساكنة القبور
تحضن قبر ابنها
تسكب الدمع
تؤن وتؤن
تقبل ذاك القبر الذي حضن جسدها قبل ان يحضن جسد ابنها
تمر بيدها الحنونه على تراب قبره بذلك الحنان العظيم
تبلله بدمع عينيها
ويعلو صراخها هنالك
يمه رحمن والله لقد اشتقت اليك
فمن يطفئ لهيب شوقي اليك
وما بقي لها غير لسان الروح يصرخ الما
وعيون القلب تقطر دما
وهي تنادي
ساعد الله قلبك يا زهراء
ساعد الله قلبك يا زينب
ساعد الله قلبك يا رسول الله
ساعد الله قلبك يا امير المؤمنين
ساعد الله قلبك يا حسين
يا حسين
يا حسين
----------------
كتبتها اسراء المالكي
ومست القصة ب 0 انا وابني
وسميتها
رحيل قبل اوانه
وقد تبدو القصة بعيدة عن التنمية
ولكنها تمثل نقاء روح الام وفداءها وصفاءها
ومحبة الابن لامه الذي خزن اخر كلمة مودعا امه
ومن هنا اساس بناء المجتمع الحي الطيب الخير
الا وهي الحب الخالص الصادق
وتضيحة الام لابناءها
حررها حميد الغانم




من مواضيع : حميد الغانم 0 هل يجوز للشيطان ان يجتهد ويخطئ قبال امر الله المباشر له
0 عصمة النبي محمد واهل البيت في القران الكريم وصفعة لكل السنة والوهابية ولعمر بن صهاك بالذات
0 دليل الامامة والعصمة لاهل البيت من القران الكريم وتحدي لكل السنة ولكل الوهابية
0 نساء النبي لسن هن اهل البيت بل خارج اهل البيت بالدليل ومن القران الكريم
0 كانت صلاة عائشة باطلة بدليل من القران الكريم فهل أعادت عائشة هذه الصلاة
رد مع اقتباس