|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:36 AM
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ج1، ص: 9
***
«بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد سرّني بصورة خاصّة بحثكم القيّم عن تاريخ العراق الجهادي وموقف العلماء فيه، فلعمري إنّ من الضروري لنا اليوم إبراز هذه الجوانب التاريخيّة من حياتنا، التي تبرهن على المواقف الجبّارة التي لعبها الإسلام ضدّ الاستعمار والمستعمرين، متمثّلًا في علمائه وقادته الفكريّين ..»
«إنّ هذا الشريط بكلّ سرّائه وضرّائه، بكلّ يسره وعسره، بكلّ آماله وآلامه، قصّة فريدة فيها كلّ ما يشرّف الإنسان من معانٍ وقِيَم ومُثُل.
لا أدري كيف جرفني الماضي وأنا أريد أن أكتب عن الحاضر والمستقبل، بل أدري؛ لأنّ الماضي حاضرٌ دائماً وليس منفصلًا عن المستقبل بحال من الأحوال».
«مخلصكم محمّد باقر الصدر» «1»
*** __________________________________________________
(1) المقطع الأوّل والسطر الأخير من رسالة للسيّد الصدر (رحمه الله) إلى السيّد هادي خسروشاهي، والمقطعان الثاني والثالث من رسالةٍ له إلى السيّد عبد الغني الأردبيلي (رحمه الله).
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ج1، ص: 10
____________
(1) المقطع الأوّل من مخطوطة كرّاس (خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء) ، والثاني من رسالة له رحمه الله إلى طلاّبه سنة 1399 هـ [1978].
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ج1، ص: 11
«أي بنيّ! ... إنّما قلبُ الحَدَث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيءٍ قبلَته، فبادرتُك بالأدب قبل أن يقسوَ قلبُك ويشتغلَ لبُّك، لتستقبلَ بجدِّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهلُ التّجارب بغيتَه وتجربتَه، فتكون قد كفيتَ مؤونةَ الطّلب، وعوفيتَ من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنّا نأتيه، واستبان لك ما ربّما أظلم علينا منه.
أي بنيّ! إنّي وإن لم أكن عُمّرتُ عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم وفكّرت في أخبارهم وسرت في آثارهم، حتّى عدت كأحدهم، بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عُمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم، فعرفتُ صفوَ ذلك من كدره، ونفعَه من ضرَرِه، فاستخلصتُ لك من كلّ أمرٍ جليلَه، وتوخّيتُ لك جميله، وصرفتُ عنك مجهولَه» «1».
الإمام علي عليه السلام ***
«إنّي لمّا تصفّحت أخبار الأمم وسِيَرَ الملوك وقرأت أخبار البلدان وكتب التواريخ، وجدتُ فيها ما تستفاد منه تجربةٌ في أمور لا تزال يتكرّر مثلها ويُنتظر حدوث شبهها وشكلها ... ورأيتُ هذا الضرب من الأحداث إذا عرف له مثالٌ ممّا تقدّم وتجربةٌ لمن سلف، فاتّخذ إماماً يقتدى به، حذر ممّا ابتلى به قومٌ، وتمسّك بما سعد به قومٌ؛ فإنّ أمور الدنيا متشابهة، وأحوالها متناسبة، وصار جميع ما يحفظه الإنسان من هذا الضرب كأنّه تجارب له، وقد دفع إليها واحتنك بها، وكأنّه قد عاش ذلك الزمان كلّه، وباشر تلك الأحوال بنفسه، واستقبل أموره استقبال الخَبِر، وعرفها قبل وقوعها، فجعلها نصب عينه وقبالة لَحظِه، فأعدّ لها أقرانها وقابلها بأشكالها. وشتّان بين من كان بهذه الصورة وبين من كان غِرّاً غُمْراً لا يتبيّن الأمر إلّا بعد وقوعه، ولا يلاحظه إلّا بعين الغريب منه، يحيّره كلُّ خطبٍ يستقبله، ويدهشه كلّ أمر يتجدّد له» «2».
أبو علي مسكويه الرازي (ت: 421 هـ)
***
__________________________________________________
(1) تحف العقول: 70؛ بحار الأنوار 218: 77- 219
(2) تجارب الأمم 1: 1- 2.
السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج1، ج1، ص: 12
«عليكم أن تحملوا أنفسكم وتعوّدوها على وضع الحبّ والبغض جانباً لدى كتابة التاريخ. وعليكم أن تكتبوا الحقائق، وإن لزم من ذلك تضرّركم أو تضرّر من تربطكم بهم علاقة.
أنا أيضاً من الممكن أن أقع في الخطأ، ولا ينبغي أن تمرّوا من جانب أخطائي أو ما تعتقدونه كذلك من دون أن تحرّكوا ساكناً، ولا ينبغي أن تحاولوا إخفاء ذلك، فهذا لا ينسجم مع المهمّة التي أخذتموها على عاتقكم، والمؤرّخ الذي يمتشق قلمه لله لا يلغو ولا يكتم الحقائق.
إذا أردتم أن يكون التاريخ الذي تكتبونه مفيداً للإسلام والمسلمين، فعليكم أن تكتبوه بعيداً عن أيّة أغراض، حاولوا أن تكونوا مؤرّخين بهذا النحو. وعليكم أن تبيّنوا المسائل والحوادث كما وقعت، ولا يكونّن في ما تكتبونه مبالغة أو سترٌ للأمور ..» «1».
الإمام الخميني (ره)
***
«إنّ عدم الاعتراف بالنقص يعني عدم إمكانيّة معالجته، إنّ هذه المهمّة مناطة بكم، لا سيما الفضلاء الشباب: اطرحوا هذا الموضوع وكرّروا طرحه، اكتبوا واستدلّوا عليه، ناقشوا الذين يعارضون هذا المنحى، جادلوهم بالحق، وأثبتوا لهم أنّ هذا المريض مريضٌ حقّاً، وأنّ هذا الجسم الحي يعاني الألم، وما لم يفهموا ألمه، سيبقى مريضاً دائماً» «2».
الإمام الخامنئي
***
__________________________________________________
(1) نهضت امام خمينى (فارسي)، ط 15، 1 : 11ـ 12.
(2) الحوزة العلميّة في فكر الإمام الخامنئي: 166.
|
|
|
|
|