عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 10:38 AM


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 13 ـ 14

* لا بدّ لكلّ عمليّة إصلاح أن تتبنّى مفاهيم عامّة وتصوّرات عامّة- تتحدّد بالتدريج- عن وضع الحوزة في الأمّة، وماذا يُراد من الحوزة للأمّة، وما هو الدور الذي يجب أن تؤدّيه للأمّة. يجب أن نبدأ من مفهوم يشخّص رسالة الحوزة في الأمّة، ثمّ على ضوء هذا المفهوم نضع نظامها الإداري وسياستها الماليّة، ونضع مناهجها الدراسيّة. على أساس هذا المفهوم نبني هذه الحوزة، لا أنّه نبني الحوزة وبعد هذا نفكّر في جانبها الوظيفي.
* قد يكون الإنسان عادلًا بالنسبة إلى سلوكه الذاتي الشخصي، ولكنّه لا يكون عادلًا بالنسبة إلى سلوكه الوظيفي بتلك الدرجة، ولذلك يحتاج إلى درجة من التوعية وتنمية هذا الجانب الوظيفي، ولذلك لو لم يوعِّ ويثقِّف ويمرِّن هذا الوجود الوظيفي، فسوف يحصل اختلال في مستوى التديّن.
* هل تصدّقون أنّه في النجف الأشرف نفسه، في مركز الحوزة العلميّة في النجف، الذي من المفروض أن يموّن بإشعاعه الفكري والعلمي والروحي والديني كلّ العالم، أو على الأقلّ كلّ العالم الإسلامي، أو على الأقلّ كلّ العالم الشيعي، يوجد آلافٌ من الناس لا يعرفون أحكام رسالتهم، غير منفتحين على رسالة مكّة ولا على مبادئ مكّة، منجرفون مع تيّارات أخرى أو جاهلون أو مقصّرون .. من الذي يسأل عن هؤلاء أمام الله؟ نحن نسأل أمام الله عن منحرف انحرف عن دينه، وعن منحرف انحرف في آخر نقاط العالم الإسلامي في وجود إمكانيّات، فكيف لا نسأل عن منحرف انحرف في أوطاننا، في أهلنا، في بلدنا؟! كيف ندّعي أنّنا من الدعاة إلى الله ويوجد في بلدنا من لا يعرف من الإسلام شيئاً ونحن لا نفكّر فيه؟
* لماذا تعيش الحوزة في هذا البلد مئات السنين، ثمَّ بعد هذا يظهر إفلاسها في نفس هذا البلد الذي تعيش فيه؟! .. وإذا بأبناء هذا البلد أو ببعض أبناء هذا البلد، يظهرون بمظهر الأعداء والحاقدين والحاسدين والمتربّصين بهذه الحوزة .. ألا تفكّرون في أنَّ هذه جريمتنا قبل أن تكون جريمتهم؟ في أنّ هذه هي مسؤوليّتنا قبل أن تكون مسؤوليّتهم؟ لأنّنا لم نتعامل معهم، نحن تعاملنا مع أجدادهم ولم نتعامل معهم!
هذه الأجيال التي تحقد علينا، التي تتربّص بنا اليوم، تشعر بأنّنا نتعامل مع الموتى، لا نتعامل مع الأحياء، ولهذا يحقدون علينا، ولهذا يتربّصون بنا؛ لأنّنا لم نقدّم لهم شيئاً، لأنّنا لم نتفاعل معهم.
* اليوم أمام كلّ واحد منّا صار واضحاً أنّ أيّ انحراف عن خطّ الإسلام في سلوكنا، في وضعنا، في أخلاقنا، في عواطفنا، هذا الانحراف، هذا التكاسل، هذه النزعة التحطيميّة التحريميّة لأيّ نوع من العمل الصالح في الحوزة، هذا الذي يؤدّي بنا إلى ما أدّى، وسوف يؤدّي إلى الدمار حتماً إذا لم يتغيّر الوضع الداخلي في الحوزة. لا يكفي أن يتغيّر الوضع الخارجي، يحتاج الوضع الداخلي إلى التغيير، تحتاج ضمائرنا إلى تطهير، تحتاج نفوسنا إلى تطهير، نحتاج أن نشعر بمسؤوليّتنا اليوم ..
* إنّ الإسلام الذي قام بإعالتك، قام بالإنفاق عليك أو عليّ، قام بإعالتنا والإنفاق علينا .. هذا الإسلام نحن مدينون له بوجودنا، مدينون له بأموالنا، مدينون له بكرامتنا، بعزّتنا، بكلّ ما نملك من اعتبار، هذا الإسلام إذا كلّفنا أن نقيم على الضيم أسبوعاً، أو أسبوعين، شهراً أو شهرين، أن نتحمّل الأذى في سبيل الله، أن نصمد، أن نصبر في سبيل أن لا يتفتّت، في سبيل أن يواصل وجوده حتّى تنكشف هذه الأزمة عن الإسلام والمسلمين .. إذا كلّفنا ذلك فليس هذا التكليف بالنسبة إلينا تكليفاً غير طبيعي؛ لأنّه هو المحسن الذي كان دائماً يقدّم ونحن نأخذ، الذي كان دائماً يتفضّل ونحن نستفيد، الذي كان دائماً يسدّد ونحن نتمتّع بكلِّ ما يقدّم لنا من خيرات ومكاسب وجاه عريض .. ما هو جاهنا؟! ما هو اعتبارنا لولا الإسلام؟! (1)
* إذن لا بدّ من حسين جديد لهذه الحركة ولا بدّ من زينب، ولا بدّ من رجال كأصحاب الحسين (ع)، وهذا أمر مستحيل، فلا يمكن لأيّ إنسان أن يمتلك كلّ هذه المواصفات التي يمتلكها الحسين (ع)، ولا مقوّمات ثورته بالكامل. وإذا كان الأمر مستحيلًا، فلا بدّ من قطارٍ من الدماء ورتلٍ ضخمٍ من التضحيات تشكّل بمجموعها جزءاً من مقوّمات مأساة الطف، لتحرّك ضمير هذه الأمّة الميتة وتوقظ مشاعرها وأحاسيسها، وعلى المسلمين أن يكونوا دائماً على أهبّة الاستعداد لتلبية نداء الإسلام متى استصرخهم لنصرته، لعلّ في قطار الدم عودةً إلى الواقع الرسالي الكريم (2)
* [و] أنتم معي على الرغم من الزّمان، وعلى الرغم من المكان، ولتكن هذه المعيّة في اللّه، ومن أجل اللّه، تعبيراً حيّاً عن لقائنا باستمرار، إلى أن يجتمع الشمل وتعود الأغصان إلى الشجرة الأمّ.
والسّلام عليكم من قلب لا يملّ الحديث معكم ورحمة اللّه وبركاته (3)

__________________________________________________
(1) مقاطع من محاضرات للسيّد الصدر (رحمه الله) خلال السنوات 1385، 1387 و 1389 هـ، تراجع في محلّها من الكتاب‏
(2) المجموعة الكاملة لمؤلّفات السيّد محمّد باقر الصدر 13: 95، محاضرة حول ثورة الإمام الحسين‏
(3) من رسالة صوتيّة مسجّلة للسيّد الصدر (رحمه الله)، تجد نصّها كاملًا ضمن أحداث سنة 1394 هـ.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 15

- 1-

«العلاقات في داخل كلّ أمّة قد تكون غير قائمة على أساسٍ حق، قد يكون الإنسان المستضعف فيها جديراً بأن يكون في أعلى الأمّة ..
هذه الأمّة، تعاد فيها العلاقات إلى نصابها الحق. هذا هو الشي‏ء الذي سمّاه القرآن الكريم بيوم التغابن. يحصل التغابن عن طريق اجتماع المجموعة، ثمّ كلّ إنسان كان مغبوناً في موقعه في الأمّة، في وجوده في الأمّة، بقدر ما كان مغبوناً في موقعه في الأمّة يأخذ حقّه، يأخذ حقّه، يوم لا كلمة إلّا للحق».
محمّد باقر الصدر
2 / 5 / 1979 م‏
- 2-

«... السيّد محمّد باقر الصدر الذي كان عقلًا إسلاميّاً مفكّراً، وكان مرجوّاً أن ينتفع منه الإسلام بشكل أوسع، وأنا أرجو أن يُقبِلَ المسلمون على مطالعة كتب هذا الرجل العظيم، حشره الله تعالى مع أجداده العظام، وحشر أخته المظلومة مع جدّتها» «1».
روح الله الموسوي الخميني‏

- 3-

السيّد الصدر مظلومٌ لأنّه ولد في الشرق، ولو كان مولوداً في الغرب لعلمتم ماذا يقول الغرب فيه ... هذا الرجل فلتة، هذا الرجل عجيبٌ في ما يتوصّل إليه وفي ما يطرحه من نظريّات وأفكار «2».
أبو القاسم الموسوي الخوئي‏

- 4-

على الزعيم السياسي أن يرى لليوم وللغد ولما بعد الغد، وهذا متوفّرٌ في السيّد محمّد باقر الصدر، وحسبه أنّه استطاع أن يضع حلولًا لأمور بقيت عالقة مائةً وخمسين عاماً تهيّب الفقهاء من الدنوّ منها «3».
موسى الصدر

- 5-

هذا الرجل أخرج النجف من الكتب الصفراء إلى الكتب البيضاء، هذا الرجل عرّف العالم على النجف الأشرف بعد أن كانت مطمورة .. «4»
محمّد جواد مغنيّة

__________________________________________________
(1) صحيفه نور (فارسي) 14 : 280 .
(2) قولان للسيّد الخوئي (رحمه الله) (انظر أحداث سنة 1369 هـ) [في الكتاب].
(3) الإمام السيّد موسى الصدر .. محطّات تاريخيّة [السيد حسين شرف الدين ، دار الارقم ، بيروت، 1996] : 49
(4) انظر أحداث سنة 1395 هـ.


السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ج‏1، ص: 16

- 6-

«يحقّ لكلّ مجمع علمي أن يرفع رأسه فخوراً بما قدّمه إنسانٌ كبيرٌ كهذا العالم الجليل. كان دونما ترديد نابغةً وكوكباً ساطعاً؛ فهو من الناحية العلميّة جمع في رجل واحد الشمول والعمق والإبداع والشجاعة العلميّة، ويعدُّ مؤسّساً وصاحب مدرسة في علم أصول الفقه، وفي الفقه والفلسفة، وما يرتبط بهذه العلوم.
ما كان يمتلكه من كفاءة غير عاديّة، ودأب قلّ له نظير، جعل منه عالماً متعمّقاً في ألوان الفنون، ولم ينحصر ذهنه البحّاث ورؤيته الثاقبة في آفاق علوم الحوزة المتداولة، بل أحاط بالبحث والتحقيق كلّ موضوع يليق بمرجع ديني كبير في عالمنا المتنوّع المعاش، خالقاً من ذلك الموضوع خطاباً جديداً، وفكراً بكراً، وأثراً خالداً.
درّة علم وبحث، وكنزٌ إنسانيٌّ لا نفاذ له، لو بقي ولم تتطاول إليه اليد المجرمة لتخطفه من الحوزة العلميّة، لشهد المجتمع الشيعي خاصّة، والإسلامي عامّة، في المستقبل القريب، تحليقاً آخر في سماء المرجعيّة والزعامة العلميّة والدينيّة.
الشهيد آية الله الصدر هو دونما شكّ أسوة وقدوة للطلّاب والفضلاء الشباب؛ دروسه في بناء الإنسان لم تنته بشهادته المفجعة، ومنهجه في البحث ماثل أمام الفضلاء الشباب في الحوزة العلميّة، وإشارة إصبعه توجّههم إلى طريق العظمة والمجد العلمي، مقروناً بالتفتّح والرؤية العلميّة.
الحوزات العلميّة اليوم بحاجة أيضاً إلى الشهيد الصدر، وإلى كلّ عنصر فيه من الهمّة والطاقة، ما يساعدهم على متابعة طريقه العلمي، ورؤيته الإسلاميّة، ونظرته العالميّة.
صلاةً وتحيّةً من الأعماق أبعثها إلى تلك الروح الطاهرة، وإلى أخته الشهيدة المظلومة بنت الهدى، سائلًا الله سبحانه وتعالى الرحمة وعلوّ المنزلة لهما، وتوفيق نموّ الفضلاء الشباب في الحوزات وتربيتهم على هذا النحو.
السيّد علي الخامنئي‏
21 شوّال 1421 هـ» «1».

- 7-

«كان أحد أصدقائنا يقول: ... عندما كنتُ صغيراً .. كنتُ أرى الأطفال يتجمّعون حول القطار عندما يتوقّف، وكانوا ينظرون إليه ولسانُ حالهم يقول: ما هذا المخلوق العجيب؟! وكان واضحاً أنّه يحتلُّ في قلوبهم مكانةً ومنزلة، وما دام متوقّفاً فقد كانوا ينظرون إليه بعين التعظيم والتكريم والاحترام والإعجاب. ولكن عندما تحين ساعة الانطلاق، يأخذون بالهرولة إلى جانبه ليرشقوه بالحجارة. وكنتُ أعجب لهذا الأمر وأتساءل: إذا كان لا بدّ من رميه بالحجارة، فلماذا لا يُرمى وهو ساكن؟! وإذا كان جديراً بالاحترام، فلماذا لا يكون له ذلك وهو يتحرّك؟!
لقد بقي هذا الأمر بمثابة اللغز بالنسبة لي، إلى أن كبرت ودخلت المجتمع، حيث وجدت أنّ حياتنا [ ] تخضع لهذا القانون المطّرد؛ فإنّ أيّ شخص وأيّ شي‏ء، طالما هو ساكن فهو محترم، طالما هو صامت فهو معظّم ومبجّل، ولكن بمجرّد أن يتحرّك يصبح بلا مُعين، بل يصبح مرمىً للحجارة ..» «2».
مرتضى المطهّري.

***
__________________________________________________
(1) من نداء الإمام الخامنئي إلى (المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره))
(2) احياى تفكّر اسلامى (فارسي) : 22- 23، وما بين [ ] : «نحن الإيرانيّين».


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس