عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-03-2013 الساعة : 11:05 AM


أسلوب التوثيق‏

1- أستطيع أن أقول بإيجاز: إنّ المعلومات الواردة في الكتاب هي في الجملة وبشكل عام معلومات مسندة، وهي موزّعة بين المسند منّي مباشرةً وبين المسند بواسطة. وإذا كنتُ قد أرجعتُ في مقام التوثيق إلى الكتب، فما تمّ إثباته في الأخيرة هو بدوره بين مسندٍ بالواسطة وبين مسندٍ بغيرها، حيث الإرجاع غالباً إلى المقابلات والصحف العراقيّة الصادرة في إيران، وما في الصحف منقولٌ بلا واسطة على الغالب.
2- نعم، بعد أن كنتُ قد وثّقت معلومات الكتاب في مرحلة متأخّرة عن مرحلة تجميعها، فقد غاب عنّي أثناء التوثيق المصدرُ الذي أخذت منه بعض المعلومات، وقد حال ضيقُ الوقت من ناحية وعدم التمكّن من الوصول إلى المصادر من ناحية أخرى دون النجاح في تفادي هذه المشكلة، ومن هنا بقيت بعض المعلومات (مرسلة) فأشرت إلى أكثرها بـ (***)، ولكنّ عدد هذه الموارد قليلٌ جدّاً قد لا يلحظه القارئ. وكنتُ في بعض الموارد أتذكّر المصدر الذي قرأتُ فيه معلوماتي، غير

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 71

أنّه غير متوفّر لديّ، فكنتُ أذكر المصدر دون رقم الصفحة.
هذا إضافةً إلى بعض المرويّات التي طلب ناقلوها عدم ذكر اسمهم، فبقيت مرسلةً من هذه الناحية.
3- لقد كنتُ أرغبُ كثيراً في إرجاع كلّ معلومة إلى أصلها وإلى الشخص الذي ذكرها غيرَ مكتفٍ بسرد المصادر التي يمكن أن تكون قد اعتمدت جميعاً على مصدر واحد، ولكنّ هذه الخطوة تحتاج إلى شي‏ءٍ من الوقت الذي لم أغنم به حاليّاً «1».
4- وهناك ملاحظة فنيّة لم يتح لي ضيق الوقت فرصة تجنّبها بشكل كامل، وإن كنت قد راعيتها في أكثر الموارد على ما في بالي، وهي أنّ الطريقة الأسلم في التوثيق هي ذكر المصدر الأصلي ثمّ الفرعي وتقديم الأقدم على الأحدث، ولكنّني ربّما ذكرتُ- لدى تخريج المصادر- الأصلَ ثمّ أردفته بالفرع الذي نقل عنه، أو ربّما قدّمتُ الفرع على الأصل، أو ربّما قدّمتُ الأحدث على الأقدم ..
5- إنّ ما أنقله حرفيّاً عن المصادر المكتوبة أنقله بين «»، وما لا أنقله كذلك لا يمكن نسبته حرفيّاً إلى المصدر، وإن كنتُ التزمنتُ على العموم بعبارات المصادر ولم أتصرّف إلّا بحدود تغيير الضمائر وما يفرضه ربط العبارات بعضها ببعض.
6- ما كنتُ أضيفه إلى النصوص وهو ليس منها كنتُ أضعه بين [ ] تمييزاً له عمّا ورد في الأصل، وما ورد في الكتاب بين [ ] على أنواع:
فما لم أدرج إلى جانبه هامشاً توضيحيّاً فهو في الغالب تصحيحٌ لخطأ نحويٍّ أو إملائيٍّ ورد في الأصل، كما هو الحال في الوثائق الخطيّة التي قمنا بإدراجها داخل الكتاب.
وبعض ما جاء كذلك هو عبارة عن تتميم لمعلومة ناقصة وردت في الأصل، كما لو لم يرد في المصدر اسم بعض الأشخاص نتيجة النسيان وكان معلوماً لديّ، فكنتُ أضيفه بين [ ]، فإن لم أشر إلى المصدر فهذا يعني أنّه منّي.
أمّا ما أذيّله بهامش، فتوضيح حاله يظهر من الهامش نفسه.
7- ما نقلته عن المصادر المسموعة- أعني المقابلات- ووضعته بين «» قد يشتمل على شي‏ءٍ من التغيير الذي يقتضيه السياق وصحّة العبارة، وهو مقدارٌ ضئيلٌ جدّاً لا يؤثّر بتاتاً على أصل المطلب.
ثمّ إنّني أثبتُّ الحوارات التي نُقلت لي باللهجة (العاميّة) بالفصحى، ومع ذلك وضعتها بين «»، اللهمّ إلّا ما وجدتُ أنّ إبقاءه على حاله من (العاميّة) يضفي على الحدث جوّاً خاصّاً.
8- عندما أورد في الهامش مصدراً، فهذا يعني أنّني راجعته بنفسي ووصل إلى يدي، ولم أكتفٍ‏
__________________________________________________
(1) وهنا ينبغي عليّ أن أشير إلى أنّ كثيراً ممّا نقلته عن صحيفة لواء الصدر دون ذكر الناقل هو ممّا تعب على جمعه السيّد ياسين الموسوي، ولم أتمكّن لاحقاً من تدارك هذا الخلل.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 72

على الإطلاق بنقل أحد؛ فإذا كان «ب» ينقل عن «أ»، واستطعت الوصول إلى «أ»، أرجعتُ إلى «أ» وإلى «ب» نقلًا عنه. أمّا إذا لم أعاين «أ» بنفسي، أرجعتُ إلى «ب» نقلًا عن «أ» فحسب. وقد وجدتُ أنّ الكثير من الباحثين يقعون في هذه المشكلة، حيث يرجعونا إلى «أ» مع أنّهم لم يطّلعوا إلّا على «ب» الناقل عنه، وهذا بحسب ما يبدو خلاف الأمانة العلميّة.
9- إذا تكرّر المصدر الواحد فإنّنا لم نعمد إلى أسلوب التوثيق المتداول حيث الإشارة إلى (المصدر نفسه) أو (المصدر السابق) أو (م. ن)، لأنّني- على الصعيد الشخصي- كنتُ أشعر بالتشويش أثناء تنقّلي بين هوامش الكتب التي تعتمد الطريقة المذكورة، فتفاديتُ ذلك.

صياغة النصّ‏
1- لقد حاولتُ جاهداً أن أبقى في أجواء نصوص المصادر التي اعتمدت عليها، وقد عزّز ذلك ضيقُ الوقت الذي لم يسمح باستئناف الكتابة، إضافةً إلى عدم وجود ما يدعو إلى ذلك. وقد حاولتُ أن لا أخرج عنها إلّا بالمقدار الذي يتطلّبه دمج النصوص، أو المقدار الذي نقلتُه ممّا لم يسبق أن نُشر في مكان آخر، أو (تفصيح) ما كان يُنقل لي بغير الفصحى، ويضاف إليه المقدار المتعلّق بالأوصاف- التمجيديّة منها والتحقيريّة- التي حذفتُ الكثير منها في محاولةٍ للحفاظ على هدوء النصّ، وإن اعتقدتُ في بعضها بثبوت الوصف للموصوف.
2- لقد حاولتُ تهدئة جوّ الكثير من النصوص التي تتمظهر فيها مشاعر ناقليها، وذلك حرصاً منّي على التركيز على البعد التاريخي للمسألة من وجهة النظر الموضوعيّة. ومن هنا لم أثبت النصوص ذات الطابع الأدبي، إلّا في موارد نقل النصوص الحرفيّة. اللهمّ إلّا بعض الموارد التي لم أنجح فيها في عزل الجانب المعلوماتي والاقتصار عليه.
3- لا شكّ لديّ في أنّ لغة الكتاب جاءت جافّة ومملّة في كثيرٍ من فصوله، وكان ذلك نتيجة ما التزمتُ به في محاولتي الاقتصار غالباً على الجانب المعلوماتي المحض، وقد عزّز قناعتي هذه ما لاحظتُه في بعض الكتابات التي صاغت بقلمها ما جاء في مصادر أوّليّة، حيث وجدتُ أنّ الحدث قد يتعرّض لدى صياغته إلى شي‏ءٍ من التحريف ولو في بعض تفاصيله، الأمر الذي كنتُ أتجنّبه.
وإلى جانب هذا العيب، فقد بدا الكتاب لي مرهقاً، لعدم اشتماله على محطّات استراحة ولو قصيرة؛ إضافةً إلى أنّي كتبته في أوقات متقطّعة، حيث لم أكن في مزاج واحد أو طاقة واحدة ... ليأتي الكتاب بأسلوب واحد.
وعلى أيّة حال، فإنّي في الجملة مؤمنٌ بأنّ لغة الكتاب تحتاج إلى تطوير في مرحلة لاحقة وإدخال شي‏ءٍ من المحسّنات الأدبيّة عليها إذا قدّر لها الاحتفاظ بسلامة المعلومة التاريخيّة، إضافةً إلى إعادة اختيار عناوين مناسبة للفقرات، وذلك في مشروع اختصارٍ للكتاب أرجو أن أوفّق لاحقاً لإنجازه.

- 2-
متفرقات حول الكتاب‏
العقبات‏
لم أكن لأشكّ أبداً في صعوبة عمل من هذا القبيل، وقد واجهتني صعوبات عديدة تغلّبت على قسم كبير منها بعد عناء شديد، وفي ما يلي استعراضٌ لأبرز هذه المصاعب:
1- جدة المشروع، إذ من الطبيعي أن يعاني أيّ مشروع تتمُّ ممارسته حديثاً من صعوبات ومتاعب خاصّة، ترجع غالباً إلى ضبابيّة المنهج الذي ينبغي اتّباعه.
2- ليس كاتب السطور ممّن عايش الشهيد الصدر (ره) أو لقيه، بل إنّ معاصرته الزمنيّة لم تبلغ السنتين، ولهذا الفاصل التاريخي بين المصنّف وبين صاحب الترجمة أثره الذي يُلحظ.
3- إضافة إلى ذلك، فإنّ عملًا من هذا القبيل يتطلّب إلماماً كافياً بتوزّع الأحداث على السنوات التي عاشها الشهيد الصدر (ره)، في حين غاب التأريخ الدقيق عن كثيرٍ من الكتابات التي شكّلت مصادرنا في البحث والكتابة، إضافةً إلى الوثائق التي ندر فيها وجود التأريخ.
ومن هنا، فقد صعب علينا تحديد الكثير من التواريخ، الأمر الذي اضطرّنا إلى اتّباع أسلوب الحدس من خلال تجميع القرائن، وهو ما استنفذ الحظّ الأوفر من وقت إعداد الكتاب، حيث كنتُ مضطرّاً إلى قراءة الكثير ممّا يُحتمل اشتماله على قرينة تفيد في البحث.
4- العامل الزمني الذي حكمني في محاولتي هذه، حيث كان عليّ إنجاز الكتاب خلال عطل دراسيّة متقطّعة، لم أكن خلالها في مزاجٍ واحد أو جَلَدٍ واحد، ومن المحتمل أنّ الوقت لو طال، لجاء الكتاب أكمل.
ومن الجوانب التي تأثّرت سلباً بضيق الوقت تصحيح الكتاب من الأخطاء المطبعيّة وعمليّة إخراج صفحاته فنيّاً، فإنّ ضيق الوقت لم يسمح لي فعلًا بتصحيحه بشكلٍ متأنّ وإخراجه بشكل متقن.
5- التغييب العمدي وغير العمدي لكثيرٍ من الحقائق المرتبطة بتاريخ السيّد الصدر (ره)، ويقف إلى جانب ذلك إحجام بعض تلامذته المقرّبين منه عن الإدلاء بأيّة معلومات لا يشكّ الباحث في مساهمتها في الكشف عن الكثير من الخفايا والملابسات.
وإذا قدّر للقارئ الكريم أن يلاحظ أنّ هذا الكتاب لا يستند إلى بعض المقرّبين من السيّد الصدر (ره)، فذلك راجعٌ إلى إحجامهم لا إلى عدم مبادرة الكاتب.
6- وجود بعض التعديلات المخلّة التي وقعت في طبعات لاحقة لكتب تناولت حياة السيّد الصدر (ره) «1».
__________________________________________________
(1) انظر حول هذه النقطة: محمّد باقر الصدر .. حياة حافلة .. فكرٌ خلّاق: 24- 26.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 74

نوعيّة المصادر
بحسب استحضاري الآن لمحتويات الكتاب، فإنّ مصادره تتوزّع على الأقسام التالية:
1- الكتب التي كتبت خصّيصاً للحديث عن سيرة السيّد الصدر (ره)، والتي جاء بعضها على شكل تدوين لمجموعة من الخواطر، وإن اختلفت من هذه الناحية ضيقاً ووسعاً.
2- الدراسات العلميّة التي اشتملت في بعض فقراتها على أمور تتعلّق بسيرة السيّد الصدر (ره).
3- الكتب المتعلّقة بتاريخ العراق عموماً، والتي أفادت في رسم صورة أكثر وضوحاً حول الوضع في العراق.
4- البحوث والمقالات التي كتبت حول السيّد الصدر (ره) ونشرت مستقلّةً أو في مجلّات وصحف متفرّقة، والتي اشتملت على معلومات مهمّة تتعلّق بسيرته الشخصيّة أو بمسيرة العمل الإسلامي في العراق.
5- المقابلات التي أجريت مع الكثير من طلّاب الشهيد الصدر خصوصاً ومن عاصره عموماً، والتي تعب على جمعها السيّد حامد علي الحسيني، وهي محفوظة في أرشيف (المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره)) الذي رمزنا إليه بشعار المؤتمر المذكور).
6- المقابلات التي أجريتها بنفسي مع العديد من الشخصيّات التي عاصرت السيّد الصدر (ره) من طلّابه وغيرهم.
وكانت قناة المنار قد أجرت مجموعة من المقابلات مع عددٍ من الشخصيّات من أجل إعداد فيلم (شهيد العراق .. الصدر الأوّل) الذي ارتكز أساساً على مسودّة هذا الكتاب، والذي اشتمل على مقاطع من معظم هذه المقابلات، وقد تفضّلت إدارة (المنار) بإعطائنا نسخة كاملة عن المقابلات، فاستفدنا منها بشكل كامل وأوردنا كثيراً ممّا لم يرد في الفيلم المذكور. وقد رمزنا إلى أرشيف قناة المنار بشعارها.
وهناك ملاحظة أودّ تسجيلها في ما يتعلّق بالمقابلات وبالشخصيّات التي قابلتها: فقد سمعتُ أحدهم يوجّه انتقاداً هادئاً إلى السيّد محمّد الحسيني على عدم تنويعه بين الشخصيّات التي يقابلها وعلى تكرّر بعض الشخصيّات في كتابه بشكل ملحوظ، خاصّةً في المسائل الحسّاسة، وهذا من شأنه تضعيف قيمة شهاداتهم. ولكنّني أدرك- من خلال معايشتي وتجربتي- أنّ التقصير ليس من السيّد الحسيني، وهذا الإشكال قد يوجّه في بعض الموارد إلى كتابي وسأجيب عنه بالجواب نفسه: فقد قابلت ما يقرب من مائة شخصيّة، بعضهم لا يعرف إلا الأمور السطحيّة، أمّا من يعرف الأمور الحسّاسة فلعلّي لم أجد إلّا شخصاً واحداً لم يمانع من الإدلاء بشهادته، فما ذنب الكاتب في ذلك؟ أضف إلى ذلك أنّ طبيعة موقع الشخص قد تجعله الوحيد القادر على الإدلاء بشهادات من هذا القبيل: فمثلًا يقولون: إنّ الأمور التي يرويها الشيخ الفلاني مطعونٌ فيها لتفرّده بروايتها .. أقول: إذا هذا الشيخ هو الوحيد الذي بقي مع السيّد الصدر (ره) في فترة الحجز فكيف يمكن لغيره أن يرويها؟!

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 75

وإذا كان غيرها ممّا يرتبط بغير فترة الحجز يحتاج بطبيعته إلى شخصٍ ملازمٍ للسيّد الصدر (ره)، وكان الشيخ هو المولج بأموره (ره) الخاصّة، فكيف يمكن لغيره الإدلاء بشهادته؟! إنّ ما يتعلّق بالسيّد الصدر (ره) والتنظيم مطعونٌ فيه؛ لأنّ رواته من المنتسبين إلى التنظيم .. أقول: إنّ جلّ هذه الأمور ممّا لا يُمكن لغير المنظّم أن يطّلع عليها، فكيف يتوقّع منه الإدلاء بشهاداته حولها؟!
7- الوثائق الخطيّة الكثيرة التي ساعدت بشكل كبير على صقل الصورة التاريخيّة لكثيرٍ من الأحداث وتدعيم جملة من الشهادات التاريخيّة في مقابل أخرى.
أمّا ترتيب الوثائق بحسب التسلسل الزمني، فالحقيقة أنّ كثرة الوثائق وخلوّ أكثرها من التواريخ من ناحية وضيق وقتي من ناحية أخرى، حتّم وجود بعض الخلل في تقديم وتأخير بعضها، وأنا أعتقد بأنّها بحاجة إلى إعادة نظر فيما يتعلّق بهذا الجانب.
8- المصادر الفارسيّة: لا شكّ لديّ في أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران قد بذلت جهوداً جبّارة في إرساء قواعد مؤسّسات علميّة تعنى بشؤون التراث والاهتمامات الثقافيّة المعاصرة لم تبذلها- بحسب علمي- أيٌّ من الدول المجاورة. ويكاد المرء يعجب من السعي الحثيث في سبيل تعميم ثقافة الكتاب والقراءة من خلال تشييد مؤسّسات التحقيق والتأليف والنشر والعرض والمكتبات العامّة المجانيّة...
أمّا في ما نحن فيه: فقد أولت الثورة الإسلاميّة- وبتشجيع من الراحل السيّد الإمام الخميني (ره)- اهتماماً بالغاً بتدوين تاريخ الثورة، فقامت المؤسّسات التي تكفّلت توثيق وقائعها وجمع مستنداتها وتبويبها وترتيبها، إضافةً إلى تكفّلها طباعة ما ينتجه الكتّاب والمؤلّفون إذا كان حائزاً على الشروط العلميّة. هذه المشاريع التي نفتقدها فيما يتعلّق بتاريخ العراق ولبنان مع الحاجة الماسّة إليها.
ومن هذا المنطلق فقد وقفت أمام مادّة ضخمة جدّاً حول تاريخ الثورة الإسلاميّة في إيران، رافقتها معلومات هامّة تتعلّق بتاريخ العراق، نتيجة اللحمة بين تاريخي البلدين في كثيرٍ من المجالات، فلم أتردّد في ترجمتها والاستفادة منها في كتابي.
9- تقارير المخابرات الإيرانيّة: والتي ورد فيها الحديث عن السيّد الصدر (ره) لمناسبةٍ وأخرى. وقد عثرت في تقريرٍ من التقارير المرتبطة بالسيّد موسى الصدر على إشارة إلى وجود ملف لدى المخابرات الإيرانيّة يتعلّق بالشهيد الصدر (ره) حيث جاء: «در پرونده محمد باقر صدر بايگانى شود 14 / 7 / 53»، أي: «يحفظ في ملف محمّد باقر الصدر». وهذا يعني وجود ملفٍّ له (ره) في وزارة الأمن الإيرانيّة، نرجو أن ينشر على ضمن الأعمال التي تقوم بها الوزارة في هذا السياق.
10- يُشار إلى أنّ صحيفة (جوان) الإيرانيّة أشارت في عددها (1783) الصادر يوم الأربعاء 6 / 7 / 2005 م إلى أنّ صحيفة (الفرات) العراقيّة بدأت تنشر تقارير المخابرات العراقيّة المتعلّقة بالسيّد الصدر (ره) ابتداءً من عام 1963 م. وذكرت نقلًا عن الصحيفة المذكورة أنّ الوثيقة الأولى التي نشرت تتعلّق بإصدار إقامة للسيّدة فاطمة الصدر زوجة الشهيد الصدر (ره)، ولكن لم تتح لنا فرصة الاطّلاع‏ على هذه الوثائق «1».
__________________________________________________
(1) روزنامه جوان، چهارشنبه 15 / تير / 1384 هـ. ش، سال هفتم، شماره (1783) : 3. وقد ذُكر لي أنّ الصحيفة المذكورة هي صحيفة (الشاهد) لا (الفرات).

مراحل العمل‏
لقد قمتُ بجمع عدّة مئات من الدراسات والمقالات التي كتبت حول السيّد الصدر (ره)، ثمّ عزلت البحوث العلميّة- القرآنيّة، الفلسفيّة، العقائديّة، الفقهيّة، الأصوليّة، السياسيّة ...- وخصّصتُ لها مشروعاً مستقلًّا ولم آخذها بعين الاعتبار في هذه الدراسة، ثمّ أتيتُ إلى ما يرتبط بالسيرة والتاريخ فقرأته واستخرجتُ منه الجانب التاريخي المعلوماتي، إلى جانب عددٍ ضخمٍ من الوثائق الخطيّة التي وفّقني الله تعالى إلى الحصول عليها، مضافاً إلى ما حصلتُ عليه بالمشافهة.
وبعد ذلك عمدتُ إلى المصادر التي أرّخت للحقبة المنصرمة أو تناولتها من قريبٍ أو بعيد، وطبّقتُ عليها الأمر نفسه.
بعد هذا وذاك بدا لي الكمُّ الكبير والمتراكم من المعلومات كقطع مبعثرةٍ للوحةٍ كبيرةٍ عن حياة الشهيد الصدر والحركة الإسلاميّة سعيتُ إلى رسمها، فكان عليّ ترتيب هذه القطع من أجل استكمال رسم اللوحة المنشودة. ومن هنا كان عليّ اجتياز ثلاث مراحل:
الأولى: استكمال عدد قطع هذه اللوحة، الأمر الذي دفع بي إلى قراءة المزيد، ثمّ الالتقاء بصحب الصدر وآله والاستفسار منهم عن تفاصيل الحلقات المفقودة.
الثانية: تحديد هويّة الكثير من القطع التي لم تكن بالنسبة لي ذات شكل هندسي وهويّة تاريخيّة محدّدة يمكنني على أساسها أن أضعها في مكانها المناسب، فكان عليّ من أجل ذلك تجميع الكثير من القرائن، وكان ذلك يتطلّبُ- أثناء شحذ القطع- إحاطةً بحياة الصدر واستحضاراً فوقيّاً لها.
وأنا على اعتقاد بأنّ توزيع الكثير من الأحداث قد يكون بحاجة إلى إعادة نظر، وهو يحتاج بدوره إلى فسحة من الوقت غير متوفّرة حاليّاً.
الثالثة: ترتيب قطع اللوحة تمهيداً لرسم الصورة المنشودة. وعلى الرغم من الصعوبة التي اكتنفت هذه المرحلة، إلّا أنّها بدت لي أسهل أخواتها.
وقد بان لي بعد اكتمال المرحلة الثالثة أنّ عدداً من القطع ينقصني، فسعيتُ وراء تحصيله ما استطعتُ، ولكنّ كبر اللوحة وسعة مساحتها قد حالا دون ظهورها لوحةً مشوّهة منقوصة بدرجة فادحة.
وأريد للقارئ أن يدرك أنّ عمليّة تنسيق النصوص وترتيبها في نصٍّ يُنتج قصّة، وفي الوقت نفسه يحافظ على الأمانة المعلوماتيّة، لم تكن على الإطلاق عمليّةً سهلة؛ فالقارئ غالباً ما يتصوّر أنّ الجهد الذي يبذله الكاتب والوقت الذي يصرفه في التحقيق يوازي الجهد والوقت الذي يصرفه هو

__________________________________________________
(1) روزنامه جوان، چهارشنبه 15 / تير / 1384 هـ. ش، سال هفتم، شماره (1783) : 3. وقد ذُكر لي أنّ الصحيفة المذكورة هي صحيفة (الشاهد) لا (الفرات).

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 77

في القراءة، في حين قد يحتاج الباحث إلى صرف عشرين ساعة في تحقيق حادثة لا يحتاج القارئ في قراءتها سوى إلى دقيقة.

تاريخ الأحداث‏
1- هناك مجموعة من الأحداث لم أستطع الحدس بتاريخ وقوعها، فما كان منها يناسب بعض الأحداث ذات التاريخ المعلوم أدرجته في ذيلها من باب المناسبة؛ وما كان منها معلوم السنة ولكنّه غير معلوم التاريخ على وجه التحديد جمعته في ذيل أحداث ذلك العام.
ويُستثنى من ذلك بعض الأحداث معلومة التاريخ، والتي أدرجتُها في ذيل غيرها من الأحداث لوجود مناسبة قويّة تقتضي ذلك بعد أن لم يكن ذلك يؤثّر على صورة الأحداث.
وهنا أشير إلى أنّ الكثير من الشهادات والخواطر قد ورد فيها تواريخ محدّدة، ومع ذلك فقد تبيّن لي- بضرسٍ قاطع- خطؤها، فكنتُ أعمل وفق ما أتوصّل إليه مشيراً إلى وجه ذلك.
2- كنتُ أحياناً أحصل على قرائن تاريخيّة تغيّر قناعاتي في بعض ما كتبته، فأعدّله على ضوئها، وكان يلزمني تعديل ما يترتّب على تلك المعلومات المعدّلة، فكنتُ أعالج ما تسمح باستحضاره الذاكرة، وربّما بقي ما هو بحاجة إلى التعديل.
3- لقد اتّبعت التاريخ الهجري في عرض الأحداث، وقد حاولت أن لا يفوتني عطفه بالتاريخ الميلادي. والقاعدة العامّة هي أنّ ما ذكر في المصادر بالتاريخ الهجري اعتمدتُ فيه التاريخ الهجري وذكرت الميلادي بين قوسين، والعكس صحيح.
أمّا تحويل التاريخ الهجري إلى الميلادي وبالعكس، فقد اعتمدت فيه على برنامج (نجوم اسلامى) الصادر عن مركز الأبحاث الفلكيّة في مدينة قمّ المشرّفة.
نعم؛ ما أثبتت المصادر تاريخه بالميلادي والهجري معاً اعتمدته كما هو وإن خالف ما جاء في برنامج (نجوم اسلامى)، اللهمّ إلّا أن أطمئنّ إلى أنّ المصدر قد ذكره عن حدس لا عن حسّ وقامت قرائن على عدم صحّته، كما لو قامت أدلّة أجنبيّة على تحديده (وهو ما وقع مراراً في الكتاب)، أو صرّحت المصادر بتاريخه الهجري وفي أيٍّ من أيّام الأسبوع وقع، فإنّ تحديد التاريخ الميلادي في ضوء ذلك يمكن أن يتمّ بدقّة من خلال البرامج الكمبيوتريّة.

المتن والهوامش‏
1- لقد سعيتُ- ما أمكنني- أن أكتب عن (محمّد باقر الصدر) بشموليّة، ومن هنا فقد حاولتُ غالباً أن أذكر- أثناء عرض الأحداث- أكبر عدد ممكن ممّا عثرتُ عليه من وقائع وأحداث، ثمّ حاولتُ أن أسرد ما اطّلعتُ عليه من أقوال وآراء تتعلّق بالقضيّة الواحدة.
وكنتُ إذا رجّحتُ قولًا دون آخر سطّرتُ الراجح- أو ما قد أميل إليه- في المتن وأشرتُ في الهامش إلى المرجوح، وإذا تساويا عندي ولم أجد ما يقدّم أحدهما على الآخر سطّرتهما في المتن‏

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 78

معاً على نحو (قيل .. وقيل) أو جعلتُ ما كان أكثر شهرةً في المتن وأشرتُ إلى الآخر في الهامش.
2- لم تخلُ صفحات الكتاب من هوامش تعليقيّة توزّعت مهامها على الشكل التالي:
أ- بيان الوجه في اختيار وتوزيع بعض التواريخ والأحداث حيث يكون المدرك هو الحدس وتجميع القرائن، وربّما خالفتُ الناقلين أنفسهم في تحديدهم تاريخَ الأحداث.
ب- محاكمة ما اختلفت المصادر المعتمد عليها في نقله، حيث لم يكن من طريقٍ سوى اللجوء إلى تجميع القرائن من أجل ترجيح قول من الأقوال، أو اختيار قول جديد.
ج- سرد الأمور التفصيليّة التي قد لا تعني سوى بعض المحقّقين والدارسين.
د- إثبات بعض الخواطر التي وجدتُ مناسبةً ثانويةً لذكرها في هامش حادثة معيّنة.
3- حاولت الالتزام بتخريج ما جاء في الكتاب من آيات قرآنيّة وروايات وأشعار وأقوال وأمثال وما إلى ذلك، وإن لم يكن مخرّجاً في الأصول والمصادر التي استفدنا منها، وذلك تتميماً للفائدة، وقد استفرغت الوسع في توثيق كلّ ما ورد في الكتاب «1».
يُشار في هذا المقام إلى أنّ التشابه الموجود بين تحقيق جملة من مطالب الكتاب وبين تحقيق كثيرٍ ممّا جاء في مجلّد (ومضات) ضمن (تراث الشهيد الصدر) راجعٌ إلى أنّ تنسيق وترتيب وتحقيق الكتاب المذكور كان قد أسند إليّ، بعد أن أنجز قسماً منه الشيخ مجتبى المحمودي.
4- إنّ مساحةً لا بأس بها من الكتاب قد شغلتها كثرةُ الهوامش والتحقيقات والتعليقات والتفريعات. وأنا على اعتقادٍ تام بأنّ هذا ضروريٌّ للكتاب في هذه المرحلة، مرحلة التثبّت من الأحداث التاريخيّة. ولكنّي في الوقت نفسه على اعتقادٍ بإمكانيّة التخفيف من ذلك في خطوات لاحقة إن شاء الله تعالى، خاصةً إذا دخلت الكثيرُ من الأحداث في دائرة الثبوت التاريخي، أو بدا لنا دخولها.

الملحقات‏
لقد عمدتُ في آخر الكتاب إلى إدراج بعض الملحقات التي قد لا تخلو من فائدة، خاصّةً بالنسبة إلى الباحثين والمعنيّين.
الملحق الأوّل: عرضت فيه آثار الشهيد الصدر (ره) المطبوعة وغيرها، مع ذكر ترجماتها التي عثرت عليها باللغات الثلاث: الفارسيّة، الإنجليزيّة والفرنسيّة.
الملحق الثاني: عرضت فيه أبرز طبعات كتبه وما تمتاز به طبعة على أخرى.
الملحق الثالث: عرضتُ فيه قائمة موسوعة (تراث الشهيد الصدر (قدس سره)) الصادرة عن المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره).

__________________________________________________
(1) ربّما اعتمدتُ في بعض التخريجات طبعةَ دار إحياء التراث العربي لكتاب (بحار الأنوار) إلى جانب الطبعة التي اعتمدتُها أساساً، وهي طبعة مؤسّسة الوفاء.

السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ق‏1، ص: 79

الملحق الرابع: عرضت فيه- ضمن ثلاثة أقسام- عناوين ما كتب من مقالات وأبحاث حول السيّد الصدر (ره)، وذلك عوناً للباحثين.
الملحق الخامس: عرضتُ فيه ما حصلت عليه من تواريخ دروسه الأصوليّة.
الملحق السادس: عرضتُ فيه قائمة بأسماء طلّاب الشهيد الصدر (ره).
وكنتُ أفكّر في تخصيص ملحق أقيّم فيه صحّة ما نسبه إلى السيّد الصدر (ره) بعض تلامذته في بعض ما نشره وفي بعض أحاديثه. ولكنّي فضّلتُ لاحقاً الاستغناء عنه والاقتصار على ما جاء في الكتاب ممّا أراه صالحاً لبيان حقيقة الحال، ولم أجد داعياً لأخلق جوّاً لم أرده.

الوثائق والصور
1- إلى جانب الملحقات فقد أثبتُّ في آخر الكتاب كافّة ما وقع تحت يديّ من وثائق وصور متعلّقة بالشهيد الصدر (ره) أو ببعض مباحث الكتاب، وقمتُ بالإشارة إلى مصدرها.
وبفضل جود السيّد نور الدين الإشكوري الذي سمح لي بالاستفادة من أرشيف (المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره))، فقد حصلت على أرشيف ضخمٍ نسبيّاً بلغ عدد وثائقه (574) وثيقة، إضافةً إلى ملحق بوثائق للشهيدة بنت الهدى (ره) «1».
__________________________________________________
(1) وهناك مجموعة من الرسائل التي لم نحصل عليها، منها ما هو مفقود، ومنها ما لم يتفضّل أصحابها بها، ومنها ما لم يتيسّر أمر الاتّصال بأصحابها، نذكر من مختلف المجموعات رسائله (رحمه الله) إلى: عمّه السيّد صدر الدين الصدر (موجودة عند السيّد محمّد باقر خسروشاهي الذي ينوي نشرها قريباً)، السيّد أحمد العلوي الغريفي، السيّد تقي القمّي، الحاج حامد عزيزي، الأستاذ حسن الزين، السيّد حسين الخادمي، السيّد حسن القمّي، الأستاذ راجة محمود آباد، الدكتور زهير الغزّاوي، الدكتور صادق الطباطبائي، السيّد السلطاني الطباطبائي، السيّد شرف، الأستاذ الطويل، الشيخ علي كوراني (بعض)، السيّد علي العدناني، السيّد علي ناصر السلمان، السيّد كاظم الحائري (بعض)، السيّد مرتضى الجزائري؛ السيّد مرتضى الحكمي، السيّد مرتضى العسكري، الدكتور محمّد أبو السعود، الأستاذ محمّد أسد شهاب، السيّد محمّد باقر الحكيم (رحمه الله)، السيّد محمّد بحر العلوم، الشيخ محمّد تقي الجعفري (رحمه الله) (بعض)، الشيخ محمّد تقي الفقيه (رحمه الله)، الشيخ محمّد جعفر شمس الدين (بعض)، الشيخ محمّد جواد مغنيّة (رحمه الله) (بعض)، السيّد محمّد حسين الطباطبائي (رحمه الله)، الشيخ محمّد رضا الجعفري، الدكتور محمّد شوقي الفنجري، السيّد محمّد علي الباقري، الشيخ محمّد مهدي شمس الدين (رحمه الله)، الأستاذ محمود جبر، الشيخ محمود الخليلي، الأستاذ محمود سالم (بعض)، الدكتور محمود فهمي زيدان، السيّد محمود الهاشمي، الأستاذ مصطفى الزرقا، السيّد مهدي صدر عاملي، السيّد موسى الصدر، السيّد مير محمّد القزويني (بعض)، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، السيّد نور الدين الإشكوري (بعض)، السيّد هاشم معروف الحسني.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس